اقتصاد عربي

مخاوف من بيع ثروات المملكة للأجانب.. ووزير سعودي يرد (فيديو)

"أرامكو" تؤمن إجمالي إنتاج المملكة من النفط الخام.. ومرتبتها العالمية أعلى من شركة أبل- أرشيفية
"أرامكو" تؤمن إجمالي إنتاج المملكة من النفط الخام.. ومرتبتها العالمية أعلى من شركة أبل- أرشيفية
تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لرجل أعمال سعودي يواجه فيه وزير التجارة والاستثمار ماجد القصبي بحقائق كارثية حول اتجاه الحكومة للتفريط في ثروات المملكة العربية السعودية ومقدراتها الوطنية لصالح الشركات الأجنبية.

وأظهر الفيديو رجل الأعمال، ورئيس لجنة تجارة المعادن الثمينة والأحجار الكريمة في غرفة جدة، جميل فارسي، وهو يتوسل لوزير التجارة والاستثمار بعدم بيع شركة أرامكو "ولو حتى 1% من أسهمها" قائلا: "أتوسل إليكم ولكل المسؤولين لا نبيع أرامكوا لا 5% ولا 1%.. أرجوكم ثم أرجوكم لا نبيعها.. اللي نبيعه اليوم ما نقدر نسترجعه بعدين".

وتابع فارسي: "لو عندنا مشاكل في إدارتها.. اللي يقدر يتخذ قرار ببيع أرامكو يقدر يتخذ قرار بأنها تحسن إدارتها.. اللي يقدر يتخذ قرار بعرضها في الأسواق العالمية يقدر يتخذ قرار بإجبارها على عمل ميزانية.. لا نخلي رقبتنا في يد مستثمرين أجانب تحت أي ظرف من الظروف".

وتؤمن "أرامكو" إجمالي إنتاج المملكة من النفط الخام، وتحتفظ باحتياطيات تقدر بنحو 265 مليار برميل، وهو أكثر من نسبة 15 في المئة من الاحتياطيات العالمية، وتبيع "أرامكو" أكثر من عشرة ملايين برميل من النفط يوميا، وهو ما يعادل ثلاثة أضعاف إنتاج أكبر شركة نفطية مدرجة في البورصة في العالم وهي "إكسون موبيل".

وطالب رئيس لجنة تجارة المعادن الثمينة والأحجار الكريمة في غرفة جدة، متخذي قرار بيع "أرامكو" بالتريث قليلا حتى يتمكن السعوديون من استعادة قدرتهم على إدارة الشركة على الوجه الأمثل، قائلا: أرجوكم نتريث في هذا القرار لأنه قرار مصيري خاصة في ظل المخزون الاستراتيجي الكبير للشركة من النفط الخام.. ننتظر عام أو اثنين يمكن نقدر ندير أنفسنا وندبر حالنا".

وشبه فارسي، عملية بيع أسهم من "أرامكو" بطبيب يمتلك عيادة ناجحة، فقرر أن يبيع عيادته وشهادة الطب ويشتري بثمنها أسهما في البورصة، وجلس في البيت.

وبحسب صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، تعد "أرامكو" من أغلى الشركات العالمية ومرتبتها أعلى حتى من شركة آبل الأمريكية التي يقدر ثمنها بـ600 مليار دولار فإذا كان سعر برميل النفط 10 دولارات فإن سعر شركة أرامكو هو 2.5 تريليون دولار.

ونصت الخطة التي قدمها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في أبريل الماضي، على التخلي عن أقل من 5 بالمئة من أسهم "أرامكو" مع تأسيس صندوق سيادي بقيمة نحو ألفي مليار دولار.

وقال المدير التنفيذي لـ"أرامكو" أمام المؤتمر العالمي للطاقة بإسطنبول في نوفمبر الماضي: "لا أعتقد أننا سنشهد اكتتابا بهذا الحجم في المستقبل"، مشيرا إلى أن المملكة تعتزم طرح أقل من خمسة بالمائة من أسهم "أرامكو السعودية" للاكتتاب العام في السوق السعودية للمساعدة في إنشاء أكبر صندوق استثماري في البلاد.

وأرجع خبراء نفط ومراقبون، لجوء السعودية لبيع حصة من أسهم شركة أرامكو، إلي عدة أسباب، منها: سد العجز في موازنة السعودية، وتراجع أسعار النفط في الأسواق العالمية، وإرادة السعودية لترك أثر أكبر على منظمة أوبك، والذهاب نحو رفع سقف إنتاج النفط السعودي.

وتوقع خبراء أن يؤثر بيع "أرامكو" على أسواق النفط العالمية، ويحدث عاصفة في مجال الطاقة في العالم وبين الدول الرئيسة المعنية بقطاع الطاقة مثل أمريكا والصين وروسيا.


وحذر رئيس لجنة تجارة المعادن الثمينة والأحجار الكريمة في غرفة جدة، خلال كلمته لوزير التجارة والاستثمار، من عمليات بيع المعادن إلى شركات القطاع الخاص، مناشدا الدولة عدم التفريط فيها والحفاظ عليها.

وقال فارسي: "سنوات الحكومة تقول المعادن فقط للدولة، ثم فجأة قررت تعطي للقطاع الخاص، أعطت منجم جبل صايد للذهب لشركة عائلية بـ 100 مليون، ثم باعت الشركة العائلية المنجم لشركة أسترالية ذهلت من كميات الذهب الكبيرة في المنجم، ما جعلها تبيع المنجم لشركة أجنبية أخرى بـسبعة مليارات دولار".

وتابع: "أليس أولادنا أولى بسبعة مليارات دولار، أتمنى ألا نبيع المعادن لأي شركة قطاع خاص، نبيعها للدولة، أقل كفاءة، تخسر كثيرا، لكن على الأقل جالس لأولادنا، الدرع العربي ثالث درع في العالم من المعادن".

وتقع جميع مواقع الذهب المعروفة في المملكة العربية السعودية، ضمن صخور دهر طلائع الحياة (ما قبل الكمبري) من الدرع العربي الواقع في الجزء الغربي من شبه الجزيرة العربية. وتمتد تلك الصخور إلى أعماق قد تصل إلى أكثر من 10 كيلومترات.

ومن جانبه، علق وزير التجارة والاستثمار، -بحسب صحيفة عكاظ- قائلا: "تم تشكيل لجنة وزارية كنت من ضمنها للتحقق من ذلك بعد نشر خبر يشير إلى شراء المنجم بسبعة ملايين ليباع بسبعة مليارات، وما حدث هو أن شركة أسترالية اشترت الشركة الوطنية مع ترخيصها، وبيعت الأولى بكامل أصولها لشركة أجنبية أخرى بمبلغ سبعة مليارات مع رخصة المنجم، فأعادت الشركة الأسترالية الرخصة".

وأضاف القصبي: "هناك سوء فهم إذ ليس من المعقول شراء شيء بسبعة ملايين وبيعه بسبعة مليارات، والتقرير تم عرضه على مجلس الوزراء وجرت مناقشته".

وأعلنت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، مؤخرا على لسان متحدثها الرسمي، طارق أبا خليل، أن الهيئة اكتشفت احتياطيا ضخما من النحاس البروفيري والذهب في منطقة الدرع العربي بالرياض بالقرب من مدينة الدوادمي، وتعمل على تقييمها من ناحية الكمية والاحتياطي ليصار إلى طرحها كفرص استثمارية أمام المستثمرين تستفيد منه الدولة.
التعليقات (0)