شارك العشرات في مسيرة شعبية بالعاصمة الألمانية برلين مساء الخميس، لإحياء الذكرى المئوية لوعد بلفور، بدعوة من لجنة العمل الوطني.
وسارت المسيرة التي ضمت عددا من الشخصيات، بينهم السفيرة الفلسطينية خلود إدعيبس، من أمام ساحة براندنبورغ التاريخية، وصولا لمقر السفارة البريطانية وسط برلين.
وحمل المشاركون الأعلام الفلسطينية، ولافتات باللغتين العربية والألمانية؛ تعبر عن استمرار المعاناة بعد 100 عام على وعد بلفور، مؤكدين على بطلانه، وعلى شرعية حق العودة.
في السياق ذاته أقيمت ندوة ببرلين تحت عنوان: "مشروع استعماري في فلسطين مساء الأربعاء، بتنظيم من مؤسسة شباب ألماني من أجل فلسطين".
وتناولت الندوة التي عقدت بمركز التجمع الفلسطيني ببرلين، التعريف بشخصية وبوعد بلفور، واللائحة التاريخية التي جاء بها، وتأثيراته الكارثية على الشعب الفلسطيني.
وهدفت الندوة التي كانت باللغة الألمانية، لنشر الوعي للشباب الألماني حول القضية الفلسطينية عامة، ووعد بلفور بشكل خاص.
كما تم خلال الندوة عرض فيلم طريق بلفور باللغة الألمانية، فيما اختتمت بحملة تغريد ضمن الحملة العالمية على مواقع التواصل الاجتماعي للتعريف بوعد بلفور، وللضغط على الحكومة البريطانية للاعتذار.
وعود سابقة لبلفور
وقال علي اشتيوي رئيس مؤسسة شباب ألماني من أجل فلسطين: "جاءت فكرة الندوة للتعريف بوعد بلفور، بعد أن اكتشفنا بأن كثيرا من الشباب الألمان، خاصة من أصول فلسطينية من الجيلين الثاني والثالث، لا يعرفون شيئا عنه".
وأضاف لـ "عربي21": "قمنا بالتعريف بشخصية بلفور، وعملنا تفسيرا حول رسالته، وعن الخلفيات التاريخية للوعد المشؤوم".
ولفت إلى أنه تم الكشف خلال الندوة بأن هناك وعوداً سابقة لبلفور، فقد كان هناك وعد فرنسي في عهد نابليون1799م، ثم تصريح من القنصل البريطاني بدمشق تسالس هنري تشرشل، الذي أعطي وعد لقائد الصهاينة ببريطانيا موزس هايم عام 1841م.
وأوضح بأن الوعود السابقة قد فشلت، في حين أن وعد بلفور قد نجح، مشيراً إلى أن الهدف لإعطاء اليهود وطن قومي في فلسطين، ليس محبة بهم بل لإخراجهم من المدن الأوربية.
وحول النتائج التي ترتبت على وعد بلفور عدد رئيس مؤسسة شباب ألماني من أجل فلسطين أبرزها، والتي تمثلت بتقسيم فلسطين عام 47، ونكبة 48، ونكسة 67، والاحتلال الحالي في فلسطين، والاستيطان، والحصار على غزة.
الحملة تتعرض لضغوط
بدوره حث رئيس مركز العودة ماجد الزير الشباب الألماني، من أجل العمل لتعريف المجتمع بوعد بلفور، وبتبعاته الكارثية على الشعب الفلسطيني، لكونهم أبناء المجتمع ويتحدثون لغته بطلاقة.
ولفت الزير إلى أنه تم جمع تواقيع أكثر من 14 ألف شخص على عريضة تطالب الحكومة البريطانية بالاعتذار، كونها مجبرة على الرد على أي عريضة تفوق التواقيع فيها العشرة آلاف.
وأكد بأن الحملة التي أطلقها فلسطينيو الخارج تتعرض لضغوط، معتبراً هذا يأتي بسبب الإنجاز الذي تحققه.
حملة تغريد مستمرة
وقالت رزان زمزم عضو إدارة تجمع الشباب الفلسطيني بأوربا: "إن حملة التغريد فكرة منبثقة عن مؤتمر فلسطينيي الخارج التي شكلت مجموعات إعلامية من التجمع ومؤسسات أخرى أوربية عالمية أو عربية بارزة، وأوصلتها بمجموعة إعلامية تابعة لها، وأصبحنا ننسق ونعمل مع بعضنا البعض".
وأضافت لـ "عربي21": "إن هناك تفاعلا كبيراً حول وسم بلفور 100، ولقد أصبح من المراتب الأولى في التغريدات، وقد وصلنا لأكثر من 30 ألف في ليلة واحدة"، مؤكدة بأن حملة التغريد ستستمر لعدة أيام.
وأوضحت بأنه تم التغريد بشكل أساسي باللغتين العربية والإنجليزية, بالإضافة للغات الأوربية الأخرى، كما راعت الحملة الوضع الذي يناسب البلد.
ولفتت إلى أنه تم عرض فيلم طريق بلفور باللغة الإنجليزية, وعمل فيديو داخل التجمع يوضح تأثيرات وعد بلفور على الشباب الفلسطيني بأوربا.
وحول رسالتهم من خلال الحملة هذه قالت زمزم: "نأمل أن يتم الضغط على الحكومة البريطانية من خلال تغريداتنا التي ستصلهم حتماً, لكونهم المعنيين من ذلك بالدرجة الأولى, لدفعهم للاعتذار عن وعد بلفور".
وأشارت إلى أنه حال تم الاعتذار الذي نسعى إليه، فإن ذلك سيعد اعترافاً صريحاً بمسؤوليتها عن إنشاء وطن لليهود على حساب الفلسطينيين الذين تعرضوا ولا زالوا لكوارث جمة.
ونظمت وقفات احتجاجية متفرقة أمام السفارات والقنصليات البريطانية في ألمانيا الاتحادية، إحياء للذكرى المئوية لوعد بلفور.
كما قام وفد بتسليم رسالة للسفارة البريطانية ببرلين 25 أكتوبر/تشرين الأول توضح فيها حجم المعاناة والظلم اللذين يتعرضان لهما الشعب الفلسطيني جراء وعد بلفور، بالإضافة لمطالب أخرى من حكومة لندن.
ويقول مسؤولو الحملة بأنها ستستمر في العاصمة الألمانية والعواصم الأوربية والعالم، للضغط على بريطانيا بتقديم الاعتذار للفلسطينيين عن وعد بلفور، لكونه يشكل ظلما كبيراً للشعب الفلسطيني، وخطأ تاريخياً جسيماً.