نشر "موقع ميدل إيست آي" تقريرا حول تحالف المصالح العجيب في اليمن، مشيرا إلى أن أغرب هذه التحالفات، في حرب عرفت بتحالفاتها الغريبة، هو ذلك التحالف بين الإمارات، التي تعارض الإخوان المسلمين بشدة، وتعدهم حركة "إرهابية"، وحزب الإصلاح، فرع الإخوان المسلمين في اليمن.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذا التحالف قام على مدى عدة سنوات، بالقتال لحماية رئاسة عبد ربه منصور هادي ضد الحوثيين، وقام بالدفاع عن الموقع المؤقت لحكومة هادي في عدن، في الوقت الذي صال فيه الحوثيون وجالوا في أنحاء البلد.
ويستدرك الموقع بأنه "في بلد تاريخه مليء بالتحالفات المتغيرة والتعامل المزدوج والانشقاقات، ليست الحقيقة أبدا أبيض وأسود، فإن القوى الموالية للإمارات، والمعروفة بـ(قوات الحزام الأمني) تؤيد المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي، في الوقت الذي يؤيد فيه حزب الإصلاح دفع هادي باتجاه يمن موحد، وإضافة إلى ذلك، هناك الحرب الدبلوماسية الحالية التي تشنها الإمارات وحلفاؤها ضد قطر، التي يتهمونها بدعم (الإرهاب) من خلال دعم الإخوان المسلمين".
ويلفت الموقع إلى أن هذه الانقسامات أدت إلى ما يبدو أنه استنتاج مفروغ منه من بداية الحرب: وكلاء الإمارات في عدن، في صراع مفتوح مع الإصلاح، مشيرا إلى أن قوات الحزام الأمني في عدن قامت على مدى ثلاثة أيام الأسبوع الماضي باعتقال 11 من قيادات الإصلاح، بما في ذلك، وكيل الوزارة محمد عبد الملك، واقتحمت اثنتين من قواعد الحزب الرئيسية: الأولى في منطقة التواحي، والثانية في منطقة كريتر، التي تم إحراقها أيضا، وتم إطلاق سراح ثمانية من الذين اعتقلوا في وقت سابق من هذا الأسبوع، في الوقت الذي بقي فيه ثلاثة آخرون في السجن.
ويستدرك التقرير بأن العنف نشأ من قنبلة تم إشعال فتيلها في وقت سابق من هذا العام، حيث تم حرق المقر في كريتر من قوات الحزام الأمني في شهر أيار/ مايو؛ احتجاجا على تعيين الرئيس هادي لعبد العزيز المفلحي، الذي يعد مؤيدا للإصلاح، محافظا لعدن، لافتا إلى إلى أن صعوده أغضب الانفصاليين الجنوبيين؛ ما أدى إلى العنف، وقرار قائدهم عيدروس الزبيدي تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث خدم العنف الأخير في ترسيخ تصوير الإصلاح بأنهم "إرهابيون" ينتظرون الفرصة لتوجيه ضربة ضد الجنوب.
وينقل الموقع عن مصدر من شرطة عدن، يؤيد استقلال الجنوب، قوله إنه يجب معاملة أعضاء الإصلاح، كما يعامل تنظيم القاعدة، وأضاف المصدر، الذي لم يرغب في ذكر اسمه: "كلاهما يحاول خلق فوضى، ويعملان لصالح دول أخرى"، وتابع قائلا: "عندما اقتحمت القوات مقر الإخوان المسلمين في عدن، فإنها وجدت أسلحة وقنابل ونقودا.. وهذا دليل قوي على أن هذا المقر هو عبارة عن معقل للإرهابيين الذين يهددون أمن عدن".
وينوه التقرير إلى أن المصدر اعترف بأن مقاتلي الإصلاح ساعدوا في الدفاع عن عدن وعن جنوب اليمن ضد الحوثيين، لكنه قال إنهم قاتلوا لمصالحهم، ولا يمكن الوثوق بمعظمهم؛ بسبب معارضتهم التاريخية لاستقلال الجنوب، وقال: "صحيح أن مقاتلي الإصلاح ساعدونا على تحرير الجنوب في 2015، لكنهم نهبوا الكثير من الأسلحة وأبقوها ليحاربوا فيها الجنوبيين في المستقبل".
