تعرضت الأحياء الشرقية المحاصرة في مدينة
حلب بعد منتصف الليل لغارات روسية كثيفة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد ساعات من إعلان موسكو هدنة إنسانية لثماني ساعات، الخميس.
وأعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أن جيش النظام السوري، والجيش الروسي، أوقفا الغارات على مدينة حلب اعتبارا من الساعة العاشرة صباح الثلاثاء، في خطوة هدفها ضمان تطبيق الهدنة لمدة ثماني ساعات، الخميس.
وقال الوزير خلال اجتماع لهيئة الأركان الروسية: "اليوم ومنذ الساعة العاشرة صباحا توقفت ضربات الطيران الروسي والسوري"، مضيفا أن هذا الوقف المبكر للغارات "ضروري من أجل تطبيق الهدنة الإنسانية" التي ستتيح للمدنيين مغادرة حلب، الخميس.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن: "نفذت طائرات روسية بعد منتصف الليل غارات مكثفة استهدفت أحياء عدة في شرق حلب بينها السكري والفردوس وبستان القصر والصاخور والصالحين والكلاسة"، من دون توفر حصيلة للقتلى.
وتتعرض أحياء شرق حلب منذ 22 أيلول/ سبتمبر لهجوم يشنه جيش النظام السوري في محاولة للسيطرة عليها، وقتل في الهجوم أكثر من 430 شخصا، غالبيتهم من المدنيين وفق حصيلة للمرصد.
ويأتي التصعيد الميداني في حلب إثر انهيار هدنة في 19 أيلول/ سبتمبر، تم التوصل إليها باتفاق أمريكي روسي، ما تسبب بتوتر بين البلدين إزاء
سوريا، دون أن تتوصل الجهود والمحادثات الدولية إلى إحياء وقف إطلاق النار.
وفي خطوة قالت إن الهدف منها "عدم إضاعة الوقت"، أعلنت
روسيا، الحليف الأبرز لرئيس النظام السوري بشار الأسد، الاثنين عن هدنة من ثماني ساعات ستطبق الخميس بدءا من الثامنة صباحا، في خطوة رحبت بها الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، لكنهما اعتبرا أنها غير كافية لإدخال المساعدات.
وقال الجنرال سيرغي رودسكوي، من هيئة الأركان العامة الروسية للصحافيين، الاثنين، إن "القوات الروسية والسورية ستوقف خلال هذه الفترة الغارات الجوية والهجمات الأخرى"، مضيفا أن موسكو ودمشق اتخذتا القرار "في المقام الأول من أجل السماح للمدنيين بمغادرة (المدينة) بحرية تامة، ولإجلاء المرضى والجرحى، وانسحاب المسلحين".
وقال إنه سيتم فتح ممرين، أحدهما عبر طريق الكاستيلو لانسحاب المقاتلين، وستة ممرات إنسانية أخرى لإجلاء المدنيين.
واعتبر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، الاثنين، أن أمام مقاتلي "فتح الشام" (جبهة النصرة سابقا قبل فك ارتباطها عن تنظيم القاعدة) خيارين، إما مغادرة الأحياء الشرقية أو "أن يهزموا".
واتهمت روسيا واشنطن الشهر الماضي بإفشال الهدنة لعدم ضغطها على الفصائل المعارضة لفك ارتباطها بجبهة فتح الشام.
واعتبر الموفد الدولي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا الشهر الماضي، أن وجود مقاتلي جبهة فتح الشام في شرق حلب يشكل مبررا لموسكو ودمشق لمواصلة الهجوم، مقترحا مرافقتهم "شخصيا" في حال قرروا الانسحاب.