كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن الصين قد تكون متورطة بشكل سري في الانقلاب العسكري الذي جرى في زيمبابوي قبل أيام، وأدى بالإطاحة بالرئيس روبرت موغابي.
وقالت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21" إن القوة العظمى العالمية الجديدة للقرن الحادي والعشرين ليست مجرد "صديق في جميع الأحوال " لزيمبابوي، بل إن العلاقات الوثيقة تعود إلى حقبة التحرير في السبعينيات، حيث تمتلك الصين نفوذا سياسيا واسعا في البلاد.
ولفتت الصحيفة إلى أن زيارة قام بها الجنرال في الجيش "كونستانتينو تشيوينجا" لبكين يوم الجمعة الماضي أثارت الشكوك حول احتمال إعطاء الصين الضوء الأخضر لاستيلاء الجيش على السلطة في العاصمة هراري.
وأشارت الصحيفة إلى أن العالم قد يكون شهد المثال الأول للانقلاب السري من النوع الذي كانت تفضله وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه" والبريطانية "أم آي 6" ، وبدعم ضمني من الصين، القوة العالمية الجديدة في القرن الحادي والعشرين.
اقرأ أيضا: جيش زمبابوي يستولي على السلطة ويقول: ليس انقلابا (شاهد)
وأضافت أن الصين، لها نفوذ سياسي واسع أكثر من أي دولة أخرى سواء في زيمبابوي، أو أفريقيا بشكل عام، ويرجع ذلك إلى استثماراتها الواسعة في قطاعات التعدين والزراعة والطاقة والبناء، واعتبرت الصين الشريك التجاري الأكبر لزمبابوي في عام 2015، حيث اشترت 28% من صادراتها.
وتحدثت الصحيفة عن حرب العصابات التي اندلعت قبل الاستقلال، والتي انتهت بانتصار روبرت موغابي، رئيس زيمبابوي البالغ من العمر 93 عاماً الذي احتجزه الجيش، ليلة أمس الخميس، حيث جرى تمويلها ومدّها بالسلاح من قبل الصينيين في سبعينيات القرن الماضي، مشيرة إلى أن العلاقات الوثيقة مع النظام القائم "استمرت حتى يومنا هذا".
وذكّرت أنه عندما فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على زيمبابوي بعد انتخابات عام 2002، دخلت الصين على الخط، واستثمرت في أكثر من 100 مشروع، إضافة إلى أنها عرقلت في حينه إجراءات مجلس الأمن الدولي لفرض حظر على الأسلحة وقيود على رموز النظام هناك.
اقرأ أيضا: ضغوط على موغابي للتنحي.. والاتحاد الأفريقي يرفض "الانقلاب"
ونوهت إلى أن الجنرال "تشيوينجا" قائد القوات المسلحة، أجرى اتصالات منتظمة مع نظرائه الصينيين، وكان آخرها مع وفد عسكري زاره، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، مشيرة إلى أنّ وزير الدفاع الصيني تشانغ وان تشيوان، الذي التقى مع شيونغا في بكين يوم الجمعة الماضي، كان قد قام بزيارة هراري في عام 2015.
وختمت "الغارديان" بالقول "إن الصين لم تنف صراحة علمها المسبق بانقلاب هراري، كما أنها لم تدل بأي تعليق على إزالة موغابي الواضحة من السلطة، إذن أن إيمرسون منانغاغوا (نائب الرئيس الذي أقيل قبل نحو أسبوع)، والذي يعتقد على نطاق واسع أنّه وراء مؤامرة للإطاحة موغابي، وخليفته المحتمل على الأرجح كرئيس؛ هو صديق آخر ومتعاون منذ فترة طويلة مع الصينيين، وهو مقاتل سابق في حرب الاستقلال بزيمبابوي، وتلقّى تدريباً أيديولوجياً وعسكرياً في الصين في الستينيات".
دير شبيغل: لماذا تنأى دولة بحجم الصين بنفسها عن الصراعات؟