"بوتات" فيسبوك تخترع لغتها الخاصة وتضطر الشركة لإيقافها
عربي21 – أحمد مصطفى01-Aug-1710:13 PM
شارك
هل المخاوف من الذكاء الاصطناعي مبررة؟ - من فيلم (i robot)
أثارت "بوتات" محادثة طورتها "فيسبوك" موجة من الجدل بعد أن استطاع كل من "بوب" و"آليس" وهما عبارة عن "بوت" محادثة يعملان بتقنية الذكاء الاصطناعي، تطوير لغة خاصة بهما غير مفهومة للبشر.
وطور البوتان لغة خاصة بهما اعتمادا على قدرتهم على التعلم الذاتي، بما لا يستطيع البشر فهمه، واللافت في الأمر أن البوتان فهما الرسالة التي يريدان إيصالها لبعضهم البعض، ما اضطر "فيسبوك" إلى إغلاقهما فورا.
وتكمن المخاوف في أن يتحدث بوتان مدعومان بشبكة عصبية إلكترونية خلافا لما أريد لهم أن يفعلوا، أو ما تمت برمجتهم من أجله.
وبحسب ما نشرت صحيفة "إنديبيندنت" وترجمته "عربي21" فقد كانت المهمة الموكلة لكل من "بوب"، و"آليس" هي التفاوض، أي القيام بمحادثة تشمل مقايضة مثل؛ "أعطيني كرة وسأعطيك قبعة"، كما يقولها البشر، إلا أن النقاش بينهما كان غير مفهوما للبشر لكنه أوصل الرسالة بينهما.
وتقول الصحيفة إن اللافت في الأمر أن الذكاء الاصطناعي هو الذي أدى لذلك وليس هو المشكلة، مشبهة الكلام الذي تخاطب به البوتان بأنه مثل أي لغة خاصة يستخدمها الناس، كالمعاملات التجارية، أو الأموامر العسكرية، التي تبدو للوهلة الأولى غير مفهومة لكثيرين.
وتضيف بأن تكوين المصطلحات الخاصة ليس شيئا جديدا في عالم الذكاء الاصطناعي، فخدمة الترجمة من جوجل على سبيل المثال تقوم باستخدام نوع خاص من اللغة "الوسيطة" للترجمة بين لغتين مختلفتين وهي كلمات مخصصة لإيصال المعلومة فقط، ولكنها غير صالحة للاستخدام خارج هذا السياق.
وفي نهاية الأمر، قررت "فيسبوك" إنهاء "ذكاء" البوتين "بوب"، و"آليس" والإيعاز لهما بعدم التحدث بغير اللغة "الإنجليزية" المفهومة للبشر.
وتعلق الصحيفة قائلة: "ربما لسنا مستعدين بعد لأن نتقبل أن يكونا أفضل مما نحن عليه".
يذكر أن مؤسس "فيسبوك"، مارك زاكربرغ سخر سابقا من المحذرين من خطورة الذكاء الاصطناعي.
وفي منتصف تموز/ يوليو الماضي، رأى مؤسس "سبايس إكس" و"تيسلا"، إيلون ماسك أن "الذكاء الاصطناعي يشكل أكبر خطر على الحضارة البشرية"، وذلك في مؤتمر حضره حكام الولايات الأميركية.
وقال: "ينبغي أن يكون الناس قلقين جدا"، داعيا إلى سن تشريعات وقائية تحدّ من المخاطر التي يمكن أن تنشأ عن الذكاء الاصطناعي، مثل "رجال آليين يقتلون الناس في الشارع"، أو "يشعلون حروبا من خلال التحكم بالأنظمة المعلوماتية".
لكن زاكربرغ وصف هذه التصريحات بأنها "غير مسؤولة"، وذلك في حوار أجراه مع المستخدمين عبر البث المباشر على الموقع.
وقال: "أنا متفائل... في السنوات الخمس أو العشر المقبلة، سيتيح لنا الذكاء الاصطناعي أن ندخل تحسينات على حياتنا"، ذاكرا المساهمات في المجال الصحي والقيادة الآلية للسيارات على سبيل المثال.
ومن أبرز المحذرين من خطر الذكاء الاصطناعي، عالم الفيزياء الأشهر، ستيفين هوكينغ، وأحد أكبر أعلام التكنولوجيا بيل غيتس.
وقال غيتس في مقابلة على هامش مؤتمر الأمن الذي يعقد في ميونخ مؤخرا، إن على الروبوتات التي تسرق وظائف البشر أن تدفع ضرائب أسوة بهم.
وتابع: "الموظف العادي يدفع ضريبة على الدخل، وضريبة ضمان اجتماعي، فإذا حل محله روبوت آلي فعليه أن يدفع أيضا ضريبة".
أما هوكينغ فقال إنه قد يكون "أسوأ ما قد يحصل للبشرية".
والذكاء الاصطناعي هو ما تبديه الآلات المبرمجة من قدرات تحاكي الذكاء البشري وطريقة عمل الدماغ البشري في التعلم وأخذ القرارات ورد الفعل بناء على برمجة مسبقة.