قضايا وآراء

دراج ومنتصر على خطى الهضيبي وعاكف

عصام تليمة
1300x600
1300x600
كتبت من قبل أنادي بأن يتحول مسؤولو جماعة الإخوان المسلمين إلى خبراء لا مدراء، وأنه يكفي على كل من تولى منصبا تنفيذيا، أو كان في موقع في المسؤولية أدى بنا إلى النتائج التي نعيشها الآن، والتي تغني عن سرد تفاصيلها، أن يتحول هؤلاء عن سدة القيادة، إلى موقع نقل الخبرة، وتجديد دماء الإدارة بما يتواكب مع تحديات المرحلة، وغضب وقتها من غضب، وهاجمني من هاجم، وهو أمر معروف في كل الدنيا، عندما تخطئ إدارة ما في إدارة ملف، يجلب كوارث عليها وعلى صفوفها، أن تبادر بتقديم استقالتها للحزب أو الجماعة، أو الصف، فإما أن يجدد الثقة فيها، أو يرجعها إلى صفوفه، جنودا مطيعة، كما علمتهم نظريا هذا الأمر، ليكون واقعا عمليا، وأسوة تطبق، لكن للأسف قوبل الكلام والمناشدات والوساطات بما لم يكن متوقعا، وكان آخرها مبادرة العلامة الشيخ القرضاوي ومن معه من العلماء.

ومنذ أيام والصف الإخواني على كل الجبهات في حراك مستمر، سواء تؤيده هنا أو ترفضه هناك، لكن ما لفت نظري أمران مهمان جديدان على أدبيات الإخوان وتطبقياتها بعد انقلاب العسكر في مصر، وهو استقالة المتحدث الإعلامي في مصر الأستاذ محمد منتصر، ثم بعده بأيام أعلن نفس الأمر الدكتور عمرو دراج، وأنه مستمر في العمل والحراك، لكن في موقع آخر بعيدا عن أي مواقع قيادية أو سياسية، في مشهد يعيد للأذهان شخصيتين عظيمتين في تاريخ جماعة الإخوان، وقد كتبت عنهما تفصيلا في مقال لي بعنوان (إلى قيادات الإخوان: كونوا كالهضيبي وعاكف)، الشخصية الأولى هي الأستاذ مأمون الهضيبي المرشد العام لجماعة الإخوان رحمه الله، هذا الرجل العظيم الذي استشعر الخطر بجماعة الإخوان، وحاجتها لأن تجدد في قيادتها، وفي أخطر منصب فيها وأكبره، وهو منصب المرشد، فكانت رسالته للشيخ القرضاوي عبر المفكر الكبير الدكتور محمد عمارة، بأن الهضيبي مستعد أن يتنازل للقرضاوي عن منصب المرشد، وأنه سيذلل له كل الصعاب داخل التنظيم، ولكنه اعتذر عن ذلك بلطف.

والشخصية العظيمة الأخرى هي الأستاذ محمد مهدي عاكف، والذي رفض التجديد له لمرة ثانية، وأصر على ذلك، رغم إلحاح الكثيرين عليه، وأعتقد أن رفضه كان لسببين اثنين مهمين، أولهما: أن الرجل أراد أن يعطي نموذجا للجميع، بوجود مرشد سابق على قيد الحياة للإخوان، وهي تدل على قوة الرجل. والأمر الثاني الذي يشترك فيه دكتور عمرو دراج مع الأستاذ عاكف، وهو ما يوجزه الشاعر بقوله:

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة    على المرء من وقع الحسام المهند

نعم نحن نحيي في عمر دراج أخذه خطوة للخلف من الأمور القيادية التنظيمية، ولكن جزءا من هذه الخطوة جاء نتيجة أن الرجل قد تسلط عليه بعض من لا يراعي تاريخه، بل وصل الحال للمز والغمز، وهي آفة أصبحت سائدة الآن في العمل العام، فما أسهل أن يزايد عليك، وما أسهل أن تنطلق عليك شائعة لا أصل لها إلا لسان كاذب أطلقها، وتلقفتها بعض النفوس المريضة دون تثبت، ثم تفاجأ بأن البعض يتعامل معها معاملة الحقائق ومطلوب منك أن تثبت براءتك، وكأن الأصل: أن الإنسان متهم حتى تثبت براءته، وليس بريئا حتى تثبت إدانته، كما ينص الشرع والقانون. 

وهي حالة أصابت كثيرا من رموز كبار وعباقرة في جماعة الإخوان وغيرهم، فنواب كانوا يصولون في البرلمان، فجأة لا تسمع لهم صوتا، لأن الحرب الضروس طالتهم بأنيابها، فأين النائب أشرف بدر الدين الذي كشف الصناديق الخاصة أيام مبارك، والنائب دكتور محمد الفقي، ونواب لا حصر لهم، خفتت صوتهم، واختفت صورتهم، في الوقت الذي يحتاجه إعلام الشرعية والثورة لبيان كوارث الاقتصاد الذي ينهار، وما يقال عن النواب يقال عن علماء، وسياسيين، فلو وقف الأمر عند انعدام الرؤية، وعدم النجاح، لكفى، لكن للأسف تسممت أجواؤنا، ومن لم يتجرع السم، فقد استنشق أثره، وكثير من الناس يفضل أن ينأى بنفسه، بدل أن يدخل في صراعات الرابح فيها خسران. 

فكما تحتاج الجماعة لعاكف الذي يأخذ خطوة للخلف، فهي أحوج إلى عاكف ليجمع شتاتها، ويحقق بها انتشارا، وريادة بين الجميع، قد يكون عاكف الآن ليس فردا ينتظره الجميع، بقدر ما هو تيار، أو فكرة، أو مجموعة من المخلصين من أبناء الدعوة، يداوون جراحها، بدل أن يتسع الخرق على الراقع.

[email protected]
5
التعليقات (5)
الدكتور علي عدلاوي الجزائري
السبت، 31-12-2016 02:58 م
....وبعد استقرار الأمر على ما تصورناه نرى ضرورة البدء في إزالة الحدود بين الدول العربية خصوصا والاسلامية عموما لإقامة نظام وحدوي عالمي....سميه إن شئت نظام الخلافة الإسلامية أو اتحاد الدول الاغسلامية لا يهم. نسأل الله التوفيق والسداد.وشكرا لاتاحة الفرصة للإدلاء بتصورنا في هذا الموضوع اللاحب.
الدكتور علي عدلاوي الجزائري
السبت، 31-12-2016 02:51 م
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على زعيمنا وقائدنا إمام المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....وبعد: أخوكم ومحبكم الدكتور علي عدلاوي من الجزائر..أنا واحد من الذين تأثّروا بالإمام المجدّد حسن البنا رحمه الله وبجماعته الكبيرة، وأخصّ بالذكر رجلين: واحد من الجزائر وهو المرشد العام الثالث للجماعة الأستاذ المحامي عمر التلمساني الجزائري والشيخ الإمام محمد الغزالي رحمه الله..وقد التهمت في عز الشباب عشرات من الكتب التي تؤرّخ للجماعة، أهمها-على سبيل الذكر لا الحصر-: مذكّرات الدعوة والداعية والرسائل والعقائد للإمام المؤسس، والإخوان أحداث صنعت التاريخ للأستاذ محمود عبد الحليم، وفي قافلة الإخوان لعباس السيسي، ونقط على الحروف لعادل كمال، وعندما غابت الشمس لخفاجي، وأيام من حياتي للحاجة زينب غزالي الجبيلي، و مذبحة الإخوان المسلمين في ليمان طرة لجابر رزق، وفي الزنزانة للمستشار علي جريشة، والإخوان المسلمون وسنوات الحصاد للبكباشي صلاح شادي....وعشرات غيرها من الكتب التي كانت تنسيني مواعيد الطعام والشراب....وفي سنة 1989م اقتنيت كتاب: الإخوان المسلمون أوراق في النقد الذاتي للفقيه السياسي فهد عبد الله النفيسي فانقلبت أفكاري رأسا على عقب، ومنذ عام1991 بدأت أعمل"مراجعات" وحوارات بالساعات، أهمها الحوار الذي دام 6ساعات متتالية في فندق السفير بالجزائر العاصمة مع فضيلة الإقتصادي العالمي الدكتور محمود أبو السعود رحمه الله تعالى والفقيه الحركي عندنا بالجزائر الأخ محمد صحراوي فكانت النتيجة أنني استقلت من التنظيم الإخواني مبكّرا (عام1992) بصفة رسمية واقتنعت أن الإسلام أكبر وأوسع وأشمل من أن "ينحصر" في جماعة ..حتى ولو كانت كبرى الجماعات الإسلامية على الإطلااق، وكنت أرى ضرورة أن تتبنّى الدولة القطرية شؤون الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإصلاح المجتمع وكل ما تبنّته الجماعة في الشق الدعوي والتربوي، أما في الشأن السياسي فكنت -ولا زلت- أتصوّر وجوب عقد تحالفات بين الإسلاميين(اللفظة التي لا أحبّذها) والوطنيين الأحرار المخلصين لمواجهة التغريب والعولمة والاحتلال والغزو الفكري والتحديات الاقتصادية والتنكولوجية وسائر ما لا يريده الغرب لنا من التنمية والوحدة والتطوّر ....أخوكم ومحبكم: فيس بوك: علي عدلاوي
الغاضب لأمر الله
الجمعة، 30-12-2016 10:20 م
لم أكن أتصور أن يبلغ بك التهافت هذا الحد وتبلغ بك الجرأه هذا المدى وأنت تقارن الثرى يالثريا أنت تؤيد مجموعه خرجت على الشرعيه وعاثت فى الجماعه فسادا وأساءت الى الصوره الذهنيه للجماعه الأم وجعلت الشأن الإخوانى حديثا ممتعا فى مجالس الغيبه والنميمه - أحمد الله عزوجل أن كشفت المحنه تلك الوجوه القبيحه وقريبا ستنتهى هذه المهزله التى بدأت فصولها ولن ترحمكم قواعد الإخوان ويوم يسطر تاريخ هذه الفتره الأليمه ستجد\ون ما افتريتموه وأذعتوه وديرتوه بليل ضد اخوانكم وضد جماعتكم التى تحاولون الآن تدميرها - الحمد لله على نعمة المحنه التى كشفت تلك الوجوه القبيحه
أبو عمر الحفناوي
الجمعة، 30-12-2016 01:26 م
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مع تقديري وحبي الشديدين لفضيلتكم فإن لي ملاحظات على كلام فضيلتكم أولا : هل معنى حدوث إنقللاب وخيانة من العسكر للرئيس الشرعي أن قيادة الإخوان قصرت في إدارتها للجماعة فقد هزم المسلمون في مواقع كثيرة منها غزوة أحد على سبيل المثال ولم تغير أو تعزل القيادة ثانيا : كيف وصلت هذه القيادة إلى سدة إدارة الجماعة؟ هل وصلت عبر انتخابات نزيهة يشهد لها القاصي والداني أم اغتصبت السلطة؟! ثالثا: إذا أرادنا تغيير هذه القيادة التى يرى البعض أنها أخفقت في إدارة الأزمة أو الصراع هل يكون بالكلام و الحديث هنا وهناك عبر وسائل التواصل أو وسائل الإعلام ؟! أم يكون بالطرق المشروع عبر الانتخابات رابعا : ألا تعتقد أن هذا الخلاف يضعف صفنا ويقوي عدونا وأن هناك أيد خفية تعمل على إذكائه وإشعائله وكلما حاول البعض التدخل للصلح وصلوا إلى طريق مسدود بفعل فاعل! رابعا: هل مثل هذه الكلام والقيل والقال يعرض في وسائل الإعلام. وأخيرا فهذه فتنة الساكت فيها ناج ،عصمنا الله من الدخول فيها ؛فلنعصم السنتنا أيضا من الخوض فيها إلا فيما يكون سببا في تقريب وجهات النظر والقضاء على الفتنة. ألا فلنكن عامل بناء لا عامل هدم وفرقة جمعنا الله وأخواننا على الحق والتقوى و وحد كلمتنا ودحر عدونا وأعادنا مرفوعي الرؤوس إلى وطننا الحبييب والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
منك لله
الخميس، 29-12-2016 06:35 م
احزر سوء الخاتمةوعجبك بما من الله عليك من بيان وفصاحةانت ممن اشاعوا الفتنة وقلت( لم نحكم ممن فى الكهوف) وكنت تقصد الرجل المحتسب الصابر..وانت الان تغالط وتقول مبادرة د.القرضاوى وهى 5 بنود اولاوحدةالصف والالتزام بموءسسات الجماعة ووقف الحملات الاعلاميه والالتزام بسلميةالثورةواخرها اجراء الانتخابات..وهذا..ليس.حكم مجردنصح وشورى الجماعة وموسساتها لها ان تاخذ به او ترى غيرةنحن وغيرك اولى بنا ان نهاجم عدونا وليس بعضنا