رغم تشديد "إسرائيل" من إجراءاتها الأمنية على المعتقلات؛ فإن بعضا من
الأسرى الفلسطينيين المتزوجين، وخاصة ممن لديهم أحكام عالية بالسجن؛ يبتكرون طرقا مختلفة لتهريب نطفهم خارج السجن، في إشارة من قبل هؤلاء الأسرى إلى أن حياتهم مستمرة رغم قيد السجان الإسرائيلي، بحسب مختصين بشؤون الأسرى.
وبعد تمكنه من إخراج "نطفة مهربة" من داخل سجن النقب الصحراوي الذي يقبع فيه منذ 15 عاما؛ رزق الأسير الفلسطيني يحيى أحمد حمارشة (40 عاما) المحكوم بالسجن لمدة 24 عاما؛ من سكان مدينة طولكرم بالضفة الغربية المحتلة، الاثنين، بمولوده "إبراهيم".
وقال مدير نادي الأسير الفلسطيني في مدينة طولكرم، إبراهيم حمارشة، وهو شقيق الأسير يحيى، إن "إبراهيم" هو الطفل الثاني لشقيقه، حيث سبق أن رزق بالطفلة "ياسمين" قبل أكثر من عامين بالطريقة ذاتها.
وبيّن حمارشة لـ"
عربي21" أن شقيقه الأسير كان "يتابع حمل زوجته أولا بأول كلما تمكن من الاتصال من داخل المعتقل (اتصال سري عبر هواتف مهربة للأسرى)، وكان يترقب ولادة طفله بأهمية كبيرة"، وقال: "تمكنت من الاتصال بشقيقي هاتفيا، وإبلاغه بولادة إبراهيم، وكان شعوره بالسعادة لا يوصف".
وأوضح أنه في مثل هذه الحالات؛ يتم اعتماد طريقة "أطفال الأنابيب"، حيث "تتم فيها عملية الإخصاب خارج رحم الأم في حاضنة خاصة، ومن ثم يتم إرجاع البويضات المخصبة إلى رحم الأم بعد نحو 48 ساعة؛ عندما يظهر نجاح عملية إخصاب البويضات وانقسامها".
كل يوم جديد
وأكد حمارشة أن "وجود الطفل إبراهيم بيننا جعلنا نشعر بسعادة كبيرة وكأن والده بيننا، فالحياة مستمرة رغم قيد السجان الإسرائيلي "، مستدركا بأن "الشعور بالسعادة يبقى ناقصا؛ لأن يحيى ما زال يقبع في سجون الاحتلال".
وحول إمكانية تهريب النطف من داخل السجن؛ قال مدير نادي الأسير: "تعمل سلطات السجون الإسرائيلية على التشديد في الفترة الأخيرة من إجراءاتها الأمنية لإحباط أي محاولة لتهريب النطف"، متابعا بأنه "رغم هذا التشديد؛ فإن الأسرى يتمكنون باستمرار من تهريب نطفهم عبر اختراع طرق جديدة كل يوم".
من جانبه؛ أفاد المختص في شؤون الأسرى، رياض الأشقر، بأن عدد الأسرى الفلسطينيين الذين خاضوا محاولة الإنجاب عبر تهريب النطف عام 2015 كانوا 30 أسيرا ورزقوا بـ36 طفلا، موضحا أن عددهم ارتفع إلى 36 أسيرا خلال عام 2016؛ ورزقوا بـ48 طفلا، حتى يوم 20 شباط/ فبراير الجاري؛ وذلك بولادة الطفل إبراهيم للأسير يحيى حمارشة.
وقال لـ"
عربي21" إن الإنجاب عبر تهريب النطف "هو حلم يراود الأسرى، وخاصة أصحاب المؤبدات والأحكام العالية"، مشيرا إلى أن "الأسير عمار الزبن كان هو من أول من خاض هذه التجربة عام 2012، وأنجب الطفل مهند؛ أول مولود عبر
النطف المهربة".
عملية التجميد
ويرى الأشقر أن "نجاح الأسرى في الإنجاب من داخل السجن؛ هو انتزاع لحقهم في الحياة، وانتصار على إدارة السجون الإسرائيلية التي فشلت حتى الآن في منع الأسرى من تهريب نطف الحياة خارج السجن".
بدوره؛ أوضح أخصائي الأجنة ومدير مركز "بنون" للإخصاب وأطفال الأنابيب بغزة، نعيم الشريف، أن "النطفة المهربة من الممكن أن تبقى صالحة لمدة ثماني ساعات قبل وصولها إلى المختبر"، مشددا على ضرورة أن "يتم حفظها من قبل الشخص الناقل للنطفة في مكان دافئ؛ بمثل حرارة الجسد، وخاصة في منطقة الصدر لدى النساء".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "العينة (النطفة المهربة) عند وصولها للمختبر؛ نقوم بتحضيرها، وفصل الحيوانات المنوية النشطة، ومن ثم تجميدها"، موضحا أن
عملية التجميد من الممكن أن "تحفظ النطفة لتكون صالحة للإخصاب لمدة تتراوح ما بين خمس وعشر سنوات".
ونبه الشريف إلى أهمية "امتناع الأسير الذي يريد أن يهرب النطفة عن القذف لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام، أو تناول بعض المضادات الحيوية، وأن يضع العينة في وعاء نظيف قدر الإمكان؛ بعيدا عن الصابون والمواد الكيمائية أو الماء وغيرها من الملوثات"، ناصحا الذي يتعرض لسوء التغذية، بأن يعطي العينة في وقت "تكون فيه صحته وتغذيته جيدتين قدر المستطاع".