ذكر ناشطون سوريون في دمشق وريفها أن مخابرات النظام وعملاءها ينفذون حملة
اختطاف للشباب المنشقين عن قوات النظام السوري، والمتخلفين عن الخدمة العسكرية، في المناطق التي أبرمت "مصالحات" مع النظام.
وبحسب النشطاء، فإن الحملات تتم خلال ساعات الليل، حيث يتم اقتياد هؤلاء الأشخاص إلى جهات مجهولة.
وقال الناشط الميداني علاء الشامي، لـ"عربي21": "منذ شهر حصلت حوادث اختطاف لعديد من الشباب المتخلفين أو المنشقين من قبل جهات مجهولة في عدة مناطق بريف دمشق، كـالمعضمية، وقدسيا، والهامة، وكلها مناطق أبرمت مصالحات مع النظام السوري في الأشهر الأخيرة، تضمنت خروج المقاتلين والأهالي الذين يرفضون التسوية إلى إدلب.
وتحدث الشامي عن 10 حالات على الأقل في الأيام الأخيرة، وأن كل حالات الاختطاف يتم تسويقها في تلك البلدات على أنها على خلفية مشاكل عائلية أو حسابات شخصية.
وأضاف: "لكن تبين مؤخرا أن هذه العمليات ليست كما يشاع عنها، بل تبدو بأنها منسقة وتشرف عليها جهات أمنية، خاصة أنها لم تستهدف سوى عناصر عسكرية منشقة عن النظام السوري، وأخرى متخلفة عن الخدمة في قواته، وغالبية من تم اختطافهم كان لهم دور في المعارك السابقة بتلك المناطق ضد النظام السوري"، كما قال.
بدوره، قال مصدر مطلع من داخل مدينة معضمية الشام، لـ"عربي21"، إنه خلال 20 يوما فقط، شهدت المدينة حالتي اختطاف من داخل الأحياء السكنية في المدينة من قبل جهات مجهولة، مبينا أن حالتي الاختطاف طالتا عناصر سابقة في الجيش الحر في المدينة.
وأشار إلى أن المخطوفين هم من بقي داخلها ورفض التهجير، وهم كذلك من العناصر التي سلمت سلاحها، وقامت بتسوية وضعها مع النظام السوري، "إلا أن ذلك لم يشفع لهم، وتم اختطافهم ليلا من قبل جهات مجهولة، إلى أماكن غير معروفة".
سيناريوهات متوقعة
وأشار المصدر، الذي فضل حجب اسمه لدواع أمنية، إلى أن الاختطاف يحمل العديد من الأهداف المبطنة، ومنها التمهيد من قبل الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق بشار الأسد لدخول المدينة عسكريا، بعد أن طرح مكتب أمن الفرقة الرابعة قبل شهر تقريبا عدة مرات مثل هذا الطلب، إلا أن طلبه قوبل بالرفض القطعي من قبل الأهالي.
ومن السيناريوهات المحتملة، خلق حالة من الفلتان الأمني، وقتل بعض المناوئين للأسد "العزّل" ممن كانوا في الجيش الحر سابقا، حتى تأخذ الفرقة الرابعة الأمان بإدخال دوريات أمنية إلى المدينة، وبالتالي تنفيذ حملات اعتقال وتجنيد قسري للشباب. وتوقع المصدر بأن الاختطاف قد يتحول خلال الفترات القادمة إلى تصفيات جسدية؛ بهدف الوصول إلى الهدف ذاته.
اختراق من الأجهزة الأمنية
بدوره، قال الناشط الملقب بـ"أبي غياث الدمشقي"، من مدينة قدسيا بريف دمشق، إن مخابرات النظام السوري طرحت على كامل المدن التي هجّر الأسد ثوارها وعائلاتهم نحو الشمال السوري مشروع افتتاح مكاتب أمنية للمخابرات الجوية داخل قدسيا والمعضمية وخان الشيح، وغيرها من البلدات.
وأشار الدمشقي إلى أن العرض قدمته قوات النظام السوري إلى لجان
المصالحة؛ بهدف ترويجه بين السكان، إلا أن غالبية المدن تحفظت على افتتاح مكاتب أمن داخلها، وذلك خوفا على أبنائها من
التجنيد القسري أو الاعتقال التعسفي.