نشر موقع "المونيتور"الأمريكي تقريرا سلط من خلاله الضوء على ظاهرة مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، ودورهم في تقديم مساحة إعلانية من خلال عرضهم للخدمات والمنتجات المختلفة عبر حساباتهم على هذه المواقع. وعلى سبيل المثال، يُعدّ الزوجان الإيرانيان، فاطمة ومحمد من بين هؤلاء المشاهير أو ما يُعرف "بالمؤثرين".
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن الزوجين الإيرانيين الشهيرين يتابعهما أكثر من 930 ألف شخص، كما يقدمان مساحة إعلانية في شكل مقاطع فيديو تتحدث عن كل شيء، مع إضافة لمسة من الفكاهة الإيرانية. من جانبه، أوضح فرهاد، وهو خبير في مجال المبيعات والتسويق في طهران، أنه "مقابل حوالي 40 مليون ريال إيراني (ما يعادل 1.137 دولارا)، يستطيع أحد المشاهير على الإنترنت نشر مقطع فيديو للإعلان عن المنتج الخاص بك ليحصل على امتياز مشاركته مع الأشخاص الموجودين على التلغرام والإنستغرام.
وأورد الموقع أن حسابات أخرى على الإنستغرام، من قبيل "بالانج إيروني"، يتقاضون ألف ريال إيراني (35 سنتا) ويحذفون المنشور بعد ساعتين. ومن خلال تصفح حساب "بالانج إيروني" الترفيهي (@Palange_Irooni)، الذي يتابعه أكثر من 1.1 مليون شخصا، ستجد إعلانات منشورة حول كل المواضيع والمجالات، بداية من طب الأسنان وحبوب الحمية وصولا إلى متاجر مصممي الساعات.
وأضاف الموقع أن بقية رجال الأعمال الإيرانيين يستخدمون حساباتهم على الإنستغرام للترويج لعلاماتهم التجارية ولمنتجاتهم. فعلى سبيل المثال، يلبي "تيزار بلازا" (@tezarplaza)، وهو متجر للتسوق عبر الإنترنت، حاجات نخبة طهران ويقدم المنتجات الأصلية لكبار المصممين، من قبيل كريستيان لوبوتانوشانيل، مع هامش ربح بنسبة 20 بالمائة وضمان تسليم تتراوح مدته بين ثلاثة أيام وأسبوعين انطلاقا من أوروبا.
وتجدر الإشارة إلى أن صاحب متجر "تيزار بلازا"، حامد قمرسي، نقل خلال السنتين الماضيتين تجارته على الإنترنت حيث قال: "أدركت أن التجارة عبر الإنترنت مريحة أكثر بالنسبة لي. وفي الوقت الذي يحبذ فيه البعض العمل في متجر، أفضل من جانبي العمل من المنزل". وتتراوح قائمة المنتجات والخدمات، التي يتم الاتجار بها على الإنترنت، بين خبراء التجميل والاعتناء بالأظافر، وفناني الوشوم، ومنتجات المصممين وفساتين السهرة. واعتمد الإيرانيون تقليديا على "المنزل"، حيث تُخصص مساحة للبيع بالتجزئة غالبا ما تكون في المنزل، من أجل التسوق.
وبيّن الموقع أنه منذ عقد الاتفاق الإيراني سنة 2015، افتتحت العلامات التجارية للأزياء الراقية، من قبيل إسكادا وروبرتو كافالي، محلات تجارية في إيران، ولكن ليس بمقدور الجميع تحمل الأسعار الغربيّة لمنتجات المصممين الأصلية. وقبل ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، اعتمدت "المنازل" بشكل كبير على زبائنها من أجل الدعاية والحفاظ على سير أعمالهم التجارية، حيث يُتاجر بالملابس القادمة من الغرب.
ومع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح بإمكان رجال الأعمال الإيرانيين نشر أعمالهم أو منتجاتهم على إنستغرام، علاوة على تطبيق الرسائل، تلغرام. ووفقا لما أفاد به وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي، يوجد حاليا 47 مليون مستخدم نشط لمواقع التواصل الاجتماعي في إيران، وهو ما يمثل أكثر من نصف سكان البلاد البالغ عددهم 80 مليون نسمة. وعلى الرغم من أن إنستغرام يظل الأكثر شعبية، إلا أن تلغرام نجح في السيطرة على سوق مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد على امتداد السنتين المنصرمتين.
وأفاد الموقع أن الإيرانيين أنشأوا أكثر من 100 ألف قناة على التلغرام بناء على اهتماماتهم، حيث يمضون ساعات للقراءة ومشاركة الصور ومقاطع الفيديو والتحدث عن الترفيه والأخبار والرياضة، بما في ذلك مصدر تسليتهم الوطني، ألا وهي السياسة. ونتيجة لذلك، يُقال إن تلغرام يستهلك 40 بالمائة من تناقل البيانات في البلاد. ويتراوح عدد أعضاء أشهر 10 قنوات تلغرام في إيران بين 800 ألف وأكثر من مليوني عضو. وبطبيعة الحال، يُعوّل مسؤولو القنوات عليها لكسب المال من الإعلانات، تماما كما هو حال المؤثرين على الإنترنت في الغرب.
ونقل الموقع عن شركة "تكراسا" أن هذه القنوات تفرض رسوما تستند بالأساس إلى سمعتها وتوجهها في العمل وعدد أعضائها. وتتراوح الأسعار بين حوالي 2.5 مليون ريال و4.4 مليون ريال إيراني (أي ما يعادل 70 إلى 125 دولارا) في المتوسط لنشر إعلان يدوم لساعتين فقط إلى أن تتم إزالته يدويا. في الأثناء، يدّعي مركز تنمية التجارة الإلكترونية الإيراني أن إيرادات المتاجر عبر الإنترنت مع بوابات دفع من قبيل "ديجيكالا"، وهي شركة للتجارة الإلكترونية تبلغ قيمتها أكثر من 150 مليون دولار، بلغت 18 مليار دولار خلال السنة الماضية.
في المقابل، لا يشمل هذا المبلغ المبيعات التي تتم عبر الإنستغرام والتلغرام. وعلى مر عدة سنوات، أطلق مسؤولون إيرانيون متشددون حملات لحظر تلغرام، وهو ما عقّد خطط الحكومة المتعلقة بالرقابة. وخلال شهر أيلول/سبتمبر، رُفعت دعوى قضائية في محكمة إيرانية ضدّ الرئيس التنفيذي لشركة تلغرام، بافيل دوروف، مُتّهمة التطبيق بتوفير الخدمات للإرهابيين ونشر الفجور. ومن جهته، ردّ دوروف على هذه الادعاءات من خلال تويتر، حيث أفاد أن "المسؤولين الإيرانيين يريدون استخدام التلغرام للتجسس على مواطنيهم، ولكننا لن نرغب في مساعدتهم على ذلك".
وفي الختام، قال الموقع إن العديد من الأشخاص لا يزالون يفضلون التبضع من شركات تجارة التجزئة، على الرغم من أن خاصية التسوق عن طريق التقنيات العالية أصبحت سائدة في هذا العصر.
الكاتبة: هولي داغريس
الموقع: المونيتور
الرابط: