سياسة عربية

قائد بدرع الفرات: معركة مفتوحة وقد نتصادم مع النظام بالباب

هل تسبق الدبابات التركية دبابات الأسد إلى الباب؟ - أرشيفية
هل تسبق الدبابات التركية دبابات الأسد إلى الباب؟ - أرشيفية
يبدو أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة بشأن تحديد الطرف الذي سيسيطر على مدينة الباب، بريف حلب الشرقي: قوات درع الفرات المدعومة تركيا التي تشرف على حدود المدينة شمالا وشرقا، أم قوات النظام التي تواصل تقدمها باتجاه المدينة من الجهة الجنوبية الغربية للمدينة.

ولا يستبعد مراقبون حصول صدام مباشر بين الطرفين، في حال قرر تنظيم الدولة الذي لا زال مسيطرا على الباب؛ تنفيذ انسحابات لوضع الطرفين في مواجهة بعضهما البعض.

وهذا ما أكده قائد عسكري في درع الفرات، بقوله إن "كل الخيارات مفتوحة أمام قوات درع الفرات، فيما يتعلق بالسيطرة على مدينة الباب، بما في ذلك الدخول في صدام عسكري مباشر مع قوات النظام".

وأوضح العقيد أحمد عثمان، قائد فرقة "السلطان مراد"، في حديث خاص لـ"عربي21"، أن قوات النظام تحرز تقدما سريعا جنوب غرب مدينة الباب "على حساب ضعف التنظيم، وهو ما قد يدفع بقواتنا إلى الصدام المباشر مع تلك القوات والمليشيات، في حال قررت مواصلة تقدمها تجاه المدينة".

وقال عثمان: "يقوم النظام في الوقت الحالي بتحريك المليشيات الكردية، لتقوم بمناوشة قوات درع الفرات، بهدف تعطيل تقدم هذه القوات باتجاه مدينة الباب، لكن قواتنا تتأهب لدخول المدينة في القريب العاجل".

من جانبه، قلل الكاتب الصحفي الخبير بالشأن التركي، ناصر تركماني، من احتمال حدوث صدام مباشر بين قوات درع الفرات من جهة، وقوات النظام والمليشيات المساندة لها، من جهة أخرى، مؤكدا أن أمر مدينة الباب محسوم لصالح قوات درع الفرات.

وذهب تركماني في حديثه لـ"عربي21"، إلى اعتبار أن الاستحقاقات الداخلية التي تواجهها أنقرة، تجعل منها غير مستعجلة على دخول مدينة الباب في الوقت الحالي، وفق تقديره.

وأوضح أن تركيا على أبواب استفتاء شعبي على التعديلات الدستورية المحددة في نيسان/ أبريل القادم، ما يجعل من صانع القرار التركي في حالة حذر من سقوط قتلى في صفوف الجيش التركي في حال دخول مدينة الباب.

وأضاف تركماني أن الجيش التركي قام منذ أن بدأ معركته على المدينة منذ أكثر من شهرين، بتطويق المدينة من الجهتين الشمالية والغربية، من دون التغلغل في المدينة، "علما بأن عدد القوات التركية والتابعة للمعارضة يكفي لاقتحام المدينة"، وفق قوله.

واستطرد قائلا: "ستفتح السيطرة على مدينة الباب معركة منبج الخاضعة لسيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، وهي معركة لا تقل أهمية عنها، وهذا سيحتم على تركيا توترا آخر مع الأكراد، وأعتقد أن تركيا اليوم غير مستعدة لكل هذا قبل ضمان نتائج الاستفتاء على الدستور، التي ستضمن تحول تركيا نحو النظام الرئاسي".

وعلى النقيض من ذلك، أكد رئيس المكتب السياسي في لواء المعتصم، مصطفى سيجري، أن سير المعارك على الأرض يخالف تماما ما ذهب إليه تركماني؛ من حديث عن عدم استعجال تركي لاقتحام مدينة الباب.

وقال سيجري في تصريحات لـ"عربي21": "لم تتوقف المعارك، وهنالك شهداء من الجيش التركي والجيش الحر، ولدى القيادة العسكرية التركية خطة ميدانية يتم العمل بموجبها".

ولم يستبعد سيجري أن يقوم التنظيم بتسليم مدينة الباب لقوات النظام السوري والمليشيات الموالية لها، مرجعا الأسباب التي تحول دون سيطرة قوات درع الفرات على المدينة بالقول: "غالبية قوات الجيش الحر التي ترابط حول المدينة هم من أبناء المدينة، وهذا ما يجعل من هذه القوات في حالة خوف دائم من وقوع ضحايا في صفوف المدنيين، الذي يتخذ التنظيم منهم دروعا بشرية"، كما قال.

وتابع: "العملية معقدة وليست سهلة بالمطلق؛ لأنه وللمرة الأولى تواجهنا مشكلة بحجم هذه، فما يقوم به التنظيم من احتجاز للمدنيين يجعل مقاتل الجيش الحر في مواجهة مع أهله".
التعليقات (0)