سياسة عربية

"متشيعون" محليون يقودون معارك النظام شمال دير الزور

المتشيعون الجدد يرفعون شعارات طائفية- أرشيفية
ذكرت مصادر محلية أن عددا من المتشيعين المحليين من أبناء قرية "حطلة" في دير الزور يقودون الصفوف الأولى للمعارك التي تخوضها قوات النظام والمليشيات المساندة لها في ريف دير الزور الشمالي ضد تنظيم الدولة.

وبيّنت المصادر، أن هؤلاء يرفعون شعارات طائفية تحض على الثأر من أهالي المنطقة، وذلك بسبب خلافات سابقة بينهم وبين سكان المنطقة، على خلفية توترات طائفية سابقة.

ويعود وجود الشيعة في هذه المناطق السنية، تحديدا إلى قيام إيران بنشر التشيّع في شرق سوريا عموما منذ العام 2000.

وقال الصحفي صهيب الجابر من شبكة "فرات بوست": "مع بداية الثورة السورية نشب الخلاف بين هؤلاء المتشيعين الجدد الذين وقفوا إلى جانب النظام، وبين فصائل المعارضة، انتهت بطردهم خارج القرية والأحياء التي كانوا يتواجدون فيها".

وأضاف نقلاً عن مصادر محلية، أن هؤلاء هم على رأس المليشيات التي تتولى الهجوم على قريتي حطلة وجفرة والمناطق المحيطة بها.

وأوضح الجابر في حديث مع "عربي21" أن حطلة وجفرة تقعان خلف مطار دير الزور العسكري، ما يجعل من السيطرة عليهما أولوية للنظام، لأن من شأن ذلك تأمين ظهر المطار العسكري.

وقال الجابر، إن شهادات الأهالي تشير إلى أن المتشيعين يهددون الأهالي بأنهم سينشرون التشيّع في هذه المنطقة بشتى الطرق، لافتا إلى وجود ثأر قديم بينهم وبين أهالي المنطقة.

وأشار الجابر، إلى التوترات التي شهدتها المنطقة في العام 2013، وذلك عندما قامت كتائب من الجيش الحر بالهجوم على قرية حطلة التي كان يتمركز فيها نحو 250 مقاتل شيعي من مقاتلي مليشيا "أبي الفضل العباس"، على خلفية هجوم أفراد المليشيا على حواجز للجيش الحر.

ويشهد محيط قرية حطلة اشتباكات متواصلة، أدت إلى تقدم قوات النظام في أحياء منها، من بينها حي "حطلة التحتاني".

وعن حملات التشيّع في شرق سوريا، أشار الباحث السوري مهند الكاطع، إلى أن إيران كانت تستغل الأوضاع الاقتصادية المزرية للأهالي في المحافظات الشرقية السورية، بتواطؤ من النظام السوري.

وأضاف لـ"عربي21"، أن الحملات كانت تعتمد في كل مدينة على أشخاص من الوسط المحلي تم جذبهم عبر المال، ليقوموا هم بالإشراف على عمليات نشر التشيّع.

وقال الكاطع: "لقد ساعدت البنية القبلية للمجتمعات المحلية إيران في الاختراق ونشر المذهب الشيعي، حيث كانت إيران تستغل ادعاء بعض العشائر العربية انتسابها إلى أهل البيت أو السادة، لترويج الحديث عن وحدة المذاهب التي تنادي بحب أهل البيت".

وتابع، بأنهم كانوا يخدعون الأهالي بأن الدعم المادي الذي تقدمه إيران إنما هو دعم لآل البيت، مشيرا إلى تخصيص مرتبات شهرية من الحكومة الإيرانية لكل من يعتنق المذهب الشيعي.

وأكد الباحث، أن إيران كانت تبني الحسينيات تحت مسمى مراكز جمعيات للتمويه على مشروعها، تمهيدا لإرسال بعض أبناء المناطق إلى المراكز الدينية الشيعية في إيران ولبنان، ليعود هؤلاء كوكلاء لإيران.

وبحسب الكاطع، فإن حملات التشيّع لاقت رواجا في محافظات الحكسة والرقة ودير الزور، بعلم النظام السوري