ملفات وتقارير

الأسرى يواصلون التحدي والاحتلال يواجههم بالتعتيم والتنكيل

الأسرى يواصلون الإضراب لليوم العاشر على التوالي- ا ف ب
مع دخول إضراب الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يومه العاشر (إضراب الكرامة)، تتواصل الفعاليات المساندة في مختلف المحافظات الفلسطينية، فيما تواصل قوات الاحتلال حجب المعلومات، ومنع كافة الزيارات عن الأسرى المضربين، مع استمرارها في حملة القمع والعزل والتنكيل بحقهم.

وفي قطاع غزة يعم الإضراب الشامل غدا في كافة المؤسسات الحكومية، في إطار فعاليات لإسناد الأسرى المضربين.

وأعلنت لجنة الأسرى في القوى الوطنية والإسلامية بعد اجتماعها اليوم في غزة، عن إضراب شامل أيضا في الضفة الغربية وقطاع غزة إسنادا لإضراب الأسرى.

اقرأ أيضا: الأسرى مضربون للأسبوع الثاني ومواجهات مع الاحتلال في الضفة

كما دعت غرفة تجارة وصناعة محافظة غزة إلى إضراب تجاري شامل وإغلاق كافة المحلات التجارية غدا الخميس، والتوجه إلى خيمة الاعتصام في ساحة "السرايا" وسط غزة لمؤازرة كافة الأسرى في مطالبهم الشرعية.

يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان اللجنة الوطنية الفلسطينية لإسناد إضراب الأسرى، إضرابا شاملا في الضفة الغربية المحتلة، داعية للخروج بمسيرات مركزية في كافة المدن دعما للأسرى.

محاولات لكسر الاضراب


من جهته حذر المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى حسن أبو الرب من محاولات الاحتلال كسر الإضراب بالقوة، عبر سلسلة من إجراءات القمع التي تمارسها مصلحة السجون.

وأشار أبو الرب في حديث لـ"عربي21" إلى أن هذه الإجراءات تمثلت "في عزل قيادة الإضراب ووضعهم في زنازين انفرادية، وعزل بقية الأسرى المضربين في أقسام وغرف خاصة بالمضربين فقط، ونقل بعض الأسرى إلى سجون أخرى كنوع من العقوبة، وفرض غرامات مالية باهظة بحق المضربين والاستمرار في منع زيارة المحامين لهم، وتجريد الأسرى من كافة أغراضهم وحاجياتهم الشخصية وإبقائهم في ملابسهم التي يرتدونها فقط، وسحب الملح للضغط عليهم لكسر الإضراب".

اقرأ أيضا: إضراب الأسرى يتواصل وتحذيرات من حملة إسرائيلية لإحباطه


ولفت إلى أن أسرى من المرضى يشتركون في الإضراب، رغم حالتهم الصحية الصعبة، وكذلك أسرى قدامى أمضوا أكثر من 25 عاما في سجون الاحتلال، كالأسير كريم يونس، وآخرين طاعنين في السن، يشاركون جميعا في الإضراب من أجل تحسين شروط وظروف اعتقالهم.

وعن أوضاع الأسرى بعد مرور 10 أيام على الإضراب قال أبو الرب: "الأسرى المضربون فقدوا الكثير من وزنهم، ونحذر من إقدام الاحتلال على التغذية القسرية لهم والإمعان في فرض الشروط القاسية".

كانت في الحسبان

لكن المتحدث باسم الهيئة قلل من أهمية التدابير التي اتخذتها مصلحة السجون لكسر إضراب الأسرى رغم قسوتها واستمرارها، مشيرا إلى أن مثل هذه الإجراءات اعتاد عليها الأسرى وكانت في حسبان قيادة الإضراب.

منع الزيارة

ولم تتمكن فدوى البرغوثي زوجة الأسير القيادي مروان البرغوثي (أحد قيادات الإضراب) من زيارة زوجها الأسير منذ ما يزيد عن 10 أيام.

وقالت البرغوثي لـ"عربي21" إن إدارة سجون الاحتلال منعت الزيارة عن زوجها، وحرمته حتى من الالتقاء بمحاميه، حاله في ذلك حال جميع الأسرى المضربين.

ولفتت إلى أن الاحتلال يرفض منح المحامين زيارة للأسرى بذرائع مختلفة، مشيرة إلى أن زوجها معاقب "لأنه لا يقف للعد، كإجراء أولي اتفق عليه الأسرى في سبيل تصعيد الإضراب والعصيان".

اقرأ أيضا: أنباء عن تدهور صحي خطير بحالة الأسير مروان البرغوثي

وحذرت البرغوثي من خطورة حجب الاحتلال للمعلومات عن أوضاع الأسرى المضربين واستمرار رفض زيارتهم من قبل المنظمات الحقوقية، مشيرة إلى أن من شأن ذلك التلاعب في مشاعر العائلات وذوي الأسرى والتأثير عن نفسيتهم.

وعن الالتفاف الجماهيري حول قضية إضراب الأسرى قالت: "الفعاليات الجماهيرية حتى الآن مرضية وتتصاعد يوما بعد يوم في كافة مدن وقرى الضفة وغزة وحتى في الخارج".

وأشارت البرغوثي إلى فعاليات مركزية ستقام يوم الثالث من مايو/أيار في رام الله يتوقع أن يشارك فيها عشرات الآلاف من الفلسطينيين دعما لإضراب الأسرى في سجون الاحتلال.

وكان نحو 1500 أسير شرعوا بإضراب مفتوح عن الطعام في 17 من الشهر الجاري، بالتزامن مع ذكرى يوم الأسير للمطالبة بإنهاء سياستي العزل والاعتقال الإداري وتحسين أوضاعهم المعيشية.