كشف محلل إسرائيلي بارز، تفاصيل مثيرة حول اقتحام ضباط إسرائيليين رفيعي المستوى في جهاز الأمن العام الإسرائيلي "
الشاباك"، والجيش الإسرائيلي للحرم الإبراهيمي في سبعينيات القرن الماضي.
حفارة كهربائية
وكشف محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي برئيل، قيام عدد من الضباط الإسرائيليين رفيعي المستوى ومن ضمنهم قائد المنطقة الوسطى رحبعام زئيفي، في ليلة مظلمة في السبعينيات باقتحام
الحرم الإبراهيمي بطريقة سرية.
وأوضح برئيل في مقال له الأربعاء، أن المقتحمين "استخدموا حفارة كهربائية وفؤوسا ومطارق وتمكنوا من إحداث فتحة دائرية ضيقة، واقتحام المغارة".
يذكر أن الحرم بني فوق مغارة دفن فيها النبي إبراهيم وزوجته سارة (عليهما الصلاة والسلام).
ولفت إلى أن خطة الاقتحام، اعتمدت على "إدخال موظفة لدى الحاكم العسكري وهي شابة نحيفة عبر إنزالها بواسطة حبل مع مصباح إلى المغارة"، لافتا إلى أنها عملت على فتح الطريق لدخول "بعض أصحاب الرتب العسكرية وضباط الشاباك؛ الذين شاركوا في الخطة السرية للاقتحام".
وأشار المحلل الإسرائيلي، إلى أن جهاز "الشاباك، أوجد مبررا مناسبا للاقتحام الليلي للحرم الإبراهيمي، حيث زعم أنه يبحث عن مطلوبين يختبئون في المكان"، موضحا أنهم طلبوا من القائم بأعمال مدير الأوقاف في الحرم مغادرة الحرم وإغلاق الباب.
وكشف برئيل، أن هدف الاقتحام السري للحرم والذي جاءت فكرته من زئيفي، كان من أجل "العثور على أدوات طعام إبراهيم أو جرابات النايلون لسارة"، موضحا أنه "بعد بضع ساعات خرج الحفارون من معبر المغارة إلى الهواء الطلق وهم متعبون وغير راضين؛ فالمكان المقدس لم يقدم الدليل العلمي على قداسته (بالنسبة لليهود)".
مراسيم البلوغ
وأكد أن ضباط "الشاباك"، "لم يعثروا على أي شيء هام بالنسبة لهم خلال الاقتحام والبحث في المغارة"، ومن المعلوم أن "إسرائيل" قامت بتقسيم الحرم الإبراهيمي للصلاة بين المسلمين واليهود.
وفي إطار السخرية من اعتبار اليهود أن الحرم الإبراهيمي مكان مقدس بالنسبة لهم، ذكر المحلل أن "الحاخام الإسرائيلي موشيه لفنغر، سمح لابنه الصغير بأن يبول على الدرج المخصص لدخول المسلمين"، مضيفا: "كما أن مستوطني مستوطنة كريات أربع (تقع في الخليل) احترموا الحرم، وشددوا على الحفاظ على قداسته لدرجة أنهم أدخلوا زجاجات النبيذ خلال مراسم احتفالات البلوغ أو الزفاف".
وقال: "لم يكن هذا استعراضا للقوة ضد المسلمين فقط، بل من أجل تحطيم التوجيهات والأوامر التي سعت للحفاظ على الوضع الراهن في الحرم الإبراهيمي".
ونبه برئيل، إلى أن "ذروة القداسة" التي قدمها المستوطنون اليهود للحرم، هو "تبرع باروخ غولدشتاين للحرم بـ 29 جثة للمصلين المسلمين"، في إشارة منه للمجزرة التي ارتكبها المجرم غولدشتاين، بحق المصلين المسلمين أثناء صلاة الجمعة عام 1994.
واعتبر المحلل الإسرائيلي، أن تصويت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم اليونسكو، لصالح قرار بإدراج المدينة القديمة في الخليل والحرم الإبراهيمي على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر، أنه "يلخص بشكل كامل تاريخها منذ سيطرة المستوطنين في الخليل".
لقد تحول الحرم الإبراهيمي، إلى "موقع عسكري إسرائيلي محصن ورمزا لانتصار المستوطنين، وخضوع الجيش الإسرائيلي"، وفق برئيل.