سياسة عربية

آلاف الموريتانيين يتظاهرون للمطالبة بإعدام من أساء للنبي محمد

شدد المتظاهرون على أن علماء الدين بموريتانيا أكدوا أن الحكم الشرعي على ولد امخيطير هو الإعدام- أرشيفية
شدد المتظاهرون على أن علماء الدين بموريتانيا أكدوا أن الحكم الشرعي على ولد امخيطير هو الإعدام- أرشيفية
تظاهر الآلاف من الموريتانيين وسط نواكشوط (العاصمة)، الجمعة، مطالبين بتطبيق حكم الإعدام الصادر في حق المدون الموريتاني، محمد الشيخ ولد امخيطير، الذي أدين بإهانة الإسلام والإساءة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وخرج الآلاف من المواطنين إلى وسط العاصمة الموريتانية نواكشوط، في مظاهرة تطالب بتطبيق حكم الإعدام الصادر في حق المدعو محمد الشيخ ولد امخيطير، الذي أدين بالإساءة للنبي صلى الله عليه وسلم، في مقال نشره على الأنترنت.
 
ورفع العديد من المتظاهرين الذين خرجوا للشوارع بعد أداء صلاة الجمعة، شعارات تطالب بتطبيق حكم الإعدام على امخيطير، مشددين على أن علماء الدين بموريتانيا أكدوا أن الحكم الشرعي هو إعدامه.

فيما تناقلت وسائل إعلام موريتانية، خبر إغلاق الشرطة الشوارع المؤدية إلى القصر الرئاسي، وقامت بإطلاق غازات مسيلة للدموع على المتظاهرين ومنعت مسيرات أخرى بحجة أنها غير مرخصة.

                         
 
وتأتي هذه المظاهرات بالتزامن مع مداولات المحكمة العليا بخصوص حكم الإعدام الصادر في حق ولد امخيطير، ومن المنتظر أن تصدر حكمها النهائي يوم 20 كانون الأول/ ديسمبر المقبل.

 يذكر أن المحكمة الجنائية بنواذيبو سبق وأن أصدرت حكما بالإعدام في ولد امخيطير، وهو الحكم الذي أكدته محكمة الاستئناف.

وكان الأستاذ والباحث السياسي، محمد بن المختار الشنقيطي، تعاطف مع ولد امخيطير في مقال مطول تداولته العديد من المواقع الإلكترونية الموريتانية، أوضح فيه أن "الجدل الدائر في موريتانيا حول المقال الرديء الذي كتبه أحد الشباب الأغرار، فتطاول فيه على مقام النبوة، وأبان عن جهل مركب للسيرة النبوية العطرة، وانجذاب بليد إلى دعايات قوم أظلمتْ قلوبُهم وبصائرهم. ومن الجليِّ أن الغرَّ البليد الذي اتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتحيز العرقي والقبَلي يجهل تلك الملحمة العظيمة التي قادها ذلك النبي العظيم، فسقط فيها جبابرة الروم والفرس والعرب من غلاظ الأكباد المتكبرين: هرقل وأنوشروان وأبو جهل وأبو طالب والمغيرة.. وفاز فيها المستضعفون من ذوي السرائر النقية والنفوس الفطرية: سلمان وبلال وصهيب".

وأضاف: "أقترح على السلطة السياسية والقضائية في موريتانيا التعامل مع هذا الشاب المتطاول على مقام النبوة بمنطق السياسة الشرعية لا بمنطق الحدود، وأن تعامله معاملة المريض العليل القلب، المحروم من محبة سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم، فتحجزه في السجن أو في بيت أهله، وتزوده بكتب في السيرة النبوية العطرة، ثم تُوكِل إلى عالمٍ ثقة أمرَ الحوار معه وتعليمه قبسا من مشكاة النبوة كل يوم. فإن أراد الله به خيرا فسوف يرعوي ويتوب، وإلا فالله غني عنه ولا خير للمسلمين فيه".

وحذر من أن "أسوأ رسالة يوجهها المسلمون إلى العالم اليوم –من منظور السياسة الشرعية- هي قتل المرتد أو المتطاول على مقام النبوة، لما في ذلك من الإيحاء بأن الناس متمسكون بالإسلام خوفا من قطع رقابهم، لا اقتناعا بأنه دين الحق. فالحرص على صورة الإسلام النقية هي التي جعلت النبي صلى الله عليه وسلم يتسامح مع المنافقين والمرجفين والطاعنين، وهي غاية شرعية لا تزال وستظل قائمة".
التعليقات (0)