بالتزامن مع وضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات لاجتماعات أستانة، أعلنت قوات
سوريا الديمقراطية، التي تشكل
الوحدات الكردية عمودها الفقري، أنها غير معنية بالمقررات الناجمة عن الاجتماعات، وذلك احتجاجاً على عدم تلقيها الدعوة لحضور المؤتمر الذي من المقرر أن ينطلق الاثنين.
ووصفت قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة أمريكيا، في بيان رسمي صادر عنها السبت، عدم دعوتها إلى المؤتمر، بأنه "انتهاك بحق التضحيات الجسيمة التي قدمتها للدفاع عن السلام".
وأضافت: "بالرغم من الانتصارات التي حققتها قواتنا ضد الإرهاب المتمثل بداعش، التي قدمت من جميع المكونات، إلا أنه تم إقصاؤنا وإبعادنا عن كل الاجتماعات التي عقدت حتى الآن، في سبيل حل الأزمة السورية".
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية، العقيد طلال سلو، لـ"عربي21": "لم تتم دعوتنا إلى المؤتمر، ولذلك من الطبيعي أن لا نعترف بما سيصدر عن هذا المؤتمر"، مضيفا: "بالتأكيد يتحملون عواقب عدم دعوة قوة عسكرية بحجم قوتنا".
من جانبه، قلل رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، صالح مسلم، من شأن النتائج التي ستصدر عن المؤتمر، معتبرا، في تصريحات إعلامية السبت، أن اجتماع أستانة هو عملية لحل الأزمة السورية سياسياً، "ولكن بهذه الطريقة مع عدم حضور مجلس سوريا الديمقراطي وقوات سوريا الديمقراطية للاجتماع، بالتأكيد لن يكون كاملاً لذلك لن يكون له أية نتائج"، كما قال.
ويأتي استباق قوات سوريا الديمقراطية (قسد) لنتائج المؤتمر بالرفض، في رسالة معاكس للحديث عن "سياسة اليد الممدودة" باتجاه
تركيا التي أعلنت عنها قوات سوريا الديمقراطية مؤخراً، عبر إعلانها قبل أيام قليلة عن تطلعها إلى علاقات صداقة متينة، على أمل إحداث تغيير في موقف تركيا الرافض لمشاركتها في المؤتمر، بسبب علاقة هذه القوات بالوحدات الكردية التي تتهمها أنقرة بأنها ذراع لحزب العمال الكردستاني التركي.
بدوره، يعزو عضو الهيئة العامة للثورة السورية، كاوا شيخو، موقف قوات سوريا الديمقراطية الرافض لمقررات
اجتماعات أستانة إلى "تخوفها من نهاية وشيكة لتواجدها ككيان عسكري".
ويضيف في حديث لـ"عربي21"، أن "تركيا تعتبر قوات سوريا الديمقراطية طرفاً إرهابياً، لأن وحدات حماية الشعب هي الطرف الأقوى المسيطر عليها، بالمقابل تتعامل الولايات المتحدة معهم على أنهم أدوات فقط، وبالتالي فإن أي تسوية سياسية سوف تؤدي إلى نهايتهم".
ويعتقد شيخو أن "قسد" لم يكن لديها "الجرأة" على هكذا تصريح، "لولا أنها حصلت على الضوء الأخضر من طرف النظام وإيران".
يشار إلى أن قوات سوريا الديمقراطية، المكونة من مقاتلين أكراد وعرب وتركمان وآشوريين، والتي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، وتحظى بدعم أمريكي، بحجة قتال تنظيم الدولة في شمال سوريا.