سياسة عربية

هل تراجعت سوريا في أجندة السياسة الخارجية السعودية؟

وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال جولة له في أوروبا- أ ف ب/ أرشيفية
وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال جولة له في أوروبا- أ ف ب/ أرشيفية
عقد اجتماع إقليمي في موسكو، اليوم، لبحث الأزمة السورية شاركت فيه روسيا وإيران وتركيا لمحاولة إيجاد صيغة لحل سياسي في البلاد.
 
وتساءل مراقبون عن سر غياب المملكة العربية السعودية عن هذا الاجتماع، لما لها من تأثير على الوضع السوري من خلال دعم قوى الثورة فيها.

ويأتي هذا الاجتماع بعد يومين من زيارة وزير الخارجية الأمريكي للرياض، وهي الزيارة التي ركزت حسب وسائل إعلام سعودية على اليمن والعلاقات الثنائية بين البلدين، فيما غابت الأزمة السورية عن أجندة زيارة كيري للمملكة.

وقال موقع "العربية نت" في تغطيته لزيارة كيري إن الزيارة تهدف للدفع "إلى عملية تسوية سياسية في اليمن، وحل الأزمة وفقا لخارطة طريق أممية - أمريكية للسلام، بدءا بمشاورات حاسمة للوصول إلى حل نهائي قبل مغادرة الرئيس الأمريكي باراك أوباما السلطة الشهر المقبل".

ومن جهة أخرى، لاحظت وسائل إعلامية عربية أن خطاب الملك سلمان لأعضاء مجلس الشورى لدى افتتاحه أعمال السنة الأولى من الدورة السابعة لمجلس الشورى في الخامس عشر من كانون الأول/ ديسمبر الجاري لم يتطرق للأزمة السورية في إطار حديثه عن الملفات الخارجية، واقتصر على ذكرها مرة واحدة من جانب مساهمة المملكة في العمل الإغاثي، فيما استحوذت الأزمة اليمينة على عدة فقرات من الخطاب.

 فما هي دلالات الغياب السعودي عن قمة موسكو وتراجع الاهتمام بسوريا في الخطاب السياسي السعودي؟ وهل يؤشر على انكفاء دورها لصالح تركيا وروسيا؟
 
"عربي21" توجهت بالسؤال للأكاديمي والمحلل السياسي السعودي حمدان الشهري حول الموضوع، فقال إن الرياض هي الداعم الأول للثورة السورية ولقضايا العرب في مجالات عديدة.

وأضاف الشهري أن "موضوع القرب الجغرافي بين سوريا وتركيا وعلاقة الأخيرة مع موسكو وأهميتها بسبب عضويتها في الناتو ومكانها الكبير الذي تلعبه، يدفع موسكو للتعاون مع تركيا ما قد يساهم ويساعد في إنهاء ما يحصل في سوريا".

وأكد المحلل السعودي أن موسكو لا تستطيع تجاهل الرياض في مثل هذه الظروف، وبأنها بطريقة أو بأخرى، كما قال، ستحتاج إليها في النهاية.

وأشار الشهري إلى أن الرياض لا يمكن أن تقبل بحل سياسي يبقي الأسد في السلطة، وقال: "ما زالت الرسالة السعودية تصل حتى وإن لم يكن هناك (مشاركة) في الاجتماع".

وتوقع الشهري عقد اجتماع في المستقبل بين الرياض وموسكو، لأن موسكو لن تستطيع مهما كان عقد اتفاق يبقي بشار الأسد في السلطة، وفقا لما قال.

وحذر الشهري أيضا من أن أي اتفاق قادم لا ينحي الأسد ويخرج إيران من سوريا لن يكتب له النجاح، ولن يستقر الوضع الداخلي بسبب بقاء المعادلة كما هي، أو كما قال.
 
أوباما لم يكن جديا في سوريا

وحول زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للرياض وعدم تطرقه للمسألة السورية، قال الشهري إنه يعتقد أن الرياض هي التي لم تتطرق مع الوزير لسوريا وليس العكس.

وأوضح أن الإدارة الأمريكية الحالية المتمثلة بـ"باراك أوباما" رسمت عددا من الخطوط الحمراء ولكنها لم تلتزم بها، مشيرا إلى عدم جديتها في ذلك.

وأضاف: "الرياض تنتظر الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب، ماذا ستقدم للقضية السورية وغيرها من القضايا"، وأضاف أيضا: "إذا كان الأمريكان جديون في مثل هذه الملفات، فالرياض ستتحدث معهم بملفات المنطقة بشكل جدي أيضا".

وختم الشهري حديثه قائلا: "إدارة أوباما لا يعول عليها كثيرا في حل القضية السورية لذلك لم يحصل حديث معها مؤخرا".
1
التعليقات (1)
مُواكب
الأربعاء، 21-12-2016 03:53 ص
لم تضع السعودية أبداً ثِقلها في كفة الثورة السورية . هذه حقيقة للتاريخ ولِيوم الحساب. ولم تكن مُساعداتها للسوريين إلاّ من أجل مُراعات الرأي العام السعودي. بديهية ما نُؤكده هو سلوك السعودية المتشاركة مع دولة الإمارات في التصدي لكل ما يقع تحت مُسمّى: الإسلام السني السياسي. وأعظم شاهد على ما نقول تآمر السعودية ودولة الإمارات على الديمقراطية المصرية الوليدة مع السيسي وجنرالاته اللصوص. نظرة دولتا الخليج العربي إلى ثورة سورية، لم تختلف عن نظرتهم للثورة المصرية وتعاملوا معنا حتى أجهضوا ثورة ، لولاهم لكانت منتصرة.

خبر عاجل