أبناء ريف حلب وسطوة شُعَب التجنيد .. تخوين وابتزاز وتعنيف
حلب- منار عبد الرزاق04-Apr-1710:40 PM
0
شارك
قوات النظام السوري- جيش النظام السوري- جيتي
يعاني شباب ريف مدينة حلب من سطوة وابتزاز شعب تجنيد النظام السوري بمدينة حلب، التي تتهمهم بالعمالة والولاء لتنظيم الدولة و"تسليم المدينة للإرهابيين".
وكشف أحد المواقع الإخبارية الموالية للنظام اللثام عن سوء معاملة الضباط القائمين على هذه الشعب، إضافة إلى سوء معاملة أبناء الريف، واتهامهم بشكل متكرربـ"الدعشنة"، وحصلت "عربي21" على شهادات تؤكد ذلك.
وقال الطالب في كلية الآداب عمران محمد لـ"عربي21": "راجعت شعبة تجنيدي 'دارة عزة' للحصول على مصدقة (رخصة) تأجيل، لكن موظف الشعبة طردني، طالبا مني القدوم بعد شهر، ومكيلا لي ولزملائي عددا كبيرا من الاتهامات بـ'الدعشنة' و'انعدام الوطنية'".
واستدرك الطالب بأن "كل الاتهامات تلاشت، بمجرد حصوله على مبلغ 10 آلاف ليرة سورية، كرشوى مقابل الحصول على وثيقة التأجيل".
ويوافق مأمون أبو هيثم وهو طالب جامعي، زميله، على سوء معاملة موظفي شعب التجنيد لأبناء الريف، أثناء مراجعتهم لشعب التجنيد، وهو ما يحصل معه في كل مرة يراجع فيها شعبة "تجنيد إدلب"، إذ اضطر في آخر مرة لدفع مبلغ 5 آلاف ليرة سورية، مقابل حصوله على دور في الطابور الطويل أمام مقر شعبة التجنيد.
من جهته، اعترف عنصر من شبيحة الأسد من المدينة في تصريح لـ"عربي21"، وجود فساد ورشاوى في شعب التجنيد، مشيرا إلى أنّ المبالغ تتجاوز في بعض الأحيان 500 دولار أمريكي، مشيرا إلى أنّ دور موظفي تلك الشعب، أصبح تعجيزيا أمام الشبان الراغبين بالتأجيل، مع كثرة المماطلات والتسويفات بالرغم من قانونية الأوراق.
وبحسب المتحدث فإنّ أصحاب الأموال، وعناصر الميلشيات والشبيحة، إضافة إلى أبناء المسؤولين، يتمتعون بميزات خاصة في الحصول على تأجيل، دون تعب، أو تعرض إلى إساءة، في الوقت الذي يحظى فيه مسؤولو الحزب القائد، بدءا من "أمين الفرقة"، وانتهاء بأعضاء قيادة الفروع على ميزات من أبرزها، الحصول على تأجيل تلقائي من شعب تجنيدهم.
ويشير العنصر إلى خلو المدينة من الشبان؛ بسبب الملاحقات المتكررة لهم من قبل ما تسمى بـ"المشتركة"؛ من أجل سوقهم إلى خدمة العلم، حيث تسير دوريات في أحياء المدينة، وتجول في المقاهي، والملاعب، بحثا عن من هم في سن التجنيد.
من جهته ذكر موقع "شبكة الحمدانية الأخبارية" الموالي للنظام في تقرير له، أن "رئيس شعبة تجنيد دارة عزة العقيد علي إسماعيل يعامل أبناء الريف على أنهم دواعش (ينتمون لتنظيم الدولة)، إضافة إلى تعنيفه وضربه للمراجعين".
وأشار الموقع إلى تلقي موظفي شعب التجنيد لمبالغ تتراوح مابين 10 آلاف إلى 50 ألف ليرة، مقابل الحصول على وثيقة ممهورة بختم شعبة التجنيد.
وأكد الناشط الحقوقي "رامي أبو هارون" لـ"عربي21" حصول تجاوزات، وابتزازات من قبل "شعب التجنيد" للمواطنين، مشيرا إلى أنّ أكثر الشعب سوءا ورشوة وفسادا، هي شعبتا "إدلب" و"دارة عزة"، فيما تعتبر الشعب البقية أقل سوءا في التعامل مع المراجعين.
وأشار أبو هارون إلى سوء معاملة "أبناء الريف" الخارج عن سيطرة النظام السوري، من قبل القائمين على شعب التجنيد في المدينة، وبالأخص "شعبة إدلب"، حيث يعاني الشبان المراجعون لها، من اتهامهم بـ"الدعشنة" وبيع المدينة لمن يسمونهم بـ"الإرهابيين"، في إشارة إلى سيطرة فصائل المعارضة عليها منذ عامين.
بدوره، لم ينفّ أكاديمي في جامعة حلب خلال حديثه لـ"عربي21" حصول رشاوى في شعب التجنيد، مشيرا إلى أنّ وجود الفساد في دواليب البلاد منذ أكثر من 40 عام، "لكنه تطوّر بفعل تراجع نفوذ الدولة، وتحكّم الميلشيات في البلاد"، نافيا تغيّر النظرة لأبناء الريف، أو اتهامهم بـ"الدعشنة" من قبل القائمين على تلك الشعب، على خلاف ما أكده عدد من مراجعي تلك الشعب لـ"عربي21".
وصدر مؤخرا قرار يلغي كل التأجيلات الممنوحة لطلاب الدبلوم، والدرسات العليا، ما يفتح الباب واسعا أمام "رزقة" جديدة للقائمين على تلك الشعب، وتفسيرهم للتعيم، ما يضع عددا كبيرا من الشبان تحت "رحمة قلمهم"، فمن دفع أعفي من جحيم الخدمة في قوات الأسد، ومن لم يدفع سيجد نفسه على جبهات القتال إلى جانب نظام الأسد.