نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريرا؛ تحدثت فيه عن مشاركة شخصيات معروفة في
بريطانيا، بينهم الممثلة كاري موليجان إلى جانب أعضاء في البرلمان، إلى جانب في الاحتجاجات خارج مقر رئاسة الوزراء في "10 داونينغ ستريت"، حيث طالب مئات المتظاهرين الحكومة البريطانية باتخاذ إجراءات لإنهاء الحملة الدموية على
حلب السورية.
وبينما وقف المتظاهرون على الطرف المقابل لـ"داوننغ ستريت"، كان يتم بجانب البوابة المؤدية إلى رئاسة الوزراء جمع عدد كبير من دمى الدببة؛ في رسالة مؤثرة من المحتجين الذين أشاروا من خلال ذلك إلى التكلفة البشرية للنزاع المستمر منذ فترة طويلة.
وفي هذا السياق، قالت موليجان إن بريطانيا بإمكانها قيادة الجهود الرامية إلى إيجاد حل لمحنة الأطفال المحاصرين في الحرب السورية. وكان من بين المحتجين أطفال يرتدون قمصانا كُتب عليها "أنقذوا حلب"، بينما قام آخرون برفع علم الثورة السورية.
وذكرت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي 21"، أن دب ابنة موليجان كان من بين الدمى التي وضعت أمام "داونينغ ستريت". وقد تحدثت موليجان عن هذا الأمر قائلة: "منذ أن رزقت بابنتي، أصبح من المستحيل أن أتخيلها في أي من هذه الحالات، أو أن أتخيل أن عليها أن تتعامل مع أي من هذا الأمور.. هذا يدفعني إلى التحدث وإلى بذل المزيد من الجهد إذا ما استطعت".
وقالت الممثلة متوجهة بالحديث إلى المتظاهرين: "أنا أشعر بالأمان لمجرد أن أدرك أن ابنتي إيفي ستكون بأمان إذا ما وضعتها في فراشها، لكن الأهالي في حلب لا يعرفون ما يمكن أن يحدث ليلا". وتحدثت موليجان عن الاحتجاجات قائلة إنها فرصة لنقف ونقول بأننا بحاجة إلى فعل شيء حقيقي.
وأضافت الصحيفة أن الممثلة كوليجان، وهي سفيرة جمعية "وور شايلد" (طفل الحرب)، كانت قد تحدثت عن تقاعس الجهات المسؤولة في مدينة كاليه الفرنسية، حيث تقطعت السبل بالعديد من الأطفال اللاجئين غير المصحوبين بذويهم. وقالت إن هذا التقاعس يجعلها تخجل من كونها بريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى وصول اللاجئين الشباب إلى مقر دائرة الهجرة في منطقة كرويدون (جنوب لندن) الأسبوع الماضي، الأمر الذي قالت عنه كوليجان إنه جعلها تشعر بالفخر كونها بريطانية.
وخلال التظاهرة، تم تسليم رسالة إلى مكتب رئاسة الحكومة البريطانية في "10 داونينغ ستريت". وطالب المحتجون من خلال هذه الرسالة بضرورة اتخاذ إجراءات للمساعدة في إنهاء العنف في
سوريا.
وكانت رئيسة الوزراء تيريزا ماي؛ قد قالت يوم الجمعة إن على الاتحاد الأوروبي أن يُبقي "كل الخيارات مطروحة" إذا ما واصلت
روسيا ارتكاب المجازر في سوريا.
وقال المحتجون إن الاحتجاجات كانت ردا على وزير الخارجية بوريس جونسون، الذي دعا إلى مظاهرات خارج السفارة الروسية.
في سياق آخر، بدا الحزن واضحا على نائبة حزب العمال البريطاني، أليسون ماكغفرن؛ عندما تذكرت صديقتها الراحلة النائبة جو كوكس (التي قتلت بيد رجل من اليمين المتطرف على خلفية سياسية في حزيران/ يونيو الماضي)، والجهود التي بذلتها لمساعدة المدنيين في سوريا، حيث قالت "كان ينبغي ألا أكون أنا من يتكلم اليوم، كان ينبغي أن تتحدث صديقتي جو كوكس، لكن بما أنها ليست معنا الآن، علينا نحن أن نكون موجودين.. تم قتل خمسون ألف طفل في سوريا منذ عام 2011، واضطر الملايين إلى الهروب من منازلهم. ويوجد الآن 100 ألف طفل محاصر في حلب".
ونقلت الصحيفة ما جاء على لسان مدير حملة منظمة "آفاز" بيرت واندر، والذي قال إن "حمام الدم في حلب استمر بما فيه الكفاية، وعلى تيريزا ماي الاستماع إلى مطالب الناس في الشوارع ومساندة ضرورة فرض منطقة حظر جوي لوقف المذبحة. وأضاف واندر: "كم عدد المدارس والمستشفيات والأسر التي يجب أن تقصف لكي يصبح ملف سوريا ذو أولوية؟ إذا فشلت رئيسة الوزراء، فإن التاريخ سيحكم عليها بقسوة".