سائحة البارودي من مدينة حماة اعتقلتها قوات
النظام السوري بسبب تهم عديدة منها أن ولدها ملاحق من قبل فرع الأمن القومي، وقضت في أقبية النظام شهرين، تروي لـ"
عربي21" قصة اعتقالها ورحلة تعذيبها في سجون النظام.
تقول سائحة: "تم اعتقالي في 2 نيسان/أبريل 2014 على حاجز الأمن العسكري في مدينة حماه، عند محاولة خروجي من المدينة للمناطق المحررة، وتم توجيه اتهامات لي كتقديم الأموال والإغاثة للثوار، حيث تم تفتيشي بشكل كامل ومهين، وبعدها أرسلوني إلى الأمن العسكري، وفتشوني مجددا هناك".
وتضيف: "أزالوا العصبة عن عينيّ وحققوا معي لأربع ساعات عن اسمي واسم زوجي وابني، ثم نقلت إلى محقق آخر، وفتشوني هناك مجددا، وحقق معي محقق كبير في السن ووجه لي الشتائم البذيئة، ثم رموني في زنزانة انفرادية ليومين دون ماء أو طعام".
وفي اليوم الثالث اقتادوني للتحقيق مجددا، ثم طلبوا مني الاعتراف بإدخال أكياس من الطحين إلى حماه عبر
تركيا، وعندما رفضت الاعتراف ضربوني وأعادوا التحقيق من جديد لكن مع الشتائم.
وتكمل: "وبعد 5 ساعات أعادوني إلى الزنزانة الانفرادية، وكنت أسترق النظر منها إلى الحديقة، كانوا يسكبون الماء على الأرض ويبدأون بتعذيب الشباب مع مغيب الشمس بالضرب والكهرباء".
وتتابع: "ومع رفضي الاعتراف اقتادوني إلى الحديقة إلى جانب الشباب الذين كانت حالتهم صادمة ويعانون من الكسور والتشوهات، وعلقوني من يدي لمدة 4 ساعات، وعذبوني بالماء والكهرباء، وكان يصرخ المحقق بالشباب: "=هي يلي كانت تساعدكم ويلي كانت تنام معكم وكان يسألني أتريدين النوم معهم؟".
ووضعت سائحة بعد ذلك في الزنزانة لمدة 18 يوما وكان طعامها بضع حبات زيتون وبعض الخبز الذي يملؤه العفن، وبعد ذلك أعطوها أماناتها وأجبرت على التوقيع على أوراق بيضاء.
وحولت سائحة إلى الشرطة العسكرية في حماه، ومن هناك إلى فرع الأمن الجنائي لتبقى عندهم 3 أيام وفي الرابع إلى السجن المركزي في مدينة حمص، حيث التقت بالكثير من النساء والأطفال المتهمين بـ"الإرهاب".
وبعد ثلاثة أيام في السجن المركزي، تم تحويل سائحة إلى سجن البالونة وأمضت فيه ثلاثة أيام، ومن ثم إلى دمشق مع 66 معتقلا آخر، ليصلوا إلى مبنى كبير هو فرع فلسطين في العاصمة، ومكتوب على بابه "الداخل مفقود والخارج مولود".
تقول: "علمت أن تهمتي كانت حيازة سلاح، وعندما قمت بإنكار التهمة ضربوني بوحشية وبعدها تم اقتيادي لغرفة فيها 43 معتقلة، ولفت نظري تواجد كاميرات مراقبة وشاهدت بطانيات من الصوف كانت موضوعة على الأرض وفي داخلها جثث لشباب معتقلين وكانت الدماء تخرج على الأرض، بعد فترة غير طويلة أصبت بعدوى القمل التي ملأت جسدي، وبعد ما يقارب الأسبوعين جاؤوا بطلب اسمي وبدء التحقيق سؤال وجواب، دون أي توبيخ أو تعنيف لأن عائلتي حولت مبلغا كبيرا من المال لحساب المحقق، وغيروا ملفي كاملا إلى سجن عدرا".
وهناك حذفت التهم التي وجهت لسائحة في حماة، وحولت سائحة إلى سجن عدرا، ووزعت مع أخريات إلى المهاجع، وشاهدت هناك امرأة مع رضيعها الذي كان له ملف فيه تهمة أرهاب، وبعد أسبوعين ألبسوها قميصا أزرق طويلا، ومكتوب على ظهره "إرهاب" واقتيدت إلى المحكمة، ومن هناك أفرج عنها إلى مدينتها.
وبعد يومين فقط من الإفراج طلب فرع الأمن العسكري منها مراجعته مرة أخرى، لتهرب من مدينتها إلى الأراضي ضمن سيطرة المعارضة، ومنها إلى تركيا.