تحت عنوان "سلامتك بالدنيا"، أطلق ناشطون سوريون في ريف اللاذقية وريف إدلب الغربي حملة تطوعية بهدف
توعية المدنيين، وخصوصا الأطفال، من خطر مخلفات القصف والقنابل غير المنفجرة.
وشملت نشاطات الحملة جولات ميدانية بين القرى، ولقاءات مع المدنيين وزيارات لمدارس الأطفال، وتعليق ملصقات في هذه المناطق؛ لشرح خطر مخلفات الحروب، بحسب حسين حاج بكري، أحد أعضاء الحملة.
وأكد حاج بكري لـ"
عربي21" أن حملة "سلامتك بالدنيا" تأتي بعد تعرض عدد من المدنيين في ريف اللاذقية لحالات بتر في الأطراف أو إصابات نتيجة مخلفات الحروب، من قنابل عنقودية وصواريخ غير منفجرة وألغام وقذائف، وغيرها، ما دفع النشطاء للبدء بحملة تشرح خطر مخلفات الحروب للمدنيين وتدعوهم للابتعاد عنها وكيفية التعامل معها.
وعن نشاطات الحملة، ذكر حاج بكري أنها، بالتعاون مع مديرية التربية بالساحل، قدمت مجموعة فعاليات بالمدارس، لشرح خطر مخلفات الحروب للتلاميذ، ومساعدتهم للتعرف على أشكالها للاحتراز منها، والإبلاغ عنها.
كما التقى القائمون على الحملة بعدد من الأشخاص الذين تعرضوا لبتر بالأطراف بسبب مخلفات القصف، ودعوهم للمشاركة بالحملة ليشرحوا قصصهم للمدنيين خلال جولات فرق الحملة بين القرى.
من جهته، يرى نضال الذي فقد ساقه نتيجة انفجار لغم؛ أن هذه الحملة مهمة لمساعدة المدنيين قدر الممكن على تجنب خطر الإصابة بمخلفات الحرب.
وشرح قصته قائلا لـ"
عربي21": "بينما كنت أسير في الجبل القريب من قريتي انفجر بي لغم كان النظام تركه قبل خروجه من المنطقة، ونتيجة لذلك فقدت ساقي".
وأضاف: "بهدف مساعدة المدنيين ليتجنبوا ما أصابني، أعمل على نقل ما جرى معي إليهم ليعلموا خطر تلك الذخائر التي لا تزول مع انتهاء الحرب، ويمكن أن تبقى لسنوات طويلة بعد انتهاء الحرب".
من جانبه، يقول أبو أحمد، وهو نازح من جبل الأكراد، إنه حضر عدة لقاءات مع عناصر الحملة بهدف التعرف على أنواع الذخائر التي يمكن أن تخلفها الحرب وكيفية التعامل معها.
وبينما أعرب عن أمله بالعودة إلى قريته "بعد تحريرها"، لفت إلى أنه يمكن حينها أن يعايش الكثير من الصعوبات بسبب مخلفات الحرب، كون قريته منطقة اشتباك الآن، وبالتأكيد يوجد الكثير من
الألغام والقذائف غير المنفجرة فيها، خصوصا في الجبال التي يستخدمها النظام الآن كمناطق تمركز لقواته، وفق قوله لـ"
عربي21".
ويوضح أبو أحمد أنه في حال عاد إلى قريته سيعود لعمله في الزراعة، ما يزيد من نسبة تعرضه لخطر مخلفات الحروب، وبالتحديد الألغام، وهذا كان الدافع الأكبر له لحضور لقاءات الحملة، كما يقول.
وتعتبر مناطق ريف اللاذقية من أكثر المناطق في
سوريا التي يستخدم بها النظام الألغام، ويعود ذلك لطبيعتها الجبلية واتساع مساحتها، ما يشكل خطرا كبيرا على سكانها الذين يعمل معظمهم بالزراعة والتحطيب في الجبال.