تسود أجواء من التوتر في مدينة
الحسيمة (شمال) والمدن المجاورة لها، بعد ما نشرته الصحافة المحلية من محاولة اعتقال قائد
حراك الريف ناصر الزفزافي، عقب توقيف خطيب أحد المساجد وانسحاب عدد من المصلين من المساجد احتجاجا على موضوعها الذي كان التحذير من الفتنة.
المواجهات
تعيش مدينة الحسيمة هذه الأثناء مواجهات بين بعض المحتجين والقوات العمومية، التي انتشرت بكثافة في المنطقة بعد الجمعة، التي قام فيه النشطاء بإنزال خطيب ومقاطعة الصلاة احتجاجا على موضوعها الذي اعتبروه يصف حراكهم بـ"الفتنة".
واندلعت المواجهات بعد توارد أنباء عن محاولة اعتقال قائد حراك الريف، ناصر الزفزافي، من طرف القوات العمومية، بسبب ما قالت الصحافة الوطنية أنها شكايات رفعها عدد من مسؤولي الدولة ضده، بسبب التصريحات والخطب التي كان يلقيها يتهم فيها المسؤولين بالفساد.
وطوقت القوات العمومية اغلب أحياء المدينة، فيما انطلقت مسيرات صغيرة ترفع شعارات تذكر بالأوضاع المزرية لسكان المنطقة، وتناشد المواطنين الالتحاق بالمسيرات السليمة.
إنزال الخطيب
وأوقف عدد من نشطاء حراك الريف خطيب أحد المساجد فيما انسحب آخرون من الخطبة التي كان موضوعها "الفتنة"، فيما فضل آخرون من مقاطعة صلاة الجمعة.
واعترض قائد حراك الريف ناصر الزفزافي على خطيب الجمعة بمسجد "ديور الملك" بالحسيمة (شمال)، احتجاجا على
خطبة الجمعة، التي اعتبرها محاولة للضرب في حراك الريف.
وطالب الزفزافي في كلمته بقلب المسجد وسط جموع المصلين، خطيب الجمعة بأن يقول كلمة الحق عوض التملق للمخزن، وتساءل موجها سؤاله للناس: "هل المساجد بيوت الله أم بيوت المخزن؟".
انسحابات
وتمحور موضوع خطبة الجمعة في المنطقة حول "الفتة ووجوب عدم الانسياق وراء الحركات الاحتجاجية التي تسعى لتخريب البلاد والعباد، ودعوة المواطنين الريفيين إلى تجنب الفتنة وعدم الاحتجاج بقطع الطريق، وعلى حماية وحدة الوطن"، بحسب شهادات المواطنين.
وأضافت مصادر "
عربي21"، أن "مجموعة من المواطنين انسحبت من بعض المساجد الموجودة بإقليم الحسيمة، بمدينتي بوكيدارن، والحسيمة".
وتابعت المصادر تقول: "فضلت مجموعة من المواطنين الاحتجاج على فقيه مسجد بوكيدان الذي قال إن موضوع الخطبة جاء مراسلة من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ليتحدث بعد ذلك حول "نعمة الأمن والأمان وضرورة القطع مع مظاهر الاحتجاج التي تتسبب في الفتن"".
وخرج عشرات الشباب حي مروموشة بالحسيمة، في وقفة احتجاجية أمام مسجد الحي للاحتجاج والتنديد بما وصفوه جعل الدين في خدمة السلطة.
وتعيش الحسيمة والمدن المجاورة غليانا بعد صلاة الجمعة بعد توارد أنباء عن محاولة اعتقال قائد حراك الريف ناصر الزفزافي.
استكار الوزارة
ورفضت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ما اعتبرته فوضى عارمة تسببت في إلغاء الخطبة الثانية ليوم الجمعة.
وقال بلاغ وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، "شهد أحد مساجد مدينة الحسيمة أثناء صلاة الجمعة فتنة كبيرة حين أقدم شخص على الوقوف والصراخ في وجه الخطيب ونعته بأقبح النعوت، فأحدث فوضى عارمة ترتب عنها عدم إلقاء الخطبة الثانية مما أفسد الجمعة وأساء إلى الجماعة".
وتابع "بالإضافة إلى ما نص عليه القانون من أحكام تعاقب كل من يعرقل أداء الشعائر الدينية، فإن الحدث، بالنسبة لضمير الأمة، يمثل تصرفا منكرا في هذا البلد الذي يحيط العبادات وطقوسها بأكبر قدر من الإجلال والتعظيم والوقار".
واستنكرت الوزارة "تعمد الإخلال بالتقدير والوقار الواجبين لبيوت الله".