تسبب القصف المتواصل من جانب مليشيات
الحشد الشعبي العراقية على قرى
الحسكة السورية؛ بنزوح آلاف المدنيين، بالتزامن مع تصعيد
الوحدات الكردية في
سوريا عملياتها في المنطقة.
وأفادت مصادر خاصة لـ"
عربي21"، أنه بعد تراجع مليشيات الحشد الشعبي إلى المناطق الحدودية من الجانب العراقي، أعادت المليشيات رفع السواتر الحدودية التي أزالها تنظيم الدولة في السابق، وتمركزت خلفها.
وأضافت المصادر أن مليشيات الحشد الشعبي، تستهدف يوميا القرى الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة القريبة من الحدود العراقية بقذائف المدفعية والهاون والصواريخ، الأمر الذي أدى إلى نزوح المدنيين.
وبموازاة ذلك، فاقمت التحركات العسكرية التي تقوم بها وحدات الحماية الكردية، الرامية إلى التقدم على حساب تنظيم الدولة باتجاه بلدة مركدة بالريف الجنوبي لمدينة الحسكة؛ من الوضع الإنساني للأهالي، وسط انعدام الخيارات في وجهات النزوح، ما جعل مأساة آلاف
النازحين العراقيين والسوريين تتخذ أوجها متعددة.
من جانبه، اتهم الناشط السياسي فواز الملحم؛ الوحدات الكردية بالسعي إلى تهجير السكان العرب من قراهم بحجة قتال تنظيم الدولة، متحدثا لـ"
عربي21"؛ عن مغادرة أمراء تنظيم الدولة لهذه المناطق.
في غضون ذلك، ناشد "تجمع قوى الثورة في الحسكة" الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، بضرورة التدخل السريع وإيصال المساعدات الإنسانية، من دواء وغذاء وماء، للنازحين الذين يتجمعون في المناطق الصحراوية المفتوحة.
وطالب التجمع في بيان تسلمت "
عربي21" نسخة منه؛ بحماية المدنيين في الأزمات والحروب، "وفق بنود اتفاقيات جنيف وملحقاتها من مواثيق العمل الإنساني المعمول بها دوليا".
وفي هذا الصدد، أشار رئيس الهيئة السياسية في "تجمع قوى الثورة في الحسكة"، هشام مصطفى، إلى خطورة الأوضاع الإنسانية التي يعيشها النازحون، جراء عدم سماح الوحدات الكردية لهم بالدخول إلى مناطق سيطرتها بدون وجود كفيل.
وأكد مصطفى أن غالبية النازحين يتجهون إلى مناطق سيطرة التنظيم البعيدة نسبيا عن مناطق الاشتباكات، في ريفي الحسكة ودير الزور.
وحول تدخل المنظمات الإغاثية، قال مصطفى لـ"
عربي21": هناك محاولات خجولة من المنظمات التي تتخذ من إقليم كردستان العراق مقرا لها؛ للتدخل، لكن تحكم الوحدات الكردية بمعبر سيمالكا الحدودي يمنع من وصول المساعدات إلى النازحين في سوريا.
من جانب آخر، لفت مصطفى إلى اكتظاظ مخيم "رجم الصليبي"، جنوب شرقي الحسكة، بالنازحين، مشيرا إلى افتقار المخيم لأدنى مقومات الحياة.
وأكد، نقلا عن مصادر طبية ميدانية، أنه نتيجة لعدم توفر الأغذية والمياه الصالحة للشرب، بدأت بعض الأمراض بالتفشي، مثل الإقياء والإسهال، بالتزامن مع ارتفاع شديد في درجات الحرارة.
وفي ذات السياق، حذر مصطفى من خطورة استمرار التصعيد العسكري جنوب الحسكة قائلا: "حياة نحو 80 ألف مدني مهددة في حال تم التصعيد أكثر".
يذكر أن مليشيات الحشد الشعبي العراقي، أعلنت الأسبوع الماضي عن تقدمها إلى مشارف قرى حدودية سورية، من دون أن تعلن التوغل فيها.