نشرت صحيفة "خبر7" التركية تقريرا، تحدثت فيه عن مجموعة من المعلومات الخاطئة حول السلوك الغذائي للطفل في مراحله العمرية الأولى.
وذكرت الصحيفة مجموعة من البرامج الغذائية التي يعتقد معظم الناس بأهميتها، في حين أن لها، في الكثير من الأحيان، مضار كثيرة على صحة الطفل.
وقالت الصحيفة في التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، إنه يوجد العديد من البرامج الغذائية الخاطئة التي يتّبعها الأبوان عن حسن نية، بهدف تقوية المناعة لدى أطفالهم، والتي قد تسبب الضرر لهم عوضا عن ذلك، حيث تتسبب هذه البرامج الغذائية بإفساد العادات الغذائية للطفل إلى جانب إشباع شهيته بسعرات حرارية غير مفيدة.
إضافة إلى ذلك، يؤدي الإفراط في تناول السعرات الحرارية في مرحلتي الطفولة والطفولة المبكرة إلى السمنة، وهذا ما يفتح الطريق أمام أمراض عديدة، كمرض السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية التي قد تصيب الطفل.
ونقلت الصحيفة عن المختصّة بأمراض الأطفال، شابنام إيرسوي قولها: "يجب اختيار الأغذية الغنية بالبروتينات، والحديد، والفيتامينات، والعناصر المعدنية من أجل نمو الطفل، خصوصا في مرحلة الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل، كما يجب الحذر من العادات الغذائية الخاطئة والشائعة في موضوع
تغذية الطفل".
وفيما يتعلق بذلك ذكرت إيرسوي، أن استهلاك الطفل لأكثر من 500 مليليتر من الحليب يوميا، هو خطأ شائع بين العائلات، خصوصا للأطفال فوق سن 12 شهرا. لأن الإفراط في شرب الحليب يؤدي إلى فقدان شهية الطفل ونقص نسبة الحديد في دمه. وهذا يتسبب بالإمساك وفقر الدم لدى الطفل، لذلك يجب أن لا يتعدى استهلاك الطفل 500 مليليتر من الحليب يوميا.
وأضافت إيرسوي، أن تقديم الأمهات مرق اللحم للأطفال عوضا عن اللحم هو خطأ شائع أيضا، حيث يجب استخدام اللحم عوضا عن ذلك، وتقديمه مهروسا بجانب الخضروات المهروسة. وذكرت أنه يجب تجنب تقديم البسكويت للأطفال الرضّع أيضا، لأنها تحتوي على نسبة عالية من السّكر والدهون.
وبينت إيرسوي وجوب الابتعاد عن استخدام مشاهدة التلفاز كمحفّز من أجل تناول الطعام للأطفال الذين يعانون من نقص الشهية، لأن ذلك يجعل الطفل يتناول طعامه بدون إدراك، ويُدمن على هذه العادة، كما يتسبب بإفساد عالم الطفل الاجتماعي.
كما أوضحت إيرسوي، المختصة بأمراض الأطفال، أن الأمهات يحبذن إضافة المكسرات كالجوز واللوز والبندق إلى غذاء الأطفال، ولكن هذه الأغذية قد تؤدي إلى إصابة الطفل بأمراض الحساسية الشائعة، لذلك يجب على الأمهات تقديم كل نوع من أنواع الطعام بشكل منفرد لمدة ثلاثة أيام بعد الانتقال لمرحلة التغذية المكمّلة لدى الأطفال الرضّع، وبهذا الشكل تستطيع الأمهات التعرّف على أنواع الغذاء التي تتسبب بالحساسية لأطفالهن.
ومن ناحية أخرى، يُعد تقديم المكسرات للطفل قبل إتمامه 3 سنوات أمرا خطيرا، لأنه قد يؤدي إلى انسداد مجرى التنفس لدى الطفل إذا قام الطفل ببلعها بطريقة خاطئة.
وأضافت إيرسوي أنه يجب تجنب تقديم الحمضيات كالفراولة والبرتقال للأطفال تحت سن 12 شهرا، لأنها أيضا قد تتسبب بأمراض الحساسية لدى الطفل. بجانب ذلك، يجب تجنب تقديم العسل أيضا لتلك الفئة العمرية من الأطفال، لأنه يسبب نوعا من أنواع التسمم لديهم.
كما أن تقديم أغذية البالغين والتي تحوي نسبة عالية من الدهون والأملاح للأطفال دون سن 12 شهرا، تجلب الضرر لهم عوضا عن الفائدة، لأنها تؤثر على الكلى، وتؤدي إلى أمراض السكر وارتفاع ضغط الدم عند البلوغ.
وجاء في الصحيفة أن العديد من الأمهات يعتقدن أن تقديم عصير الفواكه للأطفال مهم ومفيد جدا، في حين أن تناول الطفل لحبة برتقال يفيده أكثر من شربه لكأس من عصير البرتقال، لأنه بهذا الشكل يتناول كل مكونات الفاكهة المفيدة لجهازه الهضمي، ويتجنب نسبة السكريات الزائدة في العصير، هذا بالإضافة إلى أن عصير الفواكه يتسبب بزيادة احتمالية الإصابة بتسوس الأسنان.
وبينت إيرسوي أنه يجب على الأبوين تجنب تقديم المشروبات الغازية لأطفالهم، كما يجب عليهم تجنب شرب تلك المشروبات أمام أطفالهم، لأنه لا مكان لهذه المشروبات في برامج تغذية الأطفال.
كما يجب الامتناع عن تقديم الحلوى للأطفال لأنها تحوي نسبة عالية من السكر، والتي أثبتت جميع الأبحاث العلمية أضرارها الكبيرة على صحة الإنسان وخصوصا الأطفال.
وذكرت إيرسوي أن تقديم أنواع كثيرة من الأطعمة في وجبة إفطار الطفل يؤدي إلى فقدان شهية الطفل في الوجبات الأخرى لاحتوائها على سعرات حرارية عالية، إضافة لذلك، يمنع هذا الخليط من الأطعمة الطفل من إدراك أذواق الأطعمة المختلفة.
وفيما يتعلق بموضوع البكاء لدى الطفل، قالت إيرسوي أن هناك أسبابا عديدة لبكاء الطفل، لذلك من الخطأ ربط بكاء الطفل بالجوع دائما، وتعتبر زيادة وزن الطفل تحت سن 3 شهور بمقدار 160 غراما أسبوعيا دليلا على أن حليب الأم يكفي لتغذيته.
من أجل ذلك، يجب الامتناع عن تغذية الطفل دائما حين بكائه، لأن زيادة وزن الطفل لا يعتبر مؤشرا إيجابيا على صحته، حيث أثبتت الأبحاث العلمية مخاطر السمنة في السنين اللاحقة من عمر الطفل. وهو ما يدفعنا إلى البحث عن أسباب بكاء الطفل الأخرى، وعدم اللجوء إلى تغذيته كلما بكى.حسب إيرسوي.