سياسة عربية

بعد فشل مفاوضات القابون.. النظام يستهدفها بالكلور السام

نظام الأسد لجأ إلى حملته العسكرية بعد إصرار المقاتلين على البقاء بالقابون - جيتي (أرشيفية)
نظام الأسد لجأ إلى حملته العسكرية بعد إصرار المقاتلين على البقاء بالقابون - جيتي (أرشيفية)
أقدمت قوات النظام السوري، الأربعاء، على قصف حي القابون بغاز الكلور، بعد معارك واشتباكات عنيفة دارت مع قوات المعارضة في الحي، ما أسفر عن وقوع ما يزيد عن 35 إصابة بينهم مدنيون وكبار سن، فيما تم تشخيص حالتين بدرجة خطرة.

وقال عدي عودة، ناشط إعلامي في الحي وأحد المصابين بغاز الكلور، في حديث خاص لـ"عربي21": "كنت في طريقي لمنطقة مشروع علوان في حي القابون، وأصوات القصف والغارات تتعالى في الحي، فتراءى لي من بعيد دخان أصفر في المنطقة، ولم أتوقع أن تكون غارة كيماوية أو كلورا لأنه لم يصادف أن رأيتها من قبل، أكملت طريقي لأتقصى التفاصيل عما يحدث حتى وصلت إلى مكان تكاثف فيه الدخان، وهنا بدأت أشم رائحة كريهة ونافذة جدا، وأصابتني حالة من السعال الذي لم يتوقف مع ضيق في التنفس".

وأضاف "عودة": "حاولت العودة مباشرة إلى منزلي، وبدأت حالة العطش الشديد تنتابني بالتزامن مع سعال حاد، فسارع أصدقائي لإسعافي ووضعوا الخل على قطعة قماشية، ثم وضعوها على أنفي إلى أن أحسست بتحسن نوعا ما".

وتابع حديثه: "لم أشك أن ما ضربه النظام هو غاز الكلور، فالرائحة المنبعثة تشير إلى ذلك، إضافة إلى أن الغازات الأقوى كالسارين مثلا تكون نفاذة بشكل أكبر".

ونفى عدي معرفته بعدد الصواريخ المحملة بـ"الكلور" التي استهدف بها النظام الحي، بسبب تداخل الأصوات ومشاركة مختلف أنواع الأسلحة التي يضربها النظام على الحي، والتي قد تصل إلى 100 صاروخ يوميا.

أما عضو المكتب الإعلامي في الحي محمد القابوني، فتحدث عن مستجدات ما يجري، في حديث خاص لـ"عربي21" قائلا: "لازال حي القابون يتعرض لحملة شرسة من قبل النظام منذ 41 يوما، محاولا التقدم من جبهات عديدة أهمها بساتين حرستا، إلى أن تمكن من السيطرة على أغلب بساتينها وصولا إلى الأحياء السكنية، ما جعل المقاتلين يتصدون له، وبالفعل منذ أسبوعين أوقف النظام تقدمه باتجاه البساتين، لكنه عاد يوم الأربعاء بهجوم عنيف جدا من هذا المحور، مستخدما أكبر عدد من المدرعات، إضافة إلى أسلحة جديدة كصواريخ جولان 1 وجولان 2 إضافة إلى غاز الكلور".

وبحسب القابوني، فقد "كان ضباط النظام قد أرسلوا تحذيرات للمقاتلين بالموافقة على بنوده التي وضعها، وأهمها خروج المقاتلين أو تدمير الحي بأكمله، إلا أن المقاتلين رفضوا ذلك وجاءت معركة "يا عباد الله اثبتوا" في دمشق لتزيد من ثباتهم، فاستعادوا عدة نقاط في القابون سبق للنظام أن سيطر عليها، إضافة إلى تصديهم للنظام في الجبهات التي فتحها في الأيام الأخيرة، وتمكنوا من منع تقدمه بشكل كبير في القابون، كما دمروا 3 دبابات وبلدوز".

وتحدث محمد عن تدهور الوضع الإنساني في الحي، حيث أن المواد الغذائية باتت شبه معدومة، فعلى الرغم من خروج المدنيين من الحي إلا أن هناك الكثير من العائلات لازالت فيه مفضلة البقاء عن حياة التشرد والنزوح.

وعن متطلبات المقاتلين في القابون قال محمد: "إن النظام أوضح مرارا أنه يريد تسليم القابون بالكامل، وعندما توضح له إصرار المقاتلين على البقاء لجأ إلى حملته العسكرية الضخمة".

وفي اتصال خاص مع قائد اللواء الأول التابع لفيلق الرحمن في دمشق الملقب بـ"أبي مسلم"، أعلن رفض الكتائب المقاتلة تسليم حي القابون للنظام، مبينا أنه "رغم الأسلحة المتنوعة التي يستهدف فيها النظام الحي، إلا أننا حتى الآن نرفض أي تسوية قد يقدمها النظام إذا تضمنت أي خروج للمقاتلين من الحي، أو جاء في أحد بنودها تهجير الأهالي من منطقتهم، وسيكون إخراج المعتقلين وانسحاب الجيش إلى ثكناته العسكرية أهم مطالبنا".

وأشار أبو مسلم إلى أن النظام يتكبد يوميا خسائر مادية وبشرية ضخمة على جبهات القابون وحرستا، ونفى أن يكون قصف النظام للحي بغاز الكلور له علاقة بتطورات المعارك في دمشق متهما إياه بالتراجع العسكري، الذي جعله يلجأ إلى استهداف الحي بالغاز السام.
التعليقات (0)