سياسة دولية

السلاح الكيماوي من الأشد فتكا إلى الأقل.. تعرف عليه (فيديو)

العديد من دول العالم تخلت عن السلاح الكيماوي بعد التقدم في السلاح الموجه- أرشيفية أ ف ب
العديد من دول العالم تخلت عن السلاح الكيماوي بعد التقدم في السلاح الموجه- أرشيفية أ ف ب
تعيد مجزرة خان شيخون التي ارتكبها النظام السوري بواسطة السلاح الكيماوي على البلدة الواقعة في ريف إدلب تسليط الضوء على الأسلحة الكيماوية التي تفتك بالأحياء بطريقة في غاية البشاعة.

وتختلف الأسلحة الكيماوية من ناحية التأثير، فبعضها يحتوي على سمية عالية وتركيبة خاصة يمكن أن تبقيه لأسابع وشهور عالقا في الجو لمزيد من الفتك بكل الكائنات الحية وبعضها لها تأثير مؤذ للجسم ولكنه محدود ويمكن علاجة بسهوله وأعراضه أقل خطورة وحدة من الأسلحة التي تحتوي تركيبات كيميائية عالية السمية.

وتوصف الأسلحة الكيماوية بأنها "قنبلة الرجل الفقير" لأن العديد من دول العالم توقفت عن الاهتمام بهذا النوع من الأسلحة بعد وصول العلم إلى مراحل متقدمة في تصنيع السلاح القادر على الوصول إلى هدفه بواسطة الليزر وبدقة فائقة.

وهذا الأمر جعل الاهتمام بالسلاح الكيماوي الذي أنتج بالتزامن مع الحرب العالمية الأولى للقضاء على الجنود المتحصنين في الخنادق، وهي الوسيلة الدفاعية التي سادت في تلك الفترة وأعجزت المتصارعين فتوصلوا إلى تصنيع سلاح يصل لداخل تلك الخنادق وكان ذلك السلاح الكيماوي.

ويعرف العالم اليوم 6 أنواع من الأسلحة الكيماوية ولكل واحد منها تصنيفات حسب درجة السمية والفتك والأعراض التي يتسبب بها كل سلاح.

السلاح الأكثر سمية: غاز الأعصاب "VX"

يعد غاز الأعصاب "في أكس" الأكثر سمية على الإطلاق بين الأسلحة الكيماوية نظرا لفتكه السريع بضحاياه والأعراض المرعبة التي يتسبب بها بعد ثوان من الإصابة به وأهمها الإفرازات الشديدة وانقباض الصدر وضرب الجهاز العصبي وتشنج العضلات والاختناق وقصور القلب.

ويمكن أن تتسبب كميات ضئيلة للغاية من غاز الأعصاب الذي طور في أوائل عام 1950 في بريطانيا بقتل إنسان بالغ؟


السلاح الأكثر استخداما: غاز السارين 

السارين من أكثر الأسلحة توفرا لدى الجيوش وأكثرها استخداما عند الحاجة وهو عبارة عن سائل لا لون له ولا رائحة في درجة الحرارة العادية لكنه سريع التبخر في حال تم تسخينه وبعد انتشاره وخلال وقت قصيرة تبدأ الأعراض على الأشخاص الذين أصيبوا به والأعراض تشمل الصداع واللعاب الشديد وإفراز الدموع بكثرة وتدريجيا يبدأ الشلل للعضلات ثم الوفاة.

وتم تطوير غاز السارين للمرة الأولى في عام 1938 في ألمانيا خلال بحوث أجراها علماء على مبيدات للآفات الزراعية.

وتكفي قطرة واحدة بحجم رأس الدبوس من غاز السارين لقتل إنسان بالغ خلال دقائق قليلة.


السلاح الأكثر شعبية: غاز الخردل

على الرغم من الأعراض العنيفة التي يتسبب بها هذا الغاز إلا أنه ليس مميتا في كل الحالات.

وتتمثل الأعراض التي يتسبب بها الخردل والذي يعمل كمثبط عند وصوله إلى العين والجهاز التنفسي والجلد تهيج واحمرار شديد وحرق للجلد لعدة ساعات وانتشار البثور على كامل الجسم وآلام مبرحة وتضخم للعين وعمى بعد ساعات من التعرض له واختناق وسعال مليئ بالدم وآلام في البطن وتقيؤ.

واستخدم غاز الخردل للمرة الأولى في الحرب العالمية الأولى لضرب الجنود داخل الخنادق وعلى الرغم من سميته العالية إلا أنه قتل 5 بالمائة من الجنود الذين تعرضوا له.

جندي تعرض لتشوهات في الحرب العالمية الأولى جراء غاز الخردل




السلاح الأكثر خطورة: غاز الفوسجين

يعد الفوسجين من أخطر الأسلحة الكيماوية التي أنتجت حتى اليوم واستخدم للمرة الأولى عام 1915 من قبل الألمان وأسقط 88 طنا من غاز الفوسجين على القوات البريطانية.

وتعد خطورة الفوسجين من ناحية مهاجمته لأنسجة الرئة وأعراضه الخادعة التي تبدأ بالسعال والاختناق وضيق الصدر والغثيات والقيء بعد دقائق من الإصابة.

لكن الفوسجين ومع استمرار استنشاقه تبدأ الأعراض الأشد بالظروف وقد تتأخر لنحو 48 ساعة وهو ثقيل يمكن أن يبقى فترة طويلة في المناطقة المنخفضة ويتسبب بالفتك بالمزيد من الأشخاص.


السلاح سهل المنال: غاز الكلورين

تعد خطورة غاز الكلورين في إمكانية الحصول عليه بسهوله نظرا لتوفره في العديد من الاستخدامات اليومية وأهمها مستحضرات التنظيف للورق والأقمشة وبعض المبيدات الحشرية وتعقيم مياه الشرب وأحواض السباحة.
ويعد استخدام غاز الكلورين للأغراض الحربية أمرا محرما دوليا ويحظر بموجب اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية.

وتشابه أعراض استخدام غاز الكلورين أعراض غاز الفوسجين المعيق للتنفس ويتسبب بأضرار لأنسجة الجسم وهو غاز قابل للتبريد والضغط وتحويله للحالة السائلة لأغراض الشحن والتبريد.

ويمتاز الكلور بالثقل والقرب من سطح الأرض وهو مادة خطرة بسبب القدرة على إخفائه وتمويهه


السلاح الأقل خطورة: غازات مكافحة الشغب (المسيل للدموع)

الغاز المسيل للدموع يعد من الأسلحة الكيماوية لكنه من أقلها خطورة نظرا للأعراض التي يتسبب بها وآثاره المؤقتة على الجسم والتي تشمل غزارة الدموع والشعور بحرقة في الحلق وكثرة العطاس والسعال الشديد والتقيؤ وضعف البصر المؤقت.

وربما يتسبب الغاز المدمع بوفاة بعض الأشخاص في حال تعرضوا لكمية كثيفة منه في مكان مغلق أو كانت تواجههم مشاكل في الجهاز التنفسي لكن أغلب الحالات تصاب بأعراض مزعجة مؤقته سرعان ما تزول باستخدام أنواع من مثبطات الغاز.

التعليقات (0)