اقتصاد عربي

عاملون بالسياحة المصرية لـ "عربي21": السيسي "خرب بيوتنا"

الغردقة تعاني جراء تدهور السياحة الأجنبية - أرشيفية
الغردقة تعاني جراء تدهور السياحة الأجنبية - أرشيفية
 عندما تدخل منتجع الغردقة السياحي، ستفاجأ بالتدهور الكبير الذي أصاب أحد أهم المقاصد السياحية في مصر، بسبب غياب السياح الأجانب عنها في الفترة الأخيرة.
 
وفي جولة قامت بها "عربي21" في الغردقة، التي كانت لا تخل من آلاف السياح ليلا ونهارا، أصبح وجود الأجانب مشهدا نادرا، وسط حالة من الكآبة تسيطر على المدينة.
 
السيسي طفش السياح
 
وبسؤال "أمير" الذي يعمل في أحد الفنادق، عن التصريحات الحكومية حول تحسن أوضاع السياحة مع بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر الجاري، أكد أن هذه الأنباء غير حقيقية.
 
وأضاف أن السياحة متدهورة للغاية ولم تتحسن أوضاعها ولن تتحسن طالما بقي السيسي في الحكم، متسائلا، ضع نفسك مكان أي مواطن غربي يرى رئيس مصر في كل زياراته الخارجية وأحاديثه الإعلامية لا يتحدث سوى عن الإرهاب الذي تتعرض له بلاده، ويطلب من العالم مساعدة مصر في حربها ضد الإرهاب، فهل ستفكر يوما في زيارة هذا البلد المضطرب؟
 
وأكد "أمير" أن حديث السيسي عن الإرهاب يتعارض تماما مع ما يدعيه من بذل الجهود لتعافي قطاع السياحة مرة أخرى.
 
ويحاول النظام المصري بشتى الطرق استعادة ثقة الحكومات الغربية، حيث قام بتشديد الإجراءات الأمنية في المطارات وتعاقد مع شركات أمن خاصة ومستشارين أجانب لإعادة السياح من جديد، إلا أن الغرب مازال يرفض السماح لمواطنيه بزيارة مصر.
 
شوارع كئيبة
 
وفي الممشى السياحي، أهم شارع تجاري في الغردقة، يتجول الزائرون المصريون القادمون من القاهرة ومن مدن الصعيد القريبة، متنقلين بين المحلات التجارية المخصصة لبيع التذكارات السياحية والمنتجات المصرية التقليدية، التي أصابها الركود، وأغلق كثير منها أبوابها.
 
وتحدث "عبد الرحيم"، وهو صاحب متجر لبيع المنتجات الجلدية، لـ "عربي21" قائلا، إنه مضطر لبيع بضاعته للمصريين على مضض بسبب اختفاء السياح منذ فترة طويلة.
 
في أحد النوادي كانت الدلافين تقدم عرضا ترفيهيا أمام مقاعد فارغة، إلا من عدد قليل من المصريين وعدة أجانب، في مشهد يجسد مأساة المدينة.
 
وقال "خالد يونس" أحد العاملين في النادي: "كنا في الماضي نستخدم اللغة الروسية والإنجليزية في التعليق على العروض وفي المطبوعات الدعائية، أما الآن فإن المشاهدين كلهم من المصريين، إلا قليلا".

 الكآبة والإحباط انتشرا لدى العاملين في المدنية لدرجة عدم الاهتمام بنظافة الشوارع، وانتشار أكوام الحجارة والأتربة الناتجة عن أعمال الحفر والإنشاءات.
 
من جانبه، قال محمد علي، الذي يعمل سائقا لسيارة أجرة، إن الشوارع أصبحت غير ممهدة وتحتاج إلى إعادة الرصف؛ لأن الحكومة تستغل غياب السياح للانتهاء من أعمال المرافق الأساسية، على حد قوله.
