هدية دسمة من ابن سلمان لـ"مدلل سليماني" بالعراق (شاهد)
عربي21- مصطفى الدليمي20-Jul-1701:58 PM
شارك
ولي العهد السعودي طلب لقاء وزير الداخلية العراقي ومنحه هدية دسمة- تويتر
قدم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، هدية دسمة لوزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي، الذي لقبته وسائل إعلام سعودية قبل أشهر قليلة عند تسلمه منصبه بأنه "مخبر قاسم سليماني المدلل" في العراق.
والتقى وزير الداخلية قاسم الأعرجي، الثلاثاء، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بطلب من الأخير، بعد ما أنهى الأعرجي جميع لقاءاته في المملكة السعودية، حسبما ذكرت مصادر عراقية.
وقال مستشار وزارة الداخلية العراقية وهاب الطائي إن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان استقبل مساء اليوم، وزير الداخلية قاسم الأعرجي والوفد المرافق له"، لافتا إلى أن "ولي العهد السعودي أكد دعم حكومة المملكة للعراق شعبا وحكومة".
وأضاف الطائي في بيان له أن "ابن سلمان أبدى استعداده لفتح آفاق التعاون البناء مع العراق بكل الميادين"، مشيرا إلى أن "الأعرجي أكد على أن العراق بلد مهم في المنطقة وقدم تضحيات كبيرة في مقاتلة الإرهاب".
وكشف عن أن محمد بن سلمان منح وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي خمسة آلاف مقعد حج زيادة على حصة العراق من عدد الحجاج خلال الموسم الحالي.
يشار إلى أن قاسم الأعرجي كان قد وصل إلى السعودية، الاثنين، بدعوة من الرياض التقى خلالها نظيره السعودي عبد العزيز بن سعود بن نايف، واتفقا على تشكيل لجان مشتركة لتبادل المعلومات الاستخبارية ومكافحة الإرهاب.
وعلى صعيد متصل، تناقل نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، تقارير صحفية وتلفزيونية كانت قد بثتها وسائل إعلام سعودية، أثناء تسلم قاسم الأعرجي منصب وزير الداخلية في العراق.
ونشرت صحيفة "عكاظ" السعودية في الأول من شباط/ فبراير، تقريرا بعنوان "الأعرجي.. مخبر إيران في داخلية العراق"، هاجمت فيه القيادي في مليشيا بدر العراقية التي أنشأتها إيران إبان الحرب الإيرانية العراقية في ثمانينيات القرن الماضي.
وقالت إن قاسم الأعرجي أحد عناصر قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني. ومخبر قاسم سليماني المدلل. ساهم في إنشاء فرق الموت التي كانت تمارس القتل على الهوية برعاية وزارة الداخلية العراقية بعد سقوط النظام السابق، ما أدى إلى اعتقاله من قبل القوات الأمريكية في الكاظمية عام 2007 بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
وأضافت الصحيفة السعودية أن "الأعرجي وزير الداخلية العراقي الجديد انضم إلى فيلق بدر في إيران وانخرط في التدريب هناك لمواجهة القوات العراقية التي كان يرأسها الرئيس السابق صدام حسين".
وذكرت أنه "تدرج في المناصب بقيادة فيلق بدر حتى ترشح نائبا للبرلمان العراقي، وكان عضوا عن محافظة واسط، وأحد أعضاء لجنة الأمن والدفاع في البرلمان، وأيضا رئيسا لكتلة بدر بالبرلمان والتي انضمت لائتلاف دولة القانون. وهو من أشد المدافعين عن مليشيات الحشد الشعبي وانتقد العديد ممن انتقدوها، ويعارض أيضا السياسات الأمريكية في المنطقة وخصوصا بالعراق". إقرأ أيضا:مصدر لـ"عربي21": الحشد يطبق خطة لتغيير ديموغرافي بالعراق
وأشارت "عكاظ" إلى أنه "في عام 2006 قبل أن تعتقله القوات الأمريكية وبأمر من فيلق القدس، نظم شبكات اغتيال ضد القوات الأمريكية بتجنيد القادة القدامى في قوات بدر، وكانت هذه الشبكات تعمل ضد القوات الأمريكية باستخدام العبوات الناسفة والقناصة ومختلف الصواريخ".
