سياسة عربية

نظام الأسد يسعى لتسوية مع فصائل الجنوب .. ورفض شعبي لها

فصائل ثورية مقاتلة رفضت أي شكل من أشكال المصالحات مع النظام أو المهادنة - أرشيفية
فصائل ثورية مقاتلة رفضت أي شكل من أشكال المصالحات مع النظام أو المهادنة - أرشيفية
يسعى النظام في سوريا للتسوية مع فصائل الجنوب السوري، من خلال عرض تسليم إدارة المدن المحررة للنظام مقابل تسوية أوضاع المطلوبين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية، وممن حملوا السلاح ضد جيش النظام.

ونددت العديد من الفصائل والمجالس المحلية والهيئات الثورية في الجنوب السوري بطروحات ورسائل النظام السوري للمناطق المحررة والخارجة كليا عن سيطرته.

ويعيش الجنوب السوري حالة من التوتر نتيجة المرحلة الحرجة التي تعيشها الثورة على وجه العموم من توقف الانتصارات وخسارة بعض المناطق الهامة التي كانت المعارضة السورية تسيطر عليها، حيث عملت قوات النظام خلال الأسابيع القليلة الماضية على بث الشائعات بهدف إرهاب نفوس المدنيين وفتح الخيار أمامهم، إما الحرب أو التسليم والصلح عبر وفود تم إرسالهم لبعض المدن جوبهت غالبيتها بالصد والرفض القاطع لتلك التسويات.

وعبّرت فصائل ثورية مقاتلة في بيان لها، الجمعة الماضي، عن رفضها لأي شكل من أشكال المصالحات مع النظام أو المهادنة واتهام النظام بالعنف والقتل، والسبب في تشريد الأهالي وقتل الأطفال والنساء، كما عبروا عن استمرارية العمل العسكري ضد مواقع النظام ورفض أي وفود مصالحة قادمة من أماكن سيطرته.

يأتي ذلك بعد فشل العمل بالتهديدات التي كانت ترسلها قيادات جيش النظام للمناطق المحررة والوعيد بالحسم العسكري، واستخدام القوة في فرض السيطرة على المناطق التي تخضع للفصائل الثورية، التي تحوّلت لوفود من شخصيات يختارها النظام من أبناء هذه المدن لطرح بنود تدعو للمصالحة والتسوية، وإنهاء القتال فيما بينهم.

وقال رئيس مكتب "المجالس المحلية في مجلس محافظة درعا الحرة" معن الوادي، لـ"عربي21": "إن هذه المصالحات محض أوهام وكذب، وكل ما جرى تطبيقه من تلك الوعود في بعض المدن من خروج ثوار المدينة من البلدات والمناطق، وعودة ميليشيات النظام للتحكم بمصائر السكان، حيث عادت هذه المدن لعهد الاعتقالات والتنكيل، ولا تزال لجان النظام تُروّج لتلك الأكاذيب في القرى المحررة، ربما لأن النظام لم يعد لديه إلا هذا الأسلوب، لا سيما أنه لم يعد هناك قوة عسكرية تردعهم أو إيقافهم عن الترويج له".

وحذر الوادي من "الوقوع في فخ المصالحات، لأنه وبمجرد خروج قوات المعارضة، سيجري اعتقال الشبان المتبقين وسوقهم إلى الخدمة العسكرية مجبرين، وسرقة المنازل والتنكيل بأهلها، لذلك الموت تحت البراميل والقذائف أفضل من هذه الدعايات التي يروج لها النظام ولجانه اللا إصلاحية".

وأكد جمال أبو الزين قائد لواء أهل العزم في تصريح خاص لـ"عربي21" "رفض الفصائل الثورية لأي تقارب يقضي بتسليم المناطق المحررة لإدارة النظام أو رفع العلم في مناطق تخضع لإدارة فصائل الجيش الحر"، مشيرا إلى "ضرورة كشف ألاعيب النظام في محاولته لعب دور القوة لإيهام الشارع الثوري بضعف الفصائل المقاتلة المنتشرة على مساحات فاقت مناطق سيطرته".

وبين أبو الزين أن "النظام يحاول جاهدا النيل من هيبة الجنوب لإظهاره أمام باقي المدن السورية أن من خذلهم ورضخ للصلح والتسوية بعد أن كان معقل الثورة الأول".

وفرض تحقيق جيش النظام سيطرته على حلب ومن قبلها داريا وبعض المدن الترحيل القسري لمواطنين، وترك مدنهم نحو إدلب، والجمود العسكري الذي عاشه الجنوب السوري العام الماضي، السبب في تخوف سكانها من ملاقاة المصير ذاته من التهجير القسري بالرغم من أن درعا لا تزال تحافظ على المساحات المحررة الأكبر مقارنة بمناطق سيطرة جيش النظام والميليشيات المقاتلة معه.
التعليقات (0)