ويذكر الموقع أنه اتهم قطر بتشجيع الإصلاح على قتال الإمارات في عدن، وادعى بأن قوات الحزام الأمني وجدت أموالا قطرية في مقر حزب الإصلاح، وقال: "لا أحد يستطيع إنكار الدور الإيجابي الذي تؤديه الإمارات في الجنوب، لقد قامت بإعادة بناء المؤسسات العامة، وتحاول جهدها لتساعدنا.. (أما) قطر فتسعى لخلق فوضى في عدن، ليقول الناس إن الإمارات لم تنقذ عدن".
وبحسب التقرير، فإن حزب الإصلاح ينكر التهم الموجهة ضد أعضائه من قوات الحزام الأمني، وناشد المجتمع الدولي شجب اعتداءاتها، وقال محمد اليوسفي، وهو عضو بارز في الحزب في تعز، إن التهم الموجهة للحزب ملفقة، وأضاف: "قال الأمن في عدن إنهم وجدوا في مقرنا أسلحة وقنابل وأموالا، لكن المقر كان قد حرق في أيار/ مايو، هذه أخبار مفبركة، لسنا أغبياء لدرجة أن نحفظ أسلحة وأموالا في مكان نعلم أنه هدف".
ويورد الموقع نقلا عن اليوسفي قوله إن أعضاء الإصلاح يضطهدون في عدن، بالرغم من دورهم في تأمين المدينة، وأضاف: "تريد الإمارات ومؤيدوها أن يكونوا القوة الوحيدة في عدن، وحزب مثل الإصلاح يشكل عقبة أمام تصرف الإمارات بحرية، وبدأوا بحرب سرية ضد الإصلاح في عدن، ويتهموننا بأننا إرهابيون.. ولم يطلق الإصلاح رصاصة واحدة، لكن قوات الحزام الأمني تريد من عدن محاربة الإصلاح، ولن نستخدم القوة؛ ونعلم أن القوة ليست هي الحل لمشكلاتنا".
ويعلق التقرير قائلا إنه لإضافة التعقيد للخلافات، فإن الجنوبيين كلهم لا يؤيدون الحزام الأمني والمجلس الانتقالي الجنوبي، حيث قال اليوسفي إن هناك عددا ضخما من المجموعات التي تسعى للاستقلال، وليس الأمر حكرا على المجلس، مشيرا إلى أن الحراك الجنوبي بقيادة العميد ناصر النوبة، هو إحدى تلك المجموعات التي تسعى للاستقلال، لكنه يعارض دور الإمارات والمجلس الانتقالي الجنوبي في عدن، وغرد النوبة على "تويتر" بعد حرق مقر الإصلاح، قائلا: "عندما يدير شلال (مدير شرطة عدن شلال شايع) شرطة عدن، ويحاول خدمة الإمارات في عدن فإنه يرتكب فضيحة جديدة".
ويورد الموقع نقلا عن المحلل السياسي ومدير مركز مدار للدراسات الاستراتيجية في عدن فضل الربيعي، قوله إن الخلافات بين الإصلاح والحزام الأمني أعقد من أي وقت مضى وتهدد استقرار الجنوب.
ويختم "ميدل إيست آي" تقريره بالإشارة إلى قول الربيعي: "الأزمة بين الإصلاح وغيره من المجموعات الجنوبية هي جزء من الخلافات الدولية بين قطر والإمارات، لكن على الجنوبيين أن يجلسوا معا لمناقشة خلافاتهم وحلها".
ديلي ميل: بريطانيا تدفع تقاعدا ليمنيين تتجاوز أعمارهم 100
تقرير يكشف دور الإمارات في عملية فاشلة على القاعدة باليمن
ميدل إيست آي: عباس يسعى للقبض على دحلان عبر الإنتربول