سياسة عربية

حزب الله يعلن قرب انتصاره بعرسال ويدعو "النصرة" للاستسلام

حزب الله دعا عناصر جبهة النصرة إلى حقن دمائهم وتسليم أنفسهم- جيتي
قالت جماعة حزب الله اللبنانية، الاثنين، إن معركتها مع عناصر جبهة النصرة على الحدود السورية اللبنانية أوشكت على الانتهاء وحثت المسلحين المتبقين في المنطقة على الاستسلام فيما تواصل عمليتها للسيطرة على آخر معقل للمتشددين على الحدود.

وبعد التغلب تقريبا على جبهة النصرة في المنطقة الجبلية على مشارف بلدة عرسال اللبنانية فإن من المتوقع أن تركز المرحلة المقبلة على المنطقة المتاخمة الواقعة تحت سيطرة مقاتلي تنظيم الدولة.

وقالت قيادة عمليات المقاومة في بيان نشرته وسائل إعلام تابعة لحزب الله: "ندعو جميع المسلحين في ما تبقى من جرود عرسال إلى أن يحقنوا دماءهم بإلقائهم السلاح وتسليم أنفسهم مع ضمان سلامتهم".

ولعب حزب الله دورا مهما في حملات سابقة ضد المتشددين السنة على طول الحدود مع لبنان في إطار دوره الأوسع لدعم رئيس النظام السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية الدائرة منذ نحو ست سنوات.

إقرأ أيضا: لماذا حضر حزب الله في عرسال وغاب الجيش؟ مراقبون يجيبون


ولعب حزب الله دورا مهما في هزيمة المتشددين في منطقة القلمون إلى الجنوب في 2015 وفي بلدة القصير على الحدود السورية شمالي عرسال في 2013.

وركزت العملية التي يشنها حزب الله والجيش السوري منذ يوم الجمعة حتى الآن على متشددي جبهة النصرة التي قطعت صلتها بتنظيم القاعدة العام الماضي وغيرت اسمها لتقود الآن تحالف هيئة تحرير الشام.

وقال مصدر أمني: "عمليا انتهت العملية الكبرى مع السيطرة على وادي الخيل.. تبقى عمليات تطهير وتفتيش بعدها الإعداد للمعركة مع تنظيم الدولة".

وقالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لحزب الله إن مقاتلي الحزب تقدموا في وقت مبكر، الاثنين، من عدة اتجاهات للسيطرة على منطقة وادي الخيل في جرود عرسال وهي منطقة جبلية قاحلة يستخدمها كقاعدة متشددون تربطهم صلات بتنظيمي الدولة والقاعدة.

وأضافت في بيان أن التقدم منح حزب الله السيطرة على ما "يعد مركزا هاما لجبهة النصرة" في المنطقة.

إقرأ أيضا: أعنف هجوم من الطفيلي على حزب الله والجيش بسبب عرسال (شاهد)


وأقام الجيش اللبناني، الذي لا يشارك في العملية، مواقع دفاعية حول عرسال حيث استعد عمال الإغاثة لمساعدة اللاجئين السوريين المقيمين في مخيمات في جرود عرسال.

وقالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إنه حتى الآن فر نحو 250 فقط من بين آلاف اللاجئين في المنطقة إلى عرسال.

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن الجيش السوري وحزب الله استعادا المنطقة حول بلدة فليطة على الجانب السوري من الحدود أمس الأحد.

وذكر مصدر أمني أن العملية أسفرت حتى الآن عن مقتل 19 من مقاتلي حزب الله وأكثر من 130 متشددا.

وأثار دور حزب الله في الصراع السوري انتقادات من خصومه السياسيين في لبنان ومنهم رئيس الوزراء سعد الحريري. 

وفي صيف 2014، دارت معارك عنيفة في عرسال بين الجيش اللبناني ومسلحين تابعين لجبهة النصرة وتنظيم الدولة قدموا من سوريا. وانتهت بعد أيام بإخراج المسلحين من البلدة لكنهم احتجزوا معهم عددا من العسكريين.

وأفرجت جبهة النصرة عن قسم منهم بعد إعدامها أربعة ووفاة خامس متأثرا بإصابته، فيما لا يزال تسعة عسكريين مخطوفين لدى تنظيم الدولة من دون توافر أي معلومات عنهم.