قال الصحافي أوليفر رايت من صحيفة "التايمز" البريطانية، إن لوردا ورث لقبه بالوراثة في مجلس اللوردات البريطاني، أصبح من الداعين إلى تطبيع العلاقات البريطانية السورية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن
لورد هايلتون (84 عاما)، الذي يصف نفسه بالمزارع ومراقب الغابات، استخدم منصبه للدعوة إلى إعادة فتح العلاقات الدبلوماسية مع
سوريا، وذلك بعد زيارة لتقصي الحقائق هناك، وقام بطرح عدد من الأسئلة على الوزراء في مجلس اللوردات، ومنها عما إذا كان الوزراء "سيتوقفون عن تقديم الدعم السياسي والعملي للجماعات السورية المعارضة"، وطرح أسئلة تشكك في عدد السكان السوريين الذين يعيشون في ظروف الحصار.
ويلفت رايت إلى أن تلك الأسئلة جاءت بعد مشاركة هايلتون مع وفد غير رسمي زار سوريا في أيلول/ سبتمبر الماضي، حيث التقى مع رئيس النظام السوري بشار
الأسد، وتحدث بعد ذلك عن زيارته في مجلس اللوردات، وقال: "من الواضح ان الزعيم السوري يحظى بدعم أو رضا معظم السوريين"، وأضاف: "الجماعات العرقية والدينية كلها تفضله على حكومة إسلامية متطرفة، وكلهم قلقون من الحرب، ويريدون العودة إلى حياتهم الطبيعية، ويخشون الفوضى أو ديكتاتورية إسلامية، ولهذه الأسباب أحث حكومتنا على إعادة العلاقات الدبلوماسية، أو مستوى من التمثيل الدبلوماسي في دمشق على الأقل".
وتذكر الصحيفة أن لورد هايلتون أكد أن زيارته لم تكن مدعومة من الحكومة السورية، مشيرة إلى أنه سيتحدث في مؤتمر سينعقد هذا الأسبوع في جامعة كامبريدج، وسيناقش المجتمعون على مدار يومين سبل إعادة إعمار سوريا، وسيشارك فيه وزيران سوريان، حيث ينظم المؤتمر المركز الأوروبي لدراسة التطرف، الذي أدى إلى استقالة راعيين له.
وينقل التقرير عن زعيم حزب العمال السابق لورد كينوك، قوله إنه قرر قطع علاقته مع المركز، بعدما أخبر أن المؤتمر مؤيد للأسد، وانضم إليه الاقتصادي لورد ديساي، الذي قال إنه قطع علاقاته مع المركز أيضا.
ويكشف الكاتب عن أنه من المتوقع أن يتحدث في المؤتمر الأسقف السابق لكانتبري لورد أويسترماوث، الذي قال إنه سيحضر المؤتمر، واعترف بأن الحديث عن علاقة الأسد سبب له "ضيقا"، وقال إنه سيكون قويا في كلامه، ويؤكد الحاجة لتحقيق السلام، وضرورة الأخذ بعين الاعتبار موضوع حقوق الإنسان.
وتعلق الصحيفة قائلة إن لورد هايلتون تربطه علاقة بسوريا تعود إلى عام 2009، عندما عين مديرا لشركة اسمها "منبر الشرق الأوسط الاقتصادي" إلى جانب ابن عم الأسد، وبعد اندلاع الربيع العربي عام 2011، ودخول سوريا في الحرب الأهلية، فإن الشركة غيرت اسمها إلى منبر تنمية الشرق الأوسط، لكنها حلت بعد عام تقريبا، لافتة إلى أنه تحدث في مجلس اللوردات بشكل منتظم حول قضايا تتعلق بالشرق الأوسط، وقام بزيارات إلى لبنان وتونس، ووصف اهتماماته بأنها "العمل من أجل السلام في الشرق الأوسط"، وقال إنه "مهتم بالحوار الديني وحقوق الإنسان".
وينوه التقرير إلى أن زيارة هايلتون لسوريا العام الماضي كانت ضمن وفد الأسقف السابق لروشستر لورد ناظر علي، وعضو آخر في مجلس اللوردات البارونة كوكس، واتهمهما أعضاء آخرون في مجلس اللوردات بأنهما جلسا مع "مجرم حرب".
ويورد رايت نقلا عن جيمس سادري، الذي يدير "حملة سوريا"، ويعارض أي دور للأسد في العملية السلمية، قوله: "من المثير للقلق وجود أشخاص مثل لورد هايلتون، الذين عبروا عن استعدادهم للوقوف مع جرائم الحرب التي ارتكبها الأسد، ووجدوا الأعذار لمذابح النظام، وأسوأ من هذا محاولتهم تحصين سلطة الأسد تحت شعار إعادة الإعمار، ولن يفعلوا شيئا لحل الأزمة السورية".
وبحسب الصحيفة، فإن مسؤول "حملة سوريا" في منظمة "أمنستي إنترناشونال" كريستيان بيندكيت، انتقد مؤتمر كامبريدج، قائلا: "من المدهش دعوة المؤتمر مسؤولين بارزين في نظام الأسد إلى كامبريدج، للحديث عن السلام في سوريا".
ويفيد التقرير بأن مريم خوري، المخولة من المركز الأوروبي لدراسة التطرف، دافعت عن دعوة الوزيرين السوريين ودور لورد هايلتون، قائلة: "نعتقد أنه من المهم الاستماع من الأشخاص الذين ذهبوا إلى سوريا وتحدثوا مع الناس هناك عن الوضع"، منوها إلى أن وزارة الخارجية أكدت أن أي برلماني بريطاني زار سوريا فإنه زارها بشكل شخصي.
ويذهب الكاتب إلى أنه يقف خلف قصة مؤتمر كامبريدج وجود عدد من المؤيدين للنظام الذين يعيشون في لندن، ومنهم صهره الدكتور فواز الأخرس، وسليمان معروف، الذي وضع في تشرين الأول/ أكتوبر 2012 على قائمة الشخصيات التي تطالها العقوبات، حيث أظهرت وثائق العام الماضي أن معروف يملك ست شقق قيمتها ستة ملايين جنيه إسترليني من خلال شركات مسجلة في "فيرجين أيلاندز".
وتنوه الصحيفة إلى أن معروف ساهم في قناة تلفزيونية داعمة للنظام، وقام بإرسال بضائع كمالية إلى عقيلة رئيس النظام السوري أسماء الأسد، المولودة في
بريطانيا، لافتة إلى أنه تم رفع الحظر عن اسم معروف بعدما قام محاموه بتحدي قرار الاتحاد الأوروبي.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى تصريحات فواز الأخرس في عام 2012 لصحيفة "ديلي تلغراف" عن أحداث حمص، حيث قال: "عندما اندلعت أحداث الشغب في لندن، وقال كاميرون إنه سيرسل الجيش، فهل تقارن هذا مع حمص؟ وماذا تفعل؟ هل ستراقبهم وهم يقتلونك؟".