قال الأمين العام لحزب
الأصالة والمعاصرة (أكبر حزب معارض بالمغرب)
إلياس العماري، إن استقالته من الأمانة العامة للحزب قرار شخصي وليست مزايدة سياسية.
وأضاف العماري في ندوة صحفية عقدها بمقر حزب البام في البرلمان، صباح اليوم الثلاثاء، أن قراره بالاستقالة، بالقدر الذي فاجأ الرأي العام فإنه فاجأ أيضا أعضاء المكتب السياسي وأعضاء الحزب عموما.
وكان أعضاء المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، أوضحوا، أمس الاثنين، في بلاغ، أنهم رفضوا
استقالة أمينهم العام، إلا أنه "وأمام تشبث إلياس العماري بقرار الاستقالة، فقد قرر المكتب السياسي عرض الاستقالة على أنظار المجلس الوطني للحزب (برلمان الحزب)" من دون توضيح موعد البت فيها.
وعن الأسباب التي دفعته إلى الاستقالة من الأمانة العامة للحزب الذي حل ثانيا في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، قال العماري إنه جاء من أجل تحمل مسؤوليته الناجمة عن منحه للتزكيات لعدد من رؤساء الجمعيات والبرلمانيين الذين فشلوا في أداء واجباتهم، مشيرا إلى أن هناك عددا من رؤساء المجالس والجماعات لم يقوموا بدورهم ولم يلتزموا ببرنامج الحزب وميثاق الشرف، كما أن عددا من البرلمانيين يتعمدون عدم الحضور للبرلمان.
ولفت إلى أن خطاب العاهل
المغربي، الملك محمد السادس، الذي ألقاه بمناسبة الذكرى الـ18 لتوليه الحكم بالبلاد كان له أثر في اتخاذه لقرار الاستقالة، وقال: "إن جميع خطابات الملك تتميز بقوتها ووضوحها، ولكن مع كامل الأسف لم أر أي تفاعل مع هذه الخطابات من طرف المعنيين بالأمر..".
اقرأ أيضا: ملك المغرب للحكومة والأحزاب: اعملوا بمسؤولية أو استقيلوا
وأضاف العماري: "الخطاب الأخير تكلم عن الإدارة العمومية، هل رأيتم أي مسؤول في إدارة عمومية قدم استقالته لعدم أحقيته أو عدم كفاءته في منصبه؟".
وتابع: "تفاجأت بأن الملك تحدث عن الأحزاب السياسية التي أجمعت على أن الخطاب مهم، لكن ما لم أفهمه أن لا أحد قال إنه معني..". واستدرك: "أنا أقول: أنا معني، ولو أني قضيت عاما ونصف أمينا عاما للحزب، ولكن معني سياسيا".
وشدد على أنه يتحمل مسؤولية أخطاء الحزب بمفرده باعتباره أمينا عاما، وقال: "أخطاء الحزب يتحملها أمينه العام إلياس العماري".
وأعرب الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة المستقيل عن افتخاره بتزامن استقالته مع الخطاب الملكي، وقال: "أنا أفتخر بتزامن قرار استقالتي مع الخطاب الملكي"، وشدد أنه: "إن أخطأت فعلي أن أصحح أخطائي.. وهذا ما قمت به".
وأكد أن قرار الاستقالة ليس له علاقة بأحداث الحسيمة التي تعرف احتجاجات منذ 9 أشهر، وليس استباقا لأي قرار يمكن أن يصدر عن الملك في الأيام المقبلة، لافتا إلى أنه سيتشبث بقراره حتى لو رفض المجلس الوطني للحزب ذلك، باعتباره قرارا نهائيا لا رجعة فيه.
وهاجم العاهل المغربي، في خطاب العرش الأخير، الأحزاب السياسية وحملها مسؤولية تردي الأوضاع بالمملكة، وقال: "عندما تكون النتائج إيجابية، تتسابق الأحزاب والطبقة السياسية والمسؤولون إلى الواجهة، للاستفادة سياسيا وإعلاميا من المكاسب المحققة، أما عندما لا تسير الأمور كما ينبغي، يتم الاختباء وراء القصر الملكي، وإرجاع كل الأمور إليه".
وأكد الملك محمد السادس في خطابه أن من حق المواطنين أن يتساءلوا: "ما الجدوى من وجود المؤسسات، وإجراء الانتخابات، وتعيين الحكومة والوزراء، والولاة والعمال، والسفراء والقناصلة، إذا كانوا هم في واد والشعب وهمومه في واد آخر؟".
وقال: "إذا أصبح ملك المغرب غير مقتنع بالطريقة التي تمارس فيها السياسة ولا يثق في عدد من السياسيين فما الذي يبقى للشعب؟"، وتابع مخاطبا المسؤولين: "كفى.. اتقوا الله، إما أن تؤدوا مهماتكم أو تنسحبوا".
يشار إلى أن حزب "الأصالة والمعاصرة" أسسه فؤاد عالي الهمة مستشار وصديق الملك محمد السادس، والوزير المنتدب لدى وزارة الداخلية المغربية الأسبق عام 2008 .