ملفات وتقارير

ناشطون: توتر في السويداء بسبب ازدياد التدخلات الروسية

ناشطون اتهموا النظام بالتراجع عن اتفاقات سابقة مع القيادات الدرزية في السويداء- أرشيفية
عادت مظاهر التوتر والاحتقان إلى محافظة السويداء السورية بعد هدوء نسبي ساد أجواءها على مدار الشهور الماضية، وذلك بعد تسلم "مشايخ العقل" الدروز زمام الأمور في المحافظة بإشراف فرع الأمن العسكري التابع للنظام السورية.

ورغم موافقة النظام السوري على شروط القيادات الدرزية في المحافظة منذ أكثر من 4 سنوات بهدف الإبقاء على المحافظة خاضعة له ولو بالاسم، إلا أن ناشطين يرون أن حجم التدخل الروسي في البلاد وسيطرته على مفاصل الحكومة جعل من معظم القرارات والاتفاقيات بين "مشايخ العقل" والنظام بلا معنى. 

ويتحدث المحامي "قدري النمر" أحد أبناء محافظة السويداء المقيمين في الأردن عن "امتعاض لدى غالبية سكان المحافظة وأبناء الطائفة الدرزية بشكل شبه كامل بما في ذلك السلطة التشريعية المتمثلة بشيوخ العقل".


ويضيف المحامي النمر في حديث لـ"عربي21" أن القيادات الدرزية هم "أكثر المتأثرين من تزايد النفوذ العسكري الروسي في المحافظة، الذي أعاد تفعيل دور النظام وبخاصة فرع الأمن العسكري ورئيسه وفيق ناصر".

ويوضح: "بدأ الخلاف منذ أن ألغت روسيا الاتفاق المبرم بين النظام ومشايخ العقل حول خدمة أبناء السويداء في محافظتهم، مقابل تأمين الحماية الكاملة للسويداء ومنع أية جهات من الدخول إليها أو تشكيل تحالفات خارج نطاق النظام السوري".

إلا أن السلطة الروسية في ثكنات النظام العسكرية بالسويداء، والحديث للمحامي النمر، "قامت بفرز العشرات من أبناء المدينة للقتال في حماة ودمشق ولا سيما المناطق التي تشهد اشتباكات كريف حماة الشمالي وجوبر في دمشق، إضافة لجبهات الغوطة الشرقية".

ويلفت النمر إلى أن هذا السبب المباشر إضافة للعديد من الأمور الأخرى دفعت بـ"مشايخ العقل" لمطالبة النظام السوري بـ"الالتزام بتعهداته وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه في السابق".

وكشف الناشط الحقوقي أن "مشايخ العقل" اجتمعوا برئيس فرع الأمن العسكري وفيق ناصر، وطالبوه بإعادة تفعيل جميع الاتفاقيات السابقة، وأن يكون مشايخ العقل هم السلطة الوحيدة في المحافظة بإشراف النظام السوري، إلا أن الأخير "أبلغهم بأن الأمور أصبحت بيد الضباط الروس وعليهم مراجعة مقر القيادة في حال أرادوا تسوية أي أمر وما زال الوضع على ما هو عليه والأمور في طريقها للانفجار في حال استمرت".

بدوره اعتبر الناشط الحقوقي علاء قرابللي المقيم في إسطنبول أن النظام تعمّد "إقحام الروس وتوسيع نفوذهم في السويداء بهدف التخلص من سطوتهم ولكن بطريقة سلمية وغير مباشرة".

ويشير قرابللي في حديث لـ"عربي21" إلى أن النظام لا يستطيع تسلم مقاليد الأمور في السويداء بالقوة بسبب الوضع الخاص للمحافظة، كما أنه من الصعب تجنيد أبناء السويداء ضد أهاليهم أو تحريضهم على مشايخ العقل الذين لطالما شكلوا عقبة أمامه في كثير من الأمور، فلجأ للروس كـ"تبرئة لذمته" وتوسيع لصلاحياته في آن واحد"، وفق تعبيره.