تزداد
معاناة نازحي مدينة
الموصل، مع تقدم المعارك في الجانب الأيمن من المدينة بين القوات الأمنية وتنظيم الدولة، فقد أكد مسؤولون عراقيون أن موجات النزوح مستمرة بشكل يومي والمخيمات تستقبل نحو خمسة آلاف نازح بشكل يومي.
وقال النائب في البرلمان العراقي زاهد الخاتوني لـ"
عربي21" إن "ما تشهده مدينة الموصل مأساة حقيقية، فقد نشهد يوميا استقبال نحو خمسة آلاف نازح من الجانب الأيمن في الموصل إلى الأيسر، مع تقدم القوات الأمنية ضد تنظيم الدولة".
الخاتوني، أكد أن "
النازحين يعانون من نقص كبير في الأغذية نتيجة حصار استمر لمدة ثلاثة أشهر، قبل انطلاق المعارك لاستعادة الجانب الأيمن من سيطرة تنظيم الدولة".
وأضاف النائب عن محافظة نينوى، ومركزها الموصل، أن "وزارة الهجرة العراقية افتتحت مخيمات جديدة، لكنها غير كافية لاستقبال الأعداد الضخمة من النازحين وتوفير احتياجاتهم من غذاء ودواء".
وأشار إلى أن "عدد النازحين من الجانب الأيمن وصل حتى الآن منذ انطلاق العمليات العسكرية لاستعادته، إلى أكثر من 63 ألف نازح، ونتوقع أن ترتفع أعداد النازحين إلى نحو 500 ألف".
ودعا الخاتوني "المنظمات الدولية والمجتمع الدولي إلى الإسراع في تقديم الدعم المطلوب للنازحين، لأنهم يعيشون مأساة حقيقية أنا أسميها مأساة العصر، في ظل قلة الإمكانات المتوفرة حاليا".
استنفار حكومي
من جهته، وجه رئيس الوزراء العراقي حيدر
العبادي، الجمعة، مؤسسات الدولة بزيادة الجهود الإنسانية لرعاية النازحين من الجانب الأيمن من الموصل واستنفار جاهزية مؤسسات الدولة لاستقبالهم.
وبحسب بيان لمكتبه، فإنه "جرى التأكيد مجددا على أهمية بقاء المواطنين في منازلهم من أجل حمايتهم وعدم الاستجابة لدعوات عصابات تنظيم الدولة من أجل إجبارهم على مغادرة المنازل وتعريضهم للخطر".
إلى ذلك، قال وزير الهجرة والمهجرين العراقي جاسم محمد الجاف، الجمعة، إن فرق وزارته استقبلت أكثر من ستة آلاف نازح من الجانب الغربي لمدينة الموصل خلال الساعات القليلة الماضية.
وأوضح الجاف، في تصريح صحفي أن "فرق عمل الوزارة الميدانية استقبلت ستة آلاف و460 نازحا من الأحياء التي يجري تحريرها في الجانب الغربي للموصل، خلال الساعات الماضية".
وأوضح أن "حصيلة ما استقبلته فرق الوزارة الميدانية من الجانب الغربي للموصل منذ انطلاق عمليات تحريره (في 19 شباط/ فبراير الماضي) بلغت 76 ألفا و787 نازحا في مخيماتها".
ولفت إلى أن "جميع العائلات النازحة تسلمت المساعدات الإغاثية العاجلة (الغذائية والصحية والمنزلية) فور وصولها إلى مخيمات الوزارة".
والجانب الغربي من الموصل أصغر من جانبها الشرقي من حيث المساحة (40 بالمائة من إجمالي مساحة الموصل)، لكن كثافته السكانية أكبر؛ حيث تقدر الأمم المتحدة عدد قاطنيه بنحو 800 ألف نسمة.
وتتوقع الأمم نزوح نحو 400 ألف مدني من الجانب الغربي للمدينة خلال الحملة العسكرية، التي انطلقت في 19 من شباط/ فبراير الماضي، حيث استعادت القوات العراقية مطار الموصل ومعسكر الغزلاني وتوغلت في الأحياء الواقعة في الطرف الجنوبي.