تعرضت الجمعة عدة دول لهجمات إلكترونية غير مسبوقة، وأدى هذا الهجوم إلى تعطيل أنظمة مؤسسات حكومية وخاصة أيضا، وكان أكثر المتضررين هو نظام الرعاية الصحية الوطني البريطاني.
وتزايدت مخاوف الناس العاديين نتيجة هذه الهجمة الشرسة، خاصة أن أكثر المتضررين هي أنظمة إلكترونية حكومية، فإذا كانت الدول لم تستطع منع مثل تلك الهجمات، فهل يستطيع الأفراد ذلك؟!
ويؤكد خبير أمن المعلومات، أحمد حسين العمري، أنه "في عصر الانفتاح الإلكتروني لا يمكن لأي شخص أن يأمن على جهازه الذي يعمل بنظام
الويندوز أو نظام الأندرويد من أي هجوم إلكتروني أو
اختراق".
وأضاف العمري في تصريحات لـ"
عربي21": "لا يمكن أن تعدّ هذه الهجمة بداية تفوق أبدي للقراصنة على الدول والشركات التقنية، وإنما انتصار في جولة واحدة من المعركة المستمرة".
ويعتقد العمري أن الهجمة الأخيرة من المحتمل ان تكون قد تمت بمساعدة جهات أمنية حكومية، ولكن بنفس الوقت لم يؤكد او ينفي أن تكون ثغرة ويندوز هي مدخل القراصنة كما روجت وسائل إعلام، "فكل نظام تشغيل فيه آلاف من الثغرات، بعضها معروف، والبعض الآخر تعرفه وكالة الأمن القومي الأمريكي، وبعضها يعرفه القراصنة؛ لذا أظن أن هناك تعاونا محتملا بين أجهزة أمنية حكومية وبين المهاجمين" على حد قوله.
وأطاح هجوم الجمعة بنظام الرعاية الصحية البريطاني، ما أدى إلى أن تعم الفوضى المستشفيات البريطانية، وساور الناس القلق خشية أن يعودوا إلى الوسائل التقليدية مثل الملفات الورقية.
لكن العمري يرى أن الوضع طبيعي جدا ويحدث دوما، "لكن الإعلام هذه المرة ضخم العمل كثيرا، وأعتقد أن أنظمة المؤسسات الإلكترونية التي تمت مهاجمتها يوجد فيها ثغرات أمنية لم تتم معالجتها، ولكن مهما كانت ضخامة حجم هذه الهجمة فلن يصل الأمر لأن تعود هذه المؤسسات إلى زمن ما قبل الإنترنت".
وحتى تتجنب الدول والأفراد وقوع ضرر كبير مستقبلا نتيجة هذه الهجمة أو أي هجمة مستقبلية، فعليهم القيام بخطوات وقائية، أهمها بحسب العمري:
عدم فتح أي رسالة بريد إلكتروني مُرسلة من جهة غير معروفة وغير موثوق بها، بالإضافة لعدم تحميل أي مرفق يكون داخل هذه الرسالة.
وجوب تحديث أنظمة الخوادم الرئيسية "SERVERS" من خلال موقع شركة "مايكروسوفت" الرسمي وباستمرار، مثلا " window 2008 server"، وضرورة وجود كافة التحديثات اللازمة للأنظمة الحديثة.
أخذ نسخة احتياطية من البيانات "BACKUP" بشكل يومي، وتخزينها خارج نطاق الخوادم والأجهزة على أقراص ممغنطة أو فلاشة "USB".
تحديث برامج مكافحة الفيروسات وجدران الحماية "فير وول"، والتأكد من وجودها على كل الأجهزة والخوادم.
وختم العمري قائلا: "أنصح أي شخص يقع ضحية اعتداء إلكتروني بعدم دفع أي فدية مطلوبة منه مهما كان المبلغ المطلوب؛ لأن الدفع لن يضمن فك التشفير وعدم تكرار العملية".
يذكر أن الفيروس الذي تم إطلاقه الجمعة يقوم بتشفير المعلومات والبيانات داخل أي جهاز يعمل بنظام الـ"ويندوز"، وغالبا ما يتم طلب دفع الفدية بواسطة عملة خاصة بالإنترنت تسمى "بت كوين".