حول العالم

هل يكشف الاسم عن طبيعة الشخصية والبنية الجسدية؟

طفل
طفل
نشرت هيئة الإذاعة البريطانية تقريرا، تحدثت فيه عن علاقة الأسماء بالشخصيات، وقالت إن "الحروف القليلة التي يتكون منها اسمك قد تكشف عن الطبقة التي تنتمي إليها، والتعليم الذي حصلت عليه، وحتى بنيتك الجسدية".

وضربت مثالا بقولها: "عندما تزوج رايموند جادج (ويعني اسمه الثاني 'قاض' باللغة الإنجليزية) من روزا ميكاليف (اسمها الثاني مشتق من كلمة 'قاض' أيضا لكن باللغة المالطية)، وأنجبا ابنهما إيغور، فقد بدا بديهيا أي المهن سيختار الابن إيغور".

وقالت إنه "كما هو متوقع، حصل إيغور على ترخيص بمزاولة مهنة المحاماة، ثم نُصِّب فيما بعد رئيس قضاة ومحاكم إنجلترا وويلز، أي قاضي القضاة".

وتساءلت: "هل من الممكن أن تحدد أسماؤنا حقا ما سيؤول إليه مصيرنا؟ باستثناء بعض الحالات التي كانت من قبيل المصادفة".

تشير بعض الدراسات الحديثة اللافتة إلى أن الأسماء تؤثر -إلى حد ما- على سلوكنا في المدرسة، وفرص حصولنا على وظائف، وما نحظى به من قبول لدى الناس. حتى إن اسم العائلة قد ينم عن هيئتنا الجسدية ونشاطنا.

وأوضحت أن السبب وراء ذلك أننا ننجذب لا شعوريا نحو الأسماء والكلمات التي تذكّرنا بأنفسنا، ويسمى ذلك "الأنانية الضمنية"، وهذا يفسر الزيادة الكبيرة في أعداد أطباء الأسنان الذين يحملون اسم "دينيس"، المشتق من كلمة "دنتست"، التي تعني طبيب الأسنان.

ولفتت إلى أنه "تلعب أسماؤنا دورا في تشكيل نظرة الآخرين لنا. فقد أفصحت كاتي هوبكنز، الكاتبة الصحفية البريطانية، عن أنها دأبت على الربط بين أسماء الأطفال وبين الصورة النمطية للطبقة الاجتماعية التي ينتمون لها".

وقالت الكاتبة إنها تفضل أن يلعب أطفالها مع الأطفال ذوي "الأسماء القديمة التي كانت شائعة إبان عصر الملكة فيكتوريا" أو الأسماء ذات الأصول اللاتينية أو اليونانية.

وعلى الرغم مما أثاره تصريحها من غضب، إلا أن الكثير من الأبحاث تشير إلى أن هذا السلوك شائع إلى درجة تجعلنا نعجز عن الإفصاح عنه.

وقد أجرى دافيد فيجليو، مدير معهد الأبحاث السياسية بجامعة نورثويسترن، دراسات عديدة للكشف عن تأثير الأسماء.

ولهذا الغرض، استطلع آراء المشاركين؛ ليتعرف على سمات الأسماء التي تقترن بالطبقة العاملة أو الأصول الأمريكية الأفريقية. فبعض الأسماء في اللغة الإنجليزية -مثلا- تقترن في الغالب بالأصول الفقيرة.

وأشارت إلى أن "وقع اسمك على السمع قد ينم عن سمات معينة؛ فعلى سبيل المثال، فإن الصورة التي تتشكل في ذهنك لاسم "مولي" تختلف عن الصورة الذهنية لاسم "كيتي"، وهذا يرجع إلى سهولة نطق مقطعي الاسم".

لقد ثبت أننا نربط بعض الحروف والكلمات بأشكال معينة، إذ نربط مثلا كلمة "بوبا" بالإنجليزية بالشكل ذي الحواف الملساء، ونربط كلمة "كيكي" بالشكل ذي الحواف الحادة، وهو ما يعرف باسم "تأثير بوبا/ كيكي".

ويمتد هذا التأثير إلى أسمائنا، بحسب باحثين من جامعة كالغاري بكندا؛ إذ سُئلت مجموعة من الناس ما إن كانت بعض الأسماء تذكّرهم بالأشكال ذات الحواف الحادة أو المستديرة، وكانت النتائج مطابقة لنتائج تجربة "تأثير بوبا/ كيكي".

وتوضح أن "الأسماء التي تشتمل على حروف الباء والواو في اللغة الإنجليزية ترتبط في الذهن بالاستدارة، بينما الأسماء التي تشتمل على حرفي الكاف والياء ترتبط بالحدة. ثم ربط الباحثون الاستدارة في الشكل بالأنوثة، والحدّة في الشكل بالذكورة".

كما يمتد هذا التأثير أيضا إلى "الطباع الشخصية؛ فالأسماء التي ترتبط في الذهن بالاستدارة تتميز بالقدرة على التكيف، وسلاسة الخلق، ورحابة الصدر، والودّ، والمرح، والخجل، في حين أن الأسماء الأكثر حدة تقترن بالعدوانية، والغضب، والعند، وسرعة الانفعال، والاستهزاء بالآخرين".

وقد أخذ الباحثون في الاعتبار تأثرنا بالآراء التي تكونت لدينا عن أشخاص نعرفهم يحملون الأسماء ذاتها. فقد أقر 24 من بين 32 مشاركا بأنهم تأثروا بالربط بين الاسم والشكل أثناء هذه الدراسة.

وباستعراض مسألة اسم العائلة، وكيف يدل على النسب، أجرى باحثون مؤخرا اختبارا على العلاقة بين أسماء العائلة والكروموسوم الذكوري "واي"، الذي ينتقل من الأب إلى الابن، وقارنوا النتائج التي توصلوا إليها في إسبانيا بالنتائج التي توصلوا إليها في بريطانيا وأيرلندا.

وتوصلوا إلى أنه، في إسبانيا وبريطانيا، كلما ازدادت فرص وجود صلة قرابة بين أشخاص يحملون اللقب نفسه، ازدادت ندرة اسم العائلة.

التعليقات (0)