قالت وكالة نوفوستي الروسية، إن مؤتمر الشعب السوري الذي دعا إليه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، سيعقد في مدينة سوتشي الروسية الشهر المقبل.
وأضافت الوكالة، نقلا عن مصدر لم تسمه: "عدد المشاركين سيتراوح بين 1000 و1300 شخص من ممثلي الحكومة السورية والقوى الموالية لها، وكذلك من مختلف الفصائل المعارضة".
وأشار المصدر إلى إمكانية مشاركة جماعات موالية للحكومة ومتنوعة، بما فيها البرلمان في المؤتمر، إلى جانب ممثلي الفئات الإثنية المختلفة، بما في ذلك التركمان، وكذلك ممثلو رجال الدين.
ودعا بوتين في وقت سابق إلى تشكيل كونغرس الشعوب السورية، مؤكدا أن ذلك "يمكن أن يصبح خطوة هامة على طريق التسوية السياسية، ومن الممكن كذلك إعداد دستور جديد للبلاد".
اقرأ أيضا: ما الذي تريده موسكو من وراء "مؤتمر الشعوب السورية"؟
وقال الرئيس الروسي، خلال كلمة له في منتدى "فالداي"، الخميس الماضي، إن فكرة "المؤتمر الشعبي السوري" تهدف إلى تحقيق السلام؛ عبر جمع ممثلين عن كافة الجماعات "العرقية" في سوريا.
ولاحقا أعلن السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، أنه من السابق لأوانه حاليا الحديث عن مواعيد عقد هذا المؤتمر، ولكن يجري بحث ومناقشة المبادرة بفعالية ونشاط.
وأطلقت الخارجية الروسية على المؤتمر اسم "مؤتمر شعوب سوريا"، لكنها عادت وأطلقت عليه "مؤتمر الشعب السوري".
ونفي الائتلاف السوري المعارض، الذي أعلن رفضه المشاركة في المؤتمر، صحة ما ذكرته صحيفة "الشرق الأوسط"، أمس، على لسان مصادر لم تسمها، بأن اجتماعا رعته وزارة الخارجية التركية، وترأسه مستشار الوزير التركي، سدات أونال، طلب من "الائتلاف السوري المعارض" التعامل بشكل إيجابي مع مؤتمر الشعب السوري، الذي تنوي روسيا عقده في قاعدة حميميم الروسية.
وأكد الائتلاف السوري المعارض، في بيان له، أن المعلومات التي أوردها تقرير الصحيفة، ونسبها إلى مسؤول تركي، عارية عن الصحة، وأنه "لم يرد في الاجتماع ما يفيد بذلك بأي شكل من الأشكال، والقول بأن طلب الاجتماع كان عاجلا هو زعم لا أساس له أيضا".
اقرأ أيضا: الائتلاف السوري يطالب مجلس الأمن بمحاسبة نظام الأسد
وعبر الائتلاف السوري عن أسفه لمحاولات التشويش على العلاقة الوثيقة التي تربطه مع تركيا، قيادة وشعبا، مؤكدا تقديره للدعم الكبير الذي تقدمه تركيا للشعب السوري لتجاوز محنته، وتقرير مستقبله، وفق إرادته الحرة المستقلة.
وقال المعارض السوري نزار خراط، في تصريحات سابقة لـ"عربي21"، إن بوتين يبحث عن وصفة لمزيد من شرذمة الساحة السورية، بعدما دخل بكل قوته عسكريا إلى هذا الملف.
وقال خراط: "اليوم بدأنا بالحديث عن الأكراد وحلم إنشاء دويلة لهم شمال سوريا، وغدا سنتكلم عن مكونات عرقية صغيرة، مثل الآشوريين والشيشان، وربما يصل الأمر للمكونات العقائدية، ولن ينتهي التقسيم عند هذا الحد".
ورأى أن دعوة بوتين للمؤتمر محاولة لـ"الخروج من المستنقع السوري بأي طريقة وبأقل الخسائر، بعدما قام بتأمين موطئ قدم في أهم المواقع".
وقال إن الروس "أمنوا مناطق الساحل وما تمثله من أهمية استراتيجية لهم على المياه الدافئة، بالإضافة إلى أطماعهم النفطية في البحر المتوسط، علاوة على السيطرة على قلب سوريا مدينة دمشق".
وبشأن الولايات المتحدة وموقفها من الأفكار الروسية للحل بسوريا، قال خراط إن "واشنطن تريد للروس مزيدا من التورط في سوريا؛ لأن الأفكار التي تطرحها تزيد الإشكالات الداخلية ولا تحلها، وبالتالي فالأمريكان مستفيدون من أي فوضى تغرق الروس".
هل روسيا معنية بمواجهة بين إسرائيل وحزب الله؟
القوات التركية تبدأ بنشر نقاط مراقبة في إدلب
أولى طلائع القوات التركية تدخل سوريا نحو إدلب