مقالات مختارة

والإمارات أيضا "سمن على عسل" مع إثيوبيا!

محمود سلطان
1300x600
1300x600
الدنيا في مصر "مقلوبة" بسبب زيارة وفد سعودي لإثيوبيا. الإعلام المقرب من دوائر صنع القرار، اعتبرها "مؤامرة" على مصر، وبعضهم كتب: السعودية "تنتقم"! الحملة على المملكة، تأتي بالتزامن مع حملة واسعة على مجلس التعاون الخليجي؛ لبيانه الأخير الذي "وبخ" بلطف القاهرة؛ لاتهامها قطر بالضلوع في جريمة كنيسة العباسية. هو الاتهام الذي صدر من وزارة الداخلية، ودافعت عنه وزارة الخارجية، وهما ليستا جهتي تحقيق قضائي، لتستوليا على اختصاصات وسلطات النيابة العامة، في واحدة من أكثر التجليات الدالة على الفوضى التي تعصف بمصر، وتخرجها حتى من التصنيف الرئاسي "شبه الدولة" إلى تصنيف أسوأ "ألا دولة" من أصله.

المهم أن هناك اتهاما للرياض بـ"التآمر" على القاهرة، بسبب علاقاتها بـ"أديس أبا أبا"، وباتت فجأة "داعمة" لسد النهضة؛ البعبع الإثيوبي المرعب لمصر. 

وإذا كانت مصر تعتبر موقفها المتناقض تماما مع الموقف السعودي من بشار الأسد، من قبيل رفض الوصاية، والحفاظ على استقلالية القرار المصري، فلمَ تستكثر على السعودية أن تكون مستقلة عن القرار المصري بشأن العلاقات مع إثيوبيا؟! فإذا كان لمصر مصلحة في تأييد بشار، فإن أيضا من حق السعودية أن تحافظ على مصالحها، ولو كانت مع إثيوبيا "المشاغب المائي" المزعج لمصر. ثم إن الرياض ليست مسؤولة عن ضياع حقوق مصر المائية، واستسهال القاهرة التوقيع على اتفاقية "إعلان المبادئ" التي يعتبرها مراقبون وثيقة رسمية بتنازل مصر طواعية عن حقها، واعترافها بسلطة إثيوبيا على مياه النيل. ثم لماذا السعودية تحديدا؟! ولماذا نتجاهل ـ هنا ـ التعاون الوثيق بين إثيوبيا والإمارات؟ والأخيرة من أبرز القوى الخليجية الداعمة لنظام حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي؟!

 يوم 1 يونيو 2013، وجه المتحدث الرسمي للحكومة الإثيوبية "بريخيت سمؤون"، شكر "العميق" لكل من الإمارات وإسرائيل لدعمهما بناء سد النهضة، وهو كلام نقلته حرفيا جريدة "العلم" الإثيوبية عن "سمؤون"! وانتقد وزير الري الأسبق، د. محمود أبو زيد، الاستثمارات الإماراتية الضخمة في إثيوبيا، الداعمة لاستكمال بناء سد النهضة. وفي ديسمبر من عام 2015، اعترف وزير الاقتصاد الإماراتي، سلطان بن سعيد المنصوري، بأن استثمارات بلاده في إثيوبيا تبلغ ثلاثة مليارات درهم (816.6 مليون دولار). وأشار إلى أن الإمارات تولي أهمية لتعزيز علاقاتها التجارية والاقتصادية مع إثيوبيا، وقال "إن السوق الإثيوبية تتمتع بموارد طبيعية غنية، وتوفر فرصا واعدة للاستثمار في عدد من المجالات والقطاعات". فلمَ هذا التدليس: تدلع الإمارات ونغفر لها "كبائرها" ونجلد الرياض، رغم أن البلدين تحركا وفق منطق المصالح، فيما يعتقد الحكام المصريون الجدد، أن الدول تحدد سياساتها وأجنداتها على طريقة "الجمعيات الخيرية".

المصريون المصرية
0
التعليقات (0)