المغرب يتبرأ من زعيم "الاستقلال" وموريتانيا تهدد الرباط

تعقد اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال اجتماعا طارئا لمناقشة بلاغ وزارة الخارجية المغربية التي اتهمت أمين عام حزب الاستقلال حميد شباط، بمسايرة المنطق الذي يتبناه أعداء الوحدة الترابية للمملكة والذين يناوؤون عودتها المشروعة لأسرتها المؤسساتية الإفريقية، في تعليقها على تصريحاته حول موريتانيا.

في وقت هددت فيه موريتانيا بفتح سفارة لجبهة البوليساريو الانفصالية، ردا على التصريحات التي وصفتها بالخطيرة.

اجتماع طارئ

علمت "عربي21" أن اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال تعقد في هذه الأثناء اجتماعا طارئا لمناقشة بلاغ وزارة الخارجية المغربية، التي هاجمت بشكل غير مسبوق أمين عام الحزب أمين شباط.

وتابعت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن اللقاء الطارئ جاء بناء على الدعوة العاجلة التي وجهها أمين عام حزب الاستقلال.

وسجلت أن موقف أمين عام الحزب ليس جديدا، وكان في سياق الحديث عن تاريخ المغرب، ولا ينتقص من موريتانيا، مستنكرة اللغة غير المبررة التي تحدثت بها وزارة الخارجية المغربية في الموضوع.

المغرب يتبرأ

هاجمت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية، حميد شباط أمين عام حزب الاستقلال، وأبدت أسفها "لأنه بهذا النوع من التصريحات التي تفتقد للنضج ولضبط النفس، يساير الأمين العام لحزب الاستقلال المنطق نفسه الذي يتبناه أعداء الوحدة الترابية للمملكة والذين يناوؤون عودتها المشروعة لأسرتها المؤسساتية الإفريقية".

وعبرت الخارجية المغربية في بلاغ نشرته مساء الاثنين، عن "رفضها الشديد" للتصريحات التي وصفتها بـ"الخطيرة وغير المسؤولة" الصادرة عن الأمين العام لحزب الاستقلال بخصوص حدود الجمهورية الإسلامية الموريتانية ووحدتها الترابية.

وقالت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، إنها "تابعت بانشغال الجدل الذي أثارته التصريحات الخطيرة وغير المسؤولة للأمين العام لحزب الاستقلال حول حدود الجمهورية الإسلامية الموريتانية ووحدتها الترابية".

ورفضت الخارجية المغربية "بشدة هذه التصريحات التي تضر بالعلاقات مع بلد جار وشقيق وتنم عن جهل عميق بتوجهات الدبلوماسية المغربية التي سطرها جلالة الملك نصره الله والقائمة على حسن الجوار والتضامن والتعاون مع موريتانيا الشقيقة".

وشدد البلاغ على أن "المغرب يعلن رسميا احترامه التام لحدود الجمهورية الإسلامية الموريتانية، المعروفة والمعترف بها من طرف القانون الدولي، ووحدتها الترابية".

وأضاف البلاغ: "واثق من أن الجمهورية الإسلامية الموريتانية، ورئيسها وحكومتها وشعبها، لن يولوا أية أهمية لهذا النوع من التصريحات التي لا تمس سوى بمصداقية الشخص الذي صدرت عنه".

وشددت على أن المغرب "تحدوه إرادة صادقة لتطوير علاقاته مع موريتانيا والرقي بها إلى مستوى شراكة استراتيجية تقوم على الروابط التاريخية القوية بين الشعبين الشقيقين والثقة والاحترام المتبادلين، وتأخذ بعين الاعتبار الفرص الهائلة المتاحة للبلدين والتحديات التي يواجهانها".

سفارة البوليساريو

ذكرت وسائل إعلام موريتانية، نقلا عن مصدر دبلوماسي قوله إن "موريتانيا تدرس إمكانية فتح سفارة لـ(جبهة البوليساريو) في العاصمة نواكشوط إذا ما استمرت المملكة المغربية في ما يعتبره استفزازات إعلامية وسياسية"، مشيرا إلى أنه "لا يوجد مانع قانوني لدى موريتانيا من فتح هذه السفارة".

وأشار الدبلوماسي المذكور، إلى أن موريتانيا تعترف بـ "الجمهورية الصحراوية" منذ الثمانينات، موضحا أن عدم فتح سفارة للصحراويين بموريتانيا كان احتراما لمشاعر المغاربة، مستدركا بالقول: "لكن استمرار الاستفزازات قد يدفعنا إلى فتح تلك السفارة ليصبح علم الجمهورية الصحراوية يرفرف في نواكشوط".

وقال الدبلوماسي الذي لم تكشف وسائل الإعلام الموريتانية عن هويته، إن "المغرب قام باستفزازات دبلوماسية خطيرة ضد موريتانيا لا يقوم بها أحد، مؤكدا أن هناك استفزازات أخرى تتعلق بزيارات الملك وبالتعاطي الدبلوماسي مع موريتانيا بشأن المؤتمرات الدولية المنظمة في الأراضي المغربية من بينها الإبلاغ المتأخر والمهين بالمؤتمرات والنشاطات الدولية التي يعنى البلد المضيف بتوجيه الدعوات لضيوفها".

وقال المصدر إن موريتانيا لم تبدأ بالاستفزاز ولم ترد التصعيد مع المغرب، وقد صمتت كثيرا عن كل الاستفزازات وعن الحملة المنظمة في الإعلام ومن الساسة المغاربة، لكن يبدو أن هناك في المغرب من يدفع للتصعيد، حسب تعبيره، وذلك في إشارة إلى التصريح الأخير لحميد شباط الذي قال إن موريتانيا جزء من السيادة المغربية.