وأردفت بأن الأعرجي "يصول ويجول على السنة العرب في الكاظمية، ويمارس أشنع الانتهاكات والجرائم ضدهم، ويقود عملية منظمة لتهجيرهم منها، ويعتبر من زعماء المليشيات التي شكلت في إيران، بقيادة هادي العامري الأمين العام لمنظمة بدر وقائد مليشيات الحشد".
وأوضحت أنه "ظهر كثيرا على شاشات الفضائيات مدافعا عن الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيات الحشد الشعبي بحق العرب السنة في تكريت والفلوجة والرمادي. والأعرجي بات الآن وزيرا للداخلية التي كانت ترعى فرق الموت للقتل على الهوية".
وكان الأعرجي، ذاته بحسب "عكاظ"، أحد الداعمين لهذه الفرق الطائفية المقيتة. والأعرجي يعود مجددا لممارسة القتل على الهوية وهذه المرة من بوابة المؤسسة الأمنية الإرهابية التي يرأسها.
وأعاد نشطاء بث تقرير مسجل لقناة العربية السعودية، هاجمت فيه قاسم الأعرجي بعدما صوت عليه البرلمان العراقي وزيرا للداخلية، خلفا للوزير السابق محمد الغبان الذي ينتمي أيضا لمليشيا بدر.
وذكر تقرير القناة أن "قاسم الأعرجي تربطه علاقة قوية مع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، حيث إنه هو من طالب بنصب تمثال تذكاري لسليماني كونه تربطه علاقة مع إيران امتدت لأكثر من ثلاثة عقود".
استهجان شعبي
واستهجن نشطاء التناقض السعودي في التعامل مع ملفات المنطقة، ففيما تتهم وسائل إعلام سعودية دولة قطر بإهداء مليشيات الحشد الشعبي ملايين الدولارات، والتي نفتها الدوحة جملة وتفصيلا، فقد منح محمد بن سلمان آلاف المقاعد لزعيم مليشياوي موال لإيران.
وتساءل الناشط السوداني الدكتور تاج الدين السر قائلا: "كيف يكون هذا الأعرجي الذي يهدد السعودية شريكا لها في مكافحة الإرهاب بينما حماس التي تقاوم إسرائيل تصنف إرهابية؟ نريد أن نفهم يا دول الحصار".
وهاجم تركي بن محمد السياسة السعودية بالقول: "استقبال مهيب لقاسم الأعرجي وزير الداخلية العراقي وقيادي الحشد الشيعي، توقعوا استقبالا مهيبا للحوثي والأغبياء يصدقون أن آل سعود ضد إيران".
وعلق ساير بن ساير: "كما أن السعودية تمارس سيادتها في استقبال الأعرجي "تلميذ سليماني" ومن قبله العبادي يحق لقطر و أي دولة ممارسة سيادتها من منطلق مصالحها الوطنية".
وكتب خليفة الحميدي ردا على الكاتب السعودي خالد السليمان قائلا: "تجرعنا الألم من الشقيقة الكبرى تغلق الحدود وتمنح الحشد وتفتح الحدود معهم وأنت تتحدث عن إيران ممكن تدخل اليوتيوب وتفرج على الأعرجي ضيفكم".
واستغرب صاحب حساب "الكلمة النور" من استقبال السعودية للأعرجي قائلا: "غريب عجيب حال أهل الإسلام؟ الأعرجي الإرهابي كان يسب ويهدد السعودية أصبح شريكا لها في مكافحة الإرهاب بينما حماس تصنف إرهابية؟.. أكيد سياسة؟".
يشار إلى أن استقبال المملكة العربية السعودية، الاثنين، لمسؤول عراقي كبير يلقب بـ"تلميذ قاسم سليماني" (زعيم فيلق القدس الإيراني)، كان قد أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي.
شاهدوا تقرير قناة #العربية عن قاسم الأعرجي شريك محمد بن سلمان الجديد في مكافحة "الإرهاب"??