مقالات مختارة

قبل أن تتوجه مصر إلى إيران طلبا للنفط

محمود سلطان
1300x600
1300x600
قُبيل كتابة المقال بدقائق، نفى وزير البترول المصري، طارق الملا، لوكالة "رويترز"، ما نُشر عن زيارته لطهران الأيام الماضية.. وقال: "لن نذهب إلى إيران"! وكانت "رويترز" نفسها قد نشرت ليلة يوم الأحد 6/11/2016، أن وزير البترول المصري، طارق الملا، توجه الأحد إلى إيران، في محاولة للتوصل إلى تعاقدات بترولية جديدة، وفقا لما ذكرته مصادر مقربة من الوفد المرافق له. 

خبر الزيارة -قبل نفيه- كان صادما وذا مغزى ودلالة على عودة لعبة "المحاور" وتضارب المصالح، المفضي إلى إثارة الفوضى والاضطرابات في المنطقة. غير أن تجربة مصر ما بعد 3 يوليو، تجعلنا لا نطمئن لنفي "الملا".. فـ"رويترز" التي نقلت النفي هي ذاتها التي قالت إنها علمت بالزيارة مما وصفته بـ"مصادر مقربة من الوفد المرافق للملا".. فضلا عن أنها وكالة كبيرة لها مكانتها الدولية التي تعصمها من المقامرة وفبركة الأخبار.. 

أضف إلى ذلك أن النسق السياسي الرسمي بحاضنته الإعلامية، منذ انتصار قوى 30 يونيو، وهو لا يستند إلى الشفافية وعرض الحقائق، وإنما على نشر الأكاذيب. ولا أدري ما إذا كان نفي الملا سيفيد فيما المسافة بين بغداد ـ التي زارها منذ أسابيع لعقد صفقات نفط ـ وطهران ليست بعيدة.. وإيران تحتل العراق فعليا، وهي التي تتحكم في قراره السياسي والاقتصادي والأمني والعسكري.. يعني: "الملا" في بغداد لم يكن يفاوض ويتفق مع مفاوض عراقي وطني.. وإنما مع الوكيل الإيراني المحتل. 

من حق مصر بالتأكيد، أن تنوع مصادر الطاقة، وتشتريه من أي جهة بالسعر الذي يناسبها، أو ربما تريد تحرير قرارها من "وصاية" حامل الشيكات الخليجي.. ولكن وفق حزمة حسابات مصالح تترفع عن "المكايدات": سأذهب إلى إيران لإغاظة السعودية! السعودية أنفقت بسخاء على نظام ما بعد الإخوان، لأسباب سياسية، فهي لم تدفع لـ"رضاها" على السيسي.. وإنما لاعتقادها أن مصر دولة إقليمية كبيرة، والفوضى فيها سينعكس بالتأكيد بإثارة الفوضى في كامل المنطقة، وبالتالي فإن استقرارها بالغ الأهمية، سواء أحسن السيسي أو أساء. 

أما إيران الحالية، فهي دولة إمبراطورية فارسية توسعية ـ مثل إسرائيل ـ لها أطماع وأحلام سواء في منطقة الخليج أو في مصر وشمال أفريقيا، لن تعطيك شيئا إلا بمقابل مكاسب طائفية ومذهبية، تعزز نفوذها داخل مصر.. ولن ننسى أن مصر ظلت تحت الحكم الشيعي مئتي عام.. وتكتظ بالآثار التي تعتبرها إيران جزءا من إرثها التاريخي والديني والسياسي، فيما تعتبر مصر "أرض الميعاد ـ خروج المهدي" والانطلاق لتأسيس الدولة الشيعية الكبرى. علاقتنا بالسعودية تحكمها أطر سياسية ـ ناهيك عن الهوية المشتركة ـ بينما إيران في طبعتها الدينية المتطرفة والعدوانية، فهي علاقة خطرة، تجعلك تخسر ظهيرك السني الواسع، وستختطف هويتك الوطنية، مقابل بضع براميل من النفط.. أو شيكات مبللة بالدم السني المسفوح في سوريا والعراق.

المصريون المصرية
1
التعليقات (1)
فايز الخضرى
الأربعاء، 09-11-2016 05:50 ص
وصلك شيك القطان حتى تتجنى على ايران حتى تقول انها توسعيه السعوديه تعطى للأخوه والمحبه فقط الم تحاول السعوديه قضم اللحم المصرى بأخذ تيران وصنافير برشوه الحراميه وعلى كل حل عهدنا بك واخيك الولاء للرز السعودى وليس جديد عليكم