نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على العديد من الممارسات العفوية التي يميل غالب الأشخاص للقيام بها بغية مقاومة ارتفاع درجات
الحرارة، ولكنها قد تكون ضارة بالجسم.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إنه من الضروري تجنب مثل هذه الممارسات الخاطئة، نظرا لأنها قد تنطوي على مضاعفات عكسية. وفي هذا الإطار، أورد توماس كساب، المتخصص في الصيدلة؛ جملة من السلوكيات التي عادة ما يلجأ لها الأفراد للتغلب على درجات الحرارة المرتفعة، والتي من شأنها أن تنعكس سلبا على صحة الإنسان.
أولا، شرب كوب من الشاي المثلج عند الشعور بالحر قد يكون له مضاعفات على وظائف الجسم. وفي هذا الصدد، أورد توماس كساب، أن "الجسم، وإثر تغير درجة حرارته، يعمد إلى تعديل درجات الحرارة حتى تعود إلى طبيعتها. وبالتالي، عندما نتناول مشروبا مثلجا منعشا، يستهلك الجسم في المقابل طاقة كبيرة حتى تعود درجة حرارته إلى طبيعتها. ونتيجة لذلك، ترتفع درجة الحرارة ويخسر الجسم الكثير من الماء".
كما أن شرب الماء البارد قد يصيب الجهاز الهضمي بأضرار جسيمة. وفي هذا السياق، أوضح كساب، أن "شرب الماء البارد دفعة واحدة أو بكميات كبيرة، قد يسبب العديد من الاضطرابات على مستوى الجهاز الهضمي، أبرزها الإسهال".
وأفادت الصحيفة أنه من الضروري تجنب شرب بعض المشروبات عند ارتفاع درجات الحرارة في فصل
الصيف. وبيّن توماس كساب أنه "يجب تفادي تناول المشروبات المدرة للبول على غرار القهوة والشاي، نظرا لأنها تعمل على امتصاص الماء من الجسم مما يؤدي إلى جفافه".
وفيما يتعلق بالاستحمام بالماء البارد، فإنه على الرغم من أن أخذ حمام بارد قبل النوم أو عندما تشتد حرارة الجو من شأنه أن ينعش الجسم، إلا أن التغيّر السريع في درجات الحرارة له تأثير سلبي. وأوضح كساب أنه من المستحسن عدم تعريض الجسم لهذه التقلبات السريعة في درجات الحرارة. ويفضل الاستحمام بماء تتراوح درجة حرارته بين 20 و22 درجة.
والاستحمام بالماء البارد له مخلفات مشابهة لتناول المشروبات الباردة، فهو يساهم في ارتفاع حرارة الجسم؛ نظرا لأن تغير درجة حرارته ستدفعه إلى محاولة تعديلها. ومن هذا المنطلق، يوصي توماس كساب بتجنب الاستحمام بالماء البارد خاصة قبل النوم.
وعلى الرغم من مضاعفات الاستحمام بالماء البارد قبل النوم، إلا أن له فوائد، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ثقل في الأقدام. وقد بين كساب أن الطريقة الأمثل للتخلص من الشعور بالثقل على مستوى الساقين يتمثل في تمرير الماء انطلاقا من القدم حتى الفخذ، وذلك لمحاكاة مسار دورة الدم في الجسم.
من جانب آخر، لا بد أن يتوخى رواد المسابح الحذر، وأن لا يقدموا على القفز مباشرة في الماء، نظرا لتأثير ذلك على الحرارة الداخلية للجسم. عوضا عن ذلك، يُنصح بملامسة الماء بشكل تدريجي، وذلك عبر تبليل الرقبة أولا ثم اليدين وباقي الجسم.
وتطرقت الصحيفة، ثالثا، إلى الآثار الجانبية لاستخدام المكيفات، والتعرض لدرجة حرارة منخفضة؛ نظرا لأن الفارق بين حرارة الجسم والحرارة الخارجية كبير. ويثير الفارق بين درجة الحرارة الخارجية وحرارة الأعضاء الداخلية للإنسان، اضطرابات عميقة على مستوى الجسم؛ الذي يعمد إلى توظيف طاقته من أجل تعديل حرارته الداخلية. ونتيجة لذلك، ترتفع درجة حرارة الجسم عوضا عن انخفاضها.
وفي هذا السياق، حذر توماس كساب من مغبة استخدام المكيفات نظرا لخطورتها على وظائف الجسم، وأوضح أنه "في حال بقينا طويلا في غرفة مكيفة، سيؤدي ذلك إلى جفاف الأذن والحنجرة والأنف".
وذكرت الصحيفة، رابعا، أنه من المهم للغاية عدم النوم بالقرب من المروحة. وفي هذا الصدد، أشار توماس كساب إلى أن المروحة تعمد إلى نقل المواد المثيرة للحساسية والملوثة بالإضافة إلى الغبار؛ وتوجيهها نحو الوجه والأنف. ومن هذا المنطلق، من الضروري تفادي النوم قرب المروحة، وذلك حتى نتفادى الإصابة بأي شكل من أشكال الحساسية أو نوبة ربو.
وأوردت الصحيفة أن ترك النوافذ مفتوحة على مصراعيها لن يساهم في خفض درجات الحرارة، بل على العكس، سيؤدي إلى دخول الهواء الساخن إلى المنزل، وفقا لما أكده توماس كساب. وبالتالي، وبغية
تبريد المكان، من المستحسن فتح النوافذ قليلا فقط، حتى يدخل الهواء إلى المنزل.