قالت المعارضة السورية إنه تم التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في مدينة حلب المنكوبة شمالي سوريا، إلا أن وكالة "رويترز" نقلت عن مصدر في جيش النظام السوري قوله إن "الجيش السوري لا علم له بأي اتفاق لوقف اطلاق النار".
وقالت وكالة أنباء "الأناضول" التركية مساء الثلاثاء إن حافلات وصلت بالفعل الى شرقي حلب مساء الثلاثاء لاخلاء المدنيين.
وأكدت قناة الجزيرة في خبر بثته مساء الثلاثاء أن الاتفاق يهدف الى إخلاء الأحياء المحاصرة في المدينة من المدنيين والمسلحين، فيما لم توضح القناة تفاصيل أخرى عن الاتفاق ولا الجهة التي توصلت اليه، وما إذا كانت كل الأطراف المحاربة في المدينة بمن فيها روسيا ونظام الأسد قد وافقوا عليه أم لا.
من جهتها نقلت قناة "بي بي سي" البريطانية عن مصادر لم تسمها أنه سيتم إخلاء المقاتلين والمدنيين في الساعة 3 فجرا بتوقيت "غرينيتش" برعاية الصليب الأحمر الدولي باتجاه ريف مدينة إدلب.
أما المتحدثة باسم الصليب الأحمر "كريستا أرمسترونج" في جنيف، إن اللجنة مستعدة للعمل كوسيط إنساني محايد في عملية الإجلاء من شرق حلب التي تتفاوض بشأنها أطراف مختلفة.
وأضافت أيضا :"لا تزال الأطراف المختلفة في الوقت الحالي تبحث تفاصيل هذا الاتفاق وكيفية تنفيذه، ونأمل أن يتحقق، و الأهم من ذلك أن يأخذ في الاعتبار مصالح المدنيين."
وكان قيادي في حركة نور الدين الزنكي، أحد أبرز الفصائل السورية المعارضة في مدينة حلب أعلن التوصل إلى اتفاق لإجلاء المدنيين والمقاتلين من شرق حلب برعاية روسية تركية، على أن يدخل حيز التنفيذ خلال ساعات.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ياسر اليوسف عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي قوله "تم التوصل إلى اتفاق لإخلاء أهالي حلب المدنيين والجرحى والمسلحين بسلاحهم الخفيف من الأحياء المحاصرة في شرق حلب"، موضحا أن الاتفاق "جرى برعاية روسية تركية، على أن يبدأ تطبيقه خلال ساعات".
وأفاد زكريا ملاحفجي، رئيس المكتب السياسي في تجمع "فاستقم كما أمرت" في حلب، أنه "نتيجة المفاوضات توقّف القصف صباحًا، والآن وقف إطلاق النار مقابل الخروج الآمن بدفعات".
واعتبر ملاحفجي، عبر صفحته في "فيس بوك"، أن الاتفاق هو "نتيجة خذلان العالم لأطفال
سوريا وحلب".
لكن لم يعلن أي من النظام السوري أو موسكو أو واشنطن التوصل إلى اتفاق رسميا.
وكانت مفاوضات تجري بين موسكو وواشنطن على اتفاقٍ سربت بنوده أمس، يفضي بخروج المدنيين ومقاتلي المعارضة إلى شمال حلب (مناطق درع الفرات)، في حين يخرج مقاتلو جبهة "فتح الشام" إلى إدلب حصرًا.
لكن الاتفاق لم ينفّذ ونفت موسكو أن تكون قد توصلت إليه، بينما دعت أنقرة لاجتماعٍ مع الروس لمناقشة الخروج الآمن.
وتقدمت قوات الأسد لتسيطر على أكثر من 90% من أحياء حلب الشرقية، وسط نزوح الآلاف وتخوّف على مصير أكثر من 75 ألف مواطن ما يزالون محاصرين في مناطق المعارضة.
وكانت تركيا أعلنت أنها تسعى إلى التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في المدينة، وقالت صباح الثلاثاء إنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام المجازر التي تتعرض لها مدينة حلب، كما دعت دولة قطر إلى اجتماع عربي عاجل على مستوى المندوبين في الجامعة العربية لبحث سبل إنقاذ مدينة حلب.