يعترف الخلق بأن الأعمال الخيرية التي تقدمها دولة قطر والمؤسسات الأهلية والجمعيات الخيرية للإنسان المحتاج، تمتد من إندونيسيا شرقا إلى موريتانيا غربا، ويعترف الخلق بأن دولة قطر لم تبخل على أي نظام سياسي عربي من المملكة المغربية غربا إلى سلطنة عمان شرقا دون منّة أو تعال.
(2)
قامت دولة قطر بتوجيهات من سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني سابقا، ومن بعدة سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني بتقديم معونات شملت أكثر من 100 دولة في مختلف دول العالم. أنشأت قطر مؤسسة صلتك برأسمال 100 مليون دولار، وذلك لمواجهة الأزمات المتفاقمة للبطالة بين جيل الشباب في العالم خاصة الدول العربية، شاركت وتشارك في قوات حفظ السلام التي تشكلها وتديرها الأمم المتحدة في العديد من مناطق العالم في لبنان على سبيل المثال وإريتريا والبوسنة والقائمة تطول، عملت وتعمل بكل جهودها السياسية والاقتصادية لحل النزاعات في مناطق مختلفة من العالم وفي بعض الدول العربية وجوارها، اذكر منها فلسطين ولبنان والسودان وليبيا واليمن وإثيوبيا وإريتريا وجيبوتي.
(2)
أورد هذه المعلومات لا للمنّة بما قدمنا ونقدم، ولا للتباهي أمام الخلق بما منّ الله على بلادنا من خير، لكن تظهر أصوات نشاز عبر وسائل إعلام عربية محددة، ووسائل إعلام مستأجرة تديرها شركات ومكاتب علاقات عامة مشبوهة ممولة مع الأسف بأموال عربية، تتناول دولة قطر وسياستها الخارجية بالسالب، وذلك من أجل إرضاء أطراف يؤسفني القول إنها عربية.
في الآونة الأخيرة أقحمت وسائل إعلام عربية مشبوهة، ومسؤولين امتهنوا السياسة دون علم أو تجربة عريقة، باسم دولة قطر في الصراع الدائر بين الأطراف المختلفة في ليبيا دون إبداء الأدلة على أن دولة قطر لها يد فيما يجري على الساحة الليبية. والكل يعلم أن الأطراف المتدخلة في هذا الصراع على الساحة الليبية هي مصر على وجه التحديد، فمطاراتها مفتوحة لشن غارات جوية على مدن ومؤسسات ليبية، وإعلامها مسخر لخدمة الجنرال حفتر الذي يشكل حجر عثرة في طريق قيام ليبيا الحديثة بعد الإطاحة بنظام معمر القذافي. ولا يخفى على أي إنسان مدى التدخل المصري في الشأن الليبي، فلماذا تختلق تلك الجهات الإعلامية الشائعات والاتهامات لدولة قطر، علما بأن المتدخلين في الشأن الليبي لا يخفون تدخلاتهم العسكرية لصالح الجنرال خليفة حفتر وغيره من التنظيمات الليبية.
الشعب الليبي والقيادات السياسية الليبية الوطنية يعلمون جيدا أن دولة قطر كانت في مقدمة الدول التي دعمت الشعب الليبي الشقيق ووقفت إلى جانبه منذ اندلاع ثورته الشعبية عام 2011، كما أيدت مخرجات الاتفاق السياسي بين أطراف الصراع في ليبيا ولن تتوانى عن مد العون لأشقائنا الليبيين كلما طلب منها ذلك.
(3)
لم يتوقف كيل الاتهامات لدولة قطر عند ليبيا، بل كان سابقا لذلك اتهامها بالتدخل في الشأن الفلسطيني، انطلاقا من تقديم الدعم للشعب الفلسطيني في قطاع غزة. تُتّهم قطر بأنها بدعمها وتأييدها للمقاومة الفلسطينية من أجل استرداد حقوق الفلسطينيين المشروعة وبناء دولتهم المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، تعتبره سلطة محمود عباس في رام الله تدخلا بهدف شق الصف الفلسطيني. والسؤال الذي يجب طرحه هنا، إذا عبّدت ورصفت دولة قطر شارع صلاح الدين في غزة، أو شارع الشاطئ، وإذا شيّدت عمارات ووزعتها على المتضررين من أهل غزة من الدمار الذي أحدثته الغارات الإسرائيلية العام الماضي في القطاع، وإذا دعّمت قطاع الكهرباء في غزة بالوقود، فهل الكهرباء ستضيء بيوت قادة حماس وأنصار الحركة وسيحرم منها الذين لا ينتمون إلى حركة حماس؟ هل الشارع المرصوف سيمشي عليه فقط قادة حماس وأنصارها، وسيمنع من هو لا ينتمي إلى حركة حماس؟ هل المشافي التي أقامتها دولة قطر في غزة لا يدخلها إلا مرضى حماس، أم هي مفتوحة لكل مريض في قطاع غزة؟ وماذا عن المدارس والمعاهد المهنية التي أقامتها دولة قطر في غزة، هل لا يدخلها إلا أشبال حماس؟ وماذا عن الرواتب التي لم تدفعها السلطة لموظفي قطاع غزة وتحملتها دولة قطر.
يا للهول، إذا قدمت قطر دعما لقطاع لغزة تتهم بأنها تريد شق الصف الفلسطيني، وإذا قدمت مساعدة لسلطة عباس في رام الله، وما أكثرها، لا تذكر إلا بسوء النوايا. نحن في حيرة من أمرنا، إن قدمنا اتهمنا وإن امتنعنا اتهمنا.
آخر القول: ستبقى قطر شعبا وقيادة تناصر الشعب الفلسطيني خاصة، العربي عامة في كل قضاياه، وعلى رأس هذه القضايا تحقيق طموحات الشعب العربي في الحرية وحقه في اختيار نظام حكمة ودحر المعتدين من أي جهة كانت، وإن الله مع المتقين في حق الشعوب.
عن "الشرق" القطرية
1
شارك
التعليقات (1)
عبد الرزاق الجملي..تونس
الجمعة، 10-03-201704:56 م
ستظل قطر شوكة في حلوقهم ..ستظل المعين للشعوب لا الحكام الدكتاتوريين وأفضلها على المواطنين الغلابى لا تحصى...هي شجرة مثمرة لهذا تجد من يرميها بالحجارة ....حفظ الله قطر شعبا ودولة وحكاما