أحيت حركة "فتح" في قطاع غزة، ذكرى استشهاد الرمز الفلسطيني ياسر عرفات، في الوقت الذي لم تقدم فيه الحركة أو السلطة الفلسطينية إجابة واضحة عن سؤال كل فلسطيني؛ من قتل عرفات؟
بصمة وطنية
وفي الذكرى الـ13 لاستشهاد أبو عمار، المولود في 4 آب/ أغسطس 1929، والراحل في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، أقامت حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" اليوم، "مهرجان الوحدة والدولة"، حيث تجمع عشرات الآلاف من عناصر الحركة وسط مدينة غزة.
وأوضح القيادي في "فتح"، يزيد الحويحي، أن إحياء ذكرى القائد أبو عمار عبر هذا المهرجان، "يحمل رسالة مهمة في ظل الأوضاع الداخلية الفلسطينية؛ حيث السعي لتحقيق المصالحة ولم شمل الشعب الفلسطيني وطي صفحة الانقسام".
وذكر في حديثه لـ"عربي21"، أن "تعليمات وتوجيهات الشهيد أبو عمار، كانت دائما في اتجاه تحقيق الوحدة الوطنية، ونحن في انتظار لقاءات القاهرة خلال هذ الشهر لإتمام المصالحة الداخلية"، منوها أن "عرفات ترك بصمته الوطنية في كل بيت فلسطيني".
اقرأ أيضا: قناة إسرائيلية تكشف نتائج تحقيق السلطة في اغتيال عرفات
ونوه الحويحي، أن رسالة هذه الجماهير الغفيرة التي حضرت المهرجان للقيادة الفلسطينية، أن "انظروا بعين المسؤولية نحو المحافظات الجنوبية (قطاع غزة)"، مشددا على أن "ما اتخذ على مدار العام الأخير من قرارات وإجراءات تتعلق بالحياة اليومية لسكان قطاع غزة، عليكم مراجعتها"، وذلك في تلميح منه لعدم الرضا عن قرارات السلطة الفلسطينية الأخيرة، بإحالة آلاف الموظفين للتقاعد واستمرار الإجراءات العقابية ضد قطاع غزة.
فشل اللجنة
وحول الغموض الذي يكتنف ملف اغتيال عرفات، قال: "ملف اغتيال القائد العام أبو عمار يطارد القتلة ليل نهار، ويطارد أيضا من يتحفظ على أي معلومة تخدم الحقيقة في معرفة من هو القاتل".
وأضاف الحويحي وهو عضو الهيئة القيادية لحركة "فتح" في قطاع غزة: "كنا وعدنا قديما أنه سيتم الكشف عن مجريات التحقيق في هذه القضية الكبيرة، ولكني لا أعتقد ذلك"، وفق قوله.
من جانبه، أرجع الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، عدم وجود إجابة عن السؤال المطروح منذ 13 عاما: من قتل عرفات؟، إلى "ثلاثة احتمالات؛ الأول: فشل لجنة التحقيق في الوصول للمجرمين".
وأضاف لـ"عربي21"، "وهذا احتمال ضعيف، لأنه يعكس ضعف الأجهزة الأمنية، ويعتبر أحد أهم متطلباته استقالة لجنة التحقيق وهو ما لم يحدث".
وأوضح الدجني، أن "الاحتمال الثاني: هو نجاح لجنة التحقيق في الوصول للمجرمين، ولكن المنفذين يتبعون لجهات عليا سواء فلسطينية أو إقليمية أو دولية"، مؤكدا أن "الكشف عنهم سيزيد الأمور تعقيدا، وقد يطيح بقيادات كبيرة في السلطة الفلسطينية".
قصور السلطة
وأما الاحتمال الثالث بحسب الكاتب الفلسطيني، فهو "نجاح لجنة التحقيق في الوصول لجزء من الحقيقة، مع وجود غموض على الجزء الآخر، وبذلك تبقى القضية بحاجة لمزيد من الوقت"، وفق تقديره.
أما أستاذ العلوم السياسية، هاني البسوس، فقد رأى أن "الغموض الذي ما زال يخيم على ملف وفاة عرفات، رغم محاولات جهات الاختصاص الفلسطينية الكشف عن ذلك، يرجع بشكل واضح للقصور من قبل قيادة السلطة الفلسطينية في هذا الملف".
اقرأ أيضا: اغتيال عرفات .. في صدر من ستطلق رصاصة الاتهام ؟
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "ورغم الاحتفالات في معظم أرجاء فلسطين بذكرى استشهاد أبو عمار، إلا أن قاتله ما زال يتمتع بالحرية"، معتبرا أنه من "باب الوفاء لمن قدم حياته في سبيل الحرية ومواجهة إسرائيل، يجب المضي قدما في تطبيق المصالحة وتجسيد الوحدة الفلسطينية، وكشف قاتله أو الجهة التي تقف خلفه".
ولفت البسوس، إلى أن "أبو عمار لو كان حاضرا الآن، ورأى مشهد تمزق فتح، والانقسام الفلسطيني ومحاولة حصار المقاومة والعقوبات التي فرضتها السلطة ضد قطاع غزة، لكان بالنسبة له هذا المشهد محزن بشكل كبير".
ومن الجدير ذكره، أن لغز استشهاد الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، الذي قتل وفق التحقيقات بمادة شديدة السمية لا تزال غامضة، كما لا تزال لجنة التحقيق الفلسطينية التي يرأسها عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، اللواء توفيق الطيراوي تتحفظ على نتائج التحقيق في ملف وفاة أبو عمار.