أكد مستشرق إسرائيلي بارز، أن بشار
الأسد الذي فقد سيطرته على المناطق غير المحتلة من هضبة
الجولان، يسعى بمساعدة إيران وحزب الله وبغطاء من روسيا، إلى العودة إلى تلك المنطقة ذات الأهمية الاستراتيجية.
وفي مقال له نشر اليوم بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أوضح البروفيسور إيال زيسر، أن "الجولان يرفض أن يهدأ، ففي الأسبوع الماضي فقط أجرى
حزب الله جولة مع عشرات الصحافيين على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية لإظهار من هو المسيطر الحقيقي في لبنان".
ولفت إلى أن "ضباط حزب الله الذين رافقوا الصحافيين تفاخروا بأن إسرائيل تدافع عن نفسها على طول الحدود، وهي تقوم بحفر الأنفاق وتعزز من دفاعتها خشية هجوم حزب الله على مواقعها"، مضيفا أنه "في صباح الأحد الماضي، قتل ثلاثة في هجوم إسرائيلي –وفق السوريين- من مقاتلي الحزب في القنيطرة السورية ينشطون بخدمة النظام السوري في هضبة الجولان".
ورأي زيسر، أن مقتل هؤلاء المقاتلين من حزب الله في هذا المكان يعكس مدى "التدخل العميق من الحزب وإيران"، مشيرا إلى مقتل أحد قادة حزب الله في القصف الجوي قبل شهر تقريبا، وهي العملية التي نسبت لإسرائيل، حيث كان لهذا القائد دور في العمليات الإرهابية في لبنان".
وأشار المستشرق الإسرائيلي البارز، إلى أن "هذه الأحداث التي تجري على طول الحدود تأتي بعد أسبوعين من القصف الأمريكي في سوريا؛ وهو الهجوم الهام الذي يمتلك بعدا رمزيا"، معتبرا أن الهجوم الأمريكي "حدث موضعي بدون استمرارية وبدون استراتيجية واضحة، وذك لترجمة التصريحات العالية التي تسمع من واشنطن بأنه يجب على بشار الأسد الرحيل، وأنه لا يمكن له أن يلعب أي دور في سوريا مستقبلا".
وأضاف: "في ظل هذا الوضع ليس غريبا أن الأسد يعتبر أن الهجوم الأمريكي في سوريا إصابة خفيفة في الجناح، يمكنه الاستمرار بعده بكل قوته"، مؤكدا أن الأسد "وبحذر شديد يسعى لتحقيق هدفه والبقاء في الحكم وإخضاع معارضيه".
وقال: "العودة إلى الروتين في سوريا بعد الهجوم الأمريكي يعني العودة للمعركة التي يديرها الأسد بغطاء من روسيا وإيران لإعادة السيطرة على مناطق واسعة في سوريا، وخاصة هضبة الجولان".
وأكد البروفيسور، أن الأسد "فقد السيطرة على هضبة الجولان في بداية الحرب السورية، لكنه يعمل الآن على العودة إلى المنطقة التي لها أهمية استراتيجية بالنسبة له ولحليفته إيران"، مشيرا إلى أن "روسيا تحتل مكان إيران كصاحبة القول في سوريا، وكل شيء يتم حسب رغبتها وإملاءاتها".
ونبه زيسر، إلى أنه من "السابق لأوانه القول إن دور إيران وحزب الله في سوريا قد انتهى"، معتبرا أن "تواجد روسيا في سوريا هو تواجد محدود يقتصر على عشرات الطائرات الحربية، أما لإيران وحزب الله فهناك عشرات آلاف المقاتلين من المتطوعين الشيعة الذين أحضرتهم إيران للقتال في سوريا؛ ومنهم من ينتمون لمليشيا (النجباء) الشيعية التي أعلنت في طهران أنه بعد الانتصار في سوريا سيتم التوجه إلى الجولان من أجل محاربة إسرائيل".
وفي ظل هذا الوضع "تركز إسرائيل على هضبة الجولان التي تحاول إيران وحزب الله تحويلها إلى ساحة لعب من أجل العمل ضد إسرائيل بشكل غير مباشر، ومن خلال استخدام رجال الأسد الذين تم تجنيدهم وتدريبهم في السابق"، بحسب زيسر الذي لفت إلى أنه "عندما عملت إسرائيل ضد حزب الله واستهدفت جهاد مغنية، فقد رد حزب الله بواسطة عملية ضد جنود الجيش الإسرائيلي".
وتابع: "ولكن عند الحديث عن عمل منسوب لإسرائيل حسب مصادر أجنبية، ضد الأسد، يترك حزب الله الرد للرئيس السوري، الذي لا يسعى إلى فتح جبهة مع إسرائيل، طالما أنه غارق في جبهات أخرى في سوريا"، موضحا أن الأسد "يعمل الآن للعودة إلى الحدود بمساعدة إيران وحزب الله وبغطاء من روسيا".
أما موسكو فهي "لا تريد مواجهة بين إسرائيل وإيران وحزب الله، لكن من المشكوك فيه أن تستخدم تأثيرها لكبحهم وفرض رغبتها عليهم".
وبناء على ما سبق، شدد زيسر على أنه "لم يبق أمام إسرائيل سوى إدارة معركة بين الحروب على أمل أن المعركة ستمنع الحرب ولن تؤدي إلى إشعال الشمال".