منافذ إعلامية وصحفية محلية وعربية اهتمت بالمفاجأة التي كشفت عنها جريدة القبس الكويتية، يوم أمس 11/4/2017، بشأن الانتحاري "أبو إسحق المصري"، المُتهم بتنفيذ تفجير كنيسة "مارمرقس" بالإسكندرية.
"القبس" نقلت عن من وصفته "مصادر كويتية" قولها: "إن المتهم دخل إلى الكويت في أكتوبر عام 2016؛ للعمل محاسبا بإحدى شركات المقاولات، حيث استدعاه جهاز أمن الدولة الكويتي بناء على معلومات وردته من نظيره المصري حول علاقته بداعش، وبعد كثير من التحقيقات، والتأكد من اعتناق المتهم للفكر الداعشي، اتخذت السلطات الكويتية قرارا بترحيله وتسليمه للسلطات المصرية".
الجريدة نقلت أيضا دهشة المصدر الكويتي من إفراج الأمن المصري عن المتهم بعد تسلمه من الكويت، مشيرا إلى أن المعلومات التي تبادلتها الكويت ومصر أكدت علاقة المتهم بداعش، وتواصله مع قيادات للتنظيم بالخارج". انتهى الخبر
هذا الخبر.. لف كعب داير على صحف عربية ومحلية، وطالب نشطاء مصريون على صفحات التواصل الاجتماعي السلطات المصرية بالرد على هذا الكلام الخطير.. فلا يمكن بحال السكوت عنه أو عليه، خاصة أن الشرطة ألقت القبض على عامل بأوقاف قويسنا - المنوفية، وأحالته إلى النيابة، التي قررت حبسه أربعة أيام، إلى حين وصول تقرير الأمن الوطني.. بعد أن قام بإبلاغ شرطة النجدة تليفونيا عن الشخص الذي قام بتفجير كنيسة مارجرجس بطنطا.. كان العامل أكد في مكالمته لشرطة النجدة أن لديه معلومات عن حادث تفجير كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا، وأن وراء ارتكاب الواقعة "م.م" مقيم بدائرة مركز قويسنا.. وبالفحص وإجراء التحريات واستدعائه وسؤاله، اعترف بارتكاب الواقعة، وقال: إنه قام بذلك على سبيل المزاح!!
الشرطة اعتقلت عاملا بسبب "مزحة" بشأن تفجير كنيسة طنطا.. فما عسانا نتوقع منها حيال هذه المعلومة الخطيرة التي كشفت عنها صحيفة القبس الكويتية؟!
القبس لا تمزح.. وإنما قدمت معلومات وأسئلة تحتاج إلى إجابة.. وعلى القاهرة أن تصدر بيانا ينفي أو يؤكد ما نشرته القبس.. وإن كان صحيحا فمن حق الرأي العام المصري وأهالي الضحايا أن يطلعوا على الأسباب التي جعلت السلطات الأمنية المصرية، تطلق سراحه.. فالأمن الوطني المصري بنفسه هو الذي قال للكويتيين إنه "داعشي".. والتحقيق معه في الكويت أثبت صحة معلومات جهاز الأمن الوطني المصري.. فلمَ أطلق سراحه بعد أن تسلمه الأخير من نظيره الكويتي؟!
فهل تبين له لاحقا أنه ليس داعشيا مثلا.. فأطلق سراحه.. وما هو تفسيره -إذا كان كذلك- بعد ارتكاب جريمته المروعة والرخيصة في الإسكندرية؟!
من الذي أرسل تقاريره الأمنية إلى الكويت.. ومن الذي تسلمها في القاهرة.. ومن الذي قرر إطلاق سراحه.. لأنه حال التأكد من صحة ما نُشر في القبس الكويتية، فإن هذا المسؤول يعدّ شريكا أصيلا في الجريمة، وينبغي إخضاعه للتحقيق ومحاكمته حال ثبتت إدانته.