إندبندنت: المسلمون سيواصلون المقاومة في ظل ترامب- أرشيفية
تساءلت صحيفة "إندبندنت" في تقرير لها السؤال الآتي: ما هي خطط المسلمين الأمريكيين لمواجهة إدارة الرئيس المقبل دونالد ترامب؟ وحاولت استطلاع آراء كتاب وناشطين مسلمين حوله.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى ما اقترحه الرئيس الأمريكي القادم دونالد ترامب في 17 كانون الأول/ ديسمبر 2015، وهو منع المسلمين من أنحاء العالم كله من الدخول إلى الولايات المتحدة، بشكل أثار شجبا دوليا ومخاوف المسلمين الأمريكيين، وعاد في صيف 2016 واقترح إنشاء قاعدة بيانات لملاحقة المسلمين الأمريكيين، وتم شجب المقترح من مديري شركات الإنترنت في "سيلكون فالي"، وتعهدوا بعدم التعاون لإنشاء قاعدة بيانات كهذه.
وتقول الصحيفة: "الآن وبعد فوز ترامب في الانتخابات، وبسبب دعم 58% من الناخبين البيض، أصبح لدى المتعهد السابق فرصة لتحقيق ما تعهد به بعد تنصيبه اليوم كونه الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة الأمريكية، وفي الأيام المقبلة التي ستلي التنصيب ينتظر الكثيرون ما سيخرج من إدارته من سياسات".
ولهذا سألت "إندبندنت" عددا من الأصوات المسلمة في أمريكا؛ للتكهن حول ما سيؤول إليه الوضع في ظل الإدارة المقبلة، وركزت على ثلاثة أسئلة، ماذا تعني لك رئاسة ترامب؟ وماذا سيكون شكل الولايات المتحدة بعد ذلك؟ وما هي خططك للمقاومة؟
أماني الخطيب: مؤسسة MuslimGirl.com
تقول الخطيب إن "انتخاب ترامب تأكيد لكل ما هو خطأ في البلاد، خاصة عندما يتعلق الأمر بالعلاقات العرقية، وتم انتخاب ترامب لأعلى منصب في البلاد بعد حملة انتخاب انقسامية وعدوانية لم تشهد البلاد مثلها، وأثار مخاوف اقتصادية، واستهدف الأقليات، ورماها تحت عجلات الحافلة، وكوني فتاة مسلمة، كنت طفلة عندما حدثت هجمات 11/ 9، ونشأت في ظل حملات الإسلاموفوبيا، ولم أتخيل أن يناقش أبناء بلدي وبشكل مفتوح إنشاء سجل للمسلمين، باعتباره سياسة من سياسات الحزب، وعندما بدأ بالحديث عن منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة أصبح الأمر مخيفا للمرأة المسلمة، وباتت تخشى الخروج من البيت بالحجاب".
وتضيف الخطيب: "أشعر الآن أن المصادقة الوطنية على معاداة الإسلام والتعصب ستعني معاناة أخواتي المسلمات والأطفال المسلمين تجربة أسوأ مما عانيته في نشأتي، وحتى قبل الانتخابات علمت أن مجتمع الأقليات سيتحمل مسؤولية إصلاح آثار الحملة لسنوات قادمة، ومع وصول ترامب إلى الرئاسة فإن الواقع أصبح أكثر قتامة، ولا نخطط للبقاء صامتين قريبا".
فاطمة سابيلو: محررة الشؤون الدينية في "سابيلو سكوير"
تقول سابيلو: "أنا لست خائفة من ترامب، فلم أشاهد مثله مرشحا للمنصب العام أظهر هشاشة الإنسان، وقد ثبت خطؤوه باستمرار، ولم يكن متعلما، وهو دون عواطف ولا يملك أي اتجاه، ويصر على الجهل، ووجود هذه الملامح في إنسان هي دلالة على ضعفه وحدوده وقصوره، وهناك شيء يتعلق بترامب يجعله سريع الزوال بشكل لافت للنظر، تماما مثل أن تقوم بعوضة بلدغك ورغم أنها تموت بعد فترة وجيزة، إلا أنك تشعر بألم لسعتها، وأنا متأكدة أن هناك أناسا نواياهم جيدة، وصوتوا له، وهناك من انجذبوا إليه تحديدا بسبب خطاب الكراهية، وهذا يجعل المرء يتساءل عن العنصري الذي يعيش بجانبك".
وتضيف سابيلو: "لم أفكر أبدا أن أمريكا ستحل مشكلة العنصرية في داخلها، لكنني لم أفكر أبدا أنها ستصل إلى هذه الكثافة، تتقيح وتتقشر كما شاهدت في العام الماضي، وأشعر بالقلق ممن يقومون بإشعال نار العنصرية؛ لأن هذا البلد له تاريخ، هناك شيء شيطاني يحاول استغلال جهل الشعب، ويجب عدم تجاهله، وترامب هو شخص، وإن كان لا يستحق حتى الحديث معه بلطف، إلا أنه يجب التعامل معهم؛ لأنهم يحملون بأيديهم قنبلة، ومن هنا فإن التحدي الذي يواجهه مجتمعي هو التعامل مع هذه الرئاسة بإصرار وكياسة، ويجب أن نكون استراتيجيين لا رجعيين؛ لأننا سنعترف بحساسية الوضع الذي نواجهه، وسيكون هذا صعبا، وقد نتعثر أحيانا، إلا أننا نعمل هذا من أجل أنفسنا ولمن يستحقون، وليس من أجله"، أي ترامب.
سارة هارفارد: مراسلة Mic
تقول هارفارد إن "عدم الوضوح في رئاسة ترامب هو ما يخيفني أكثر، فكوني صحافية مسلمة وأمريكية، فأنا خائفة مما هو مخبأ للسلطة الرابعة (الصحافة)، فدون حرية صحافية فإن إدارة تحمل أفكارا فاشية لا يمكن أن تجد من يردعها، بالإضافة إلى أن حملة ترامب ضد الإعلام ستزيد من التحرش والعنف الموجه ضد الصحافيين، الذي سيمارسه عليهم الصحافيون البيض، ومن ينتمون إلى اليمين البديل".
وتضيف هارفارد: "كوني مسلمة أمريكية لم أكن أخاف كثيرا على حريتي المدنية وأمني في الولايات المتحدة، وصحيح أن النساء المسلمات في الزي التقليدي تعرضن للهجمات الجسدية، إلا أن خطة ترامب للمراقبة الشديدة على المسلمين، وإنشاء قاعدة بيانات لهم، ستؤثر في كل المجتمع المسلم والمدافعين عنه، فعندما تكون بيوتنا عرضة للمراقبة فإننا سنحرم من أي مكان نشعر فيه بالأمن والأمان، ودون حريتنا المدنية وحقنا بالخصوصية فنحن مثل السجناء في بيوتنا".
وتتابع هارفارد قائلة: "أخطط للمقاومة وبالطريقة الوحيدة التي أعرفها وأتقنها: إيصال صوت المجتمعات المهمشة، ومحاسبة من هم في السلطة، وحان وقت الصحافة المخاصمة والمواجهة، وعلى الصحافيين التعاون أكثر من أي وقت مضى ضد أي محاولات لترامب ليسكت أو يعاقب الإعلام، وآمل أن ينضم إلى جهودي آخرون من الإعلام".
وتواصل هارفارد قائلة إن "إدارة ترامب أظهرت اهتماما قصير المدى في اللوبيات وأصحاب المصالح على حساب المصالح طويلة الأمد للاقتصاد الامريكي، والناخبون قلقون حول هذه القضايا، وما أخشاه، بصفتي مسلمة وأمريكية، هو أن حياتي في أمريكا وفي ظل اقتصاد، وفي دولة متفوقة اقتصاديا وعسكريا، ستزيد سوءا عن حياة والدي، ويبدو أن هذا هو الحال، حيث نشاهد التعيينات والمناورات السياسية".
نديم مازن: عضو مجلس محلي في مدينة كامبريدج- ماساشوسيتس
يقول مازن: "أهم شيء في حياتنا، بصفتنا أمريكيين، هو مستقبلنا الاقتصادي، أما الملمح الثاني، الذي ننظر إليه بشكل أساسي داخل مجتمعنا المسلم، هو النزعة الثأرية ضد المنظمات المدنية الإسلامية والدفاع القانوني المسلم، وهذه الفكرة التي هاجمها موقع (بريتبارت) إلى جانب التشريعات التي تشرع بشكل مستمر".
ويضيف مازن: "لست قلقا بشأن عدد من الوعود التي قدمها ترامب وأجندته في الحملة الانتخابية، لكن ما أنا قلق بشأنه هو الحملة والمهمة الطويلة لشيطنة (الآخر)، وما يهتم به الإعلام هو تصريحات ترامب النارية، أكثر من الجهود لوقف المشاعر المعادية للولايات المتحدة ومن المعاداة لأمريكا هو استهداف المنظمات ذات البعد الديني".
ويتابع مازن قائلا إن "أهم شيء نقوم به هو تثقيف الصحافيين وتعليمهم دورهم، فدور هؤلاء ليس وضع عناوين الأخبار، ولدى ترامب قابلية لعدم الصدق، وتصعيد الهجمات للحصول على جاذبية كبيرة".
عمران صديقي: المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية
يقول صديقي: "بالنظر إلى الأمام، إلى السنوات الأربع المقبلة، فإنني أنظر لها على أنها تحد عظيم لم أشاهده من قبل، كوني مسلما أمريكيا وبصفتي ناشطا وقائدا في مجتمعي، فمع أن المشاعر المعادية للمسلمين هي واقع منذ عقد، خاصة بعد هجمات 11/ 9، إلا أنه لم تكن هناك محاولات صارخة لتهميشنا والأقليات الأخرى من الرئيس المقبل، وما يزيد القلق أكثر من خطاب ترامب هم الناس الذين جلبهم لإدارته، ومعظمهم مرتبط بالجماعات المعادية للإسلام، وتحاول تقييد الحريات المدنية في مجتمعنا".
ويضيف صديقي: "هذا ليس وقت الجلوس ودفن الرؤوس في الرمال، بل هو وقت بناء تحالفات قوية مع المجتمعات المهمشة، وتعليم الرأي العام بالطريقة التي تأثرنا بها، وفي الوقت الحالي فإن لدينا عددا قليلا من المشاريع التي نتعاون فيها مع مجتمعات الأقليات".
بلير إيماني: مؤسس منظمة "آتش آي آر" للمساواة
يقول إيماني: "تعني رئاسة ترامب عنفا مستمرا ضد المجتعمات الضعيفة، ففي ضوء تجاهله المستمر لمؤسساتنا التي نحرص عليها، وقلة احترامه لها، فإنني أعتبر أن رئاسة ترامب ستكون حرب أيديولوجيات وروايات، ورئاسة ترامب تعني أن المقاومة والاستيقاظ الدائم لم يعد خيارا".