قال الكاتب البريطاني ديفيد أرونوفيتش إن "إستراتيجية الرئيس الروسي فلاديمير
بوتين لبناء دفاعاته بضراوة، جعلت اقتصاده مترنحا بعيدا عن الغرب".
وبدأ الكاتب البريطاني، في مقاله على صحيفة "التايمز" البريطانية، وترجمته "
عربي21" بالمجزرة التي ارتكبها الطيران الروسي في مدرسة الأطفال في إدلب، بينما تدخل حاملة الطائرات الروسية آدميرال كوزنيزوف إلى الشرق الأوسط لتساعد "بقصف المزيد من البلدات السورية".
وفي الوقت نفسه، اسعرضت
روسيا صواريخها البالستية الجديدة العابرة للقارات "RS-28 Sarmat"، التي يمكن أن تطمس منطقة "بحجم تكساس أو فرنسا".
"استعراض حربي"
واعتبر الكاتب أن هذا ليس مرتبطا بالدفع نفسه، بل "بالتظاهر الرجولي للحرب"، بحسب قوله، مستشهدا بخبير الأسلحة النووية إيجور سوتياجين، في معهد الخدمات المتحدة الملكي، الذي قال إن روسيا تريد أن تخبر العالم "إننا قوة عظمى، ونحن مخيفون، وإياكم أن تتجاهلوني".
وفي ثمانينيات القرن الماضي، كان من الواضح أن البلاد، رغم كل الاستعراضات العسكرية "لا تعمل"، فالمصانع كانت تنهار، والمحلات كانت فارغة، وأسواقها السوداء كانت الفاعلة، رغم قيادة صواريخ "RS-28" أمام لينين في كل "عيد عمال".
وتساءل الكاتب: "كم تعتبر نفسك قويا لو أنك بريطاني هذه الأيام؟ هل تعتبر نفسك مواطنا في دولة تريد التدخل في الشرق الأوسط، وترسل حاملات الطيران حول العالم لتبني جيلا جديد من الدبابات؟"، داعيا للتفكير بأن الدخل القومي الروسي يساوي نصف قيمة البريطاني، وأقل من الكوري الجنوبي، وعشر الأمريكي والاتحاد الأوروبي.
إنفاق دفاعي
ورغم ذلك، فإن الروس لا زالوا ينفقون المزيد على الدفاع، فخلال الأعوام الجيدة لأسعار النفط ضاعفت روسيا إنفاقها العسكري، كما أن القطاع العسكري بقي القطاع الوحيد الذي لم تأثر مع تراجع أسعار النفط، بل استمر بالارتفاع، وسط ادعاءات من بوتين بأن هذا "سيدفع بقية الصناعات الأخرى: الهندسية والكيميائية والتقنية والاتصالات".
ورغم أن العديد يعتبرون روسيا تجربة ناجحة، بإعادة الفخر لبلاده وقيادتها للنجاح، إلا أن الاقتصادي الروسي بافول ميديفيدف، متسائلا إن كان "الخيار المستنزف" للصناعات الدفاعية سينقذ الاقتصاد، مشيرا إلى أن وضع الأموال في صناعة الدبابات عزز القليل من الاستهلاك الإقليمي.
ورغم أن الحكومة الروسية كانت تستطيع التحرك بالكثير من المخزونات في قطاع الطاقة، إلا أن هذا ينهار الآن، بحسب الكاتب البريطاني، مما يتسبب بمعاناة المجالات الأخرى، مثل الصحة، حيث تضطر الحوامل الروسيات للانتظار ستة أسابيع لإجراء مسح صوتي وفحوص دم.
واختتم الكاتب بقوله إنه لا يدعو للمواجهة، موضحا أن "الموقف الروسي أضعف مما يبدو عليه والموقف الغربي أفضل بكثير"، بحد تعبيره.