نشرت صحيفة "جورنال دو ديمونش" الفرنسية تقريرا؛ تحدثت فيه عن سيطرة قوات النظام السوري على أكثر من نصف الأحياء الشرقية في
حلب السورية، بعد أن أمسكت بها المعارضة لأكثر من أربع سنوات، مشيرة إلى اعتماد النظام على المقاتلين الأجانب في المعارك.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن انهيار أجزاء كبيرة في شرق حلب في أقل من أسبوع؛ فاجأ المراقبين وذلك لسرعة التغير الجيوسياسي التي تشهده المنطقة منذ سنة 2012. وفي هذا السياق، قال الإعلامي ثائر محمد إن "القصف (الجوي) المتواصل لمدة ثلاثة أشهر الماضية، شدد الخناق على المعارضة، وهزم حماس المقاتلين، وحتى سكان المنطقة".
وبالإضافة إلى القصف المكثف، استغل النظام الموقع الاستراتيجي لحي مساكن الهنانو في شمال شرق مدينة حلب، والذي لطالما كان يمثل "خط النار".
ونقلت الصحيفة عن خبير عسكري، رفض الكشف عن اسمه، أن "سقوط هذا الحي لحقه بسرعة سقوط حي أرض الحمرا، وجبل بدرو، ودوار الحيدرية، ومنطقة ويجا، بالإضافة إلى بعض الأحياء الأخرى التي سقطت في غضون 72 ساعة".
وأشار الخبير العسكري إلى أن تراجع المعارضة من حيث المؤهلات العسكرية، خاصة تراجع مخزونها من صواريخ "تاو" المضادة للدبابات الذي استخدم كثيرا في الأشهر الماضية، دون تعويض الكميات المستخدمة بسبب
الحصار، كان أحد الأسباب الرئيسية لهذا التراجع.
وبيّنت الصحيفة أن القتال الذي جرى بين فصائل إسلامية ومعتدلة في الفترة الماضية؛ ساهم أيضا في خسارة ثاني أكبر مدينة في
سوريا. ووفقا لأحمد حاج حامد، العضو السابق في المكتب السياسي لجيش المجاهدين في حلب، فقد تمت مهاجمة حركة "فاستقم كما أمرت"، وهي أحد أبرز الحركات الفاعلة في حلب، عدة مرات من قبل كتائب نور الدين زنكي، وأبو عمارة، وجبهة فتح الشام، ونهبت مخازن السلاح التابعة لها.
ولكن يرى محللون، بعيدا عن الأسباب التقنية وخصوصية الأرض، أن خسارة المعارضة لمناطق واسعة في شرق شمال حلب ما كانت لتحدث لولا الغطاء السياسي الضمني الذي قدمه المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية، لنظام بشار الأسد وروسيا، ليمارسا رؤيتهما السياسية حول حلب المحاصرة.
كما لفتت الصحيفة إلى دور أعداد كبيرة من المقاتلين الأجانب إلى جانب النظام السوري. فبالإضافة إلى الدعم الذي يتلقاه النظام من روسيا، هو يحظى بمساندة العديد من المليشيات الشيعية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، من العراق ولبنان وأفغانستان وباكستان.
وبيّنت الصحيفة أن تراجع المعارضة المعتدلة في حلب سيدعم أصحاب الفكر المتطرف على حساب الفكر المعتدل، وسيقضي على المفاوضات السياسية لإنهاء الصراع في سوريا.