سياسة عربية

مليشيات الأسد بحلب تنكّل بالأحياء.. وتنبش قبور الأموات

"بربختي" يبتسم للكاميرا بينما يُمسك بجمجمة استخرجها من أحد القبور-أرشيفية
"بربختي" يبتسم للكاميرا بينما يُمسك بجمجمة استخرجها من أحد القبور-أرشيفية
أفاد سكان في شرق مدنية حلب، شمال سوريا، عن إقدام مسلحين تابعين لمليشيات النظام السوري على نبش القبور التي تعود للثوار الذين قتلوا على مدار السنوات الماضية، وهو ما توثقه صور انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي أيضا.

فلم تقتصر سياسة النظام السوري والمليشيات التابعة له على التهجير القسري لأهالي حلب الأحياء عن أرضهم، بل تجاوزت إلى "اضطهاد" الأموات بنبش قبورهم، فيما نقلت نقل الرفاة إلى مكان مجهول.

وقال سكان في المناطق التي باتت تحت سيطرة النظام، لـ"عربي21"، إن عدة مقابر في أحياء الشيخ سعيد، والفردوس، والصالحين المعادي، والمرجة، وباب النيرب، تم نبشها بشكل كامل من قبل قوات الأسد، بعد عملية تخريب وتحطيم لشواهدها من قبل مليشيات "الدفاع الوطني" و"لواء القدس الفلسطيني"، وذلك منذ تمركزها في الأحياء المذكورة.

وأضاف السكان أن أفراد هذه المليشيات حاولوا نبش واستخراج الجثث من جميع القبور التي كتب عليها عبارة شهيد أو أي دلالة واضحة على انتماء قاطن القبر إلى الفصائل، دون معرفة الأسباب التي دفعتهم لذلك، بالتزامن مع ترديد عبارات تدل بشكل واضح على حالة الحقد والكره في نفوسهم تجاه تلك القبور. 

وأشار سكان تحدثت معهم "عربي21"؛ إلى قيام المدعو حسن جمال ميدو الملقب "بربختي" (الذي يظهر في الصورة)، وهو أحد عناصر مليشيا "الدفاع الوطني"، يوم السبت الماضي، بنبش جميع القبور التي تعود لمقاتلي الفصائل في مقبرة حي الشيخ سعيد، حيث مُنع الأهالي من الاقتراب من محيط المقبرة أثناء عملية النبش، وبعد الانتهاء تم نقل الرفاة من القبور إلى مكان مجهول.

وتسود حالة من الاستياء بين الأهالي، الذين لا يزالون في منازلهم، إلا أنهم لا يستطيعون التعبير عن غضبهم خوفا من تنكيل مليشيات النظام السوري.

من جانبه، استنكر عضو المجلس الإسلامي السوري، الشيخ محمد عبد الله نجيب سالم، "الاعتداء على حرمة القبور"، واصفا ذلك بأنها "جزء من مسلسل الإجرام الذي تنفذه المليشيات الموالية للأسد منذ بداية انطلاق الحراك الشعبي في سوريا".

وأضاف الشيخ سالم، في حديث لـ"عربي21"، أن "الذي يدمر الحضارة والتراث والعمران والتاريخ والمساجد والمساكن على رؤوس الأحياء، لا يعجزه أن ينبش القبور ويلقيها في الطرقات".

وأشار إلى أن الدوافع الرئيسية وراء نبش القبور تندرج ضمن إطار الأحقاد الاجتماعية والسياسية، لافتا إلى أن المجموعات التي قامت بنبش القبور كانت بعيدة عن مناطقها منذ ما يقارب الأربع سنوات والنصف بعد وقوفها مع نظام الأسد، ما تسبب في قتل العديد منهم على يد الثوار، وهم "يقومون حاليا برد الاعتبار من خلال التنكيل بقبور الإرهابيين وفق ظنهم"، كما قال.

التعليقات (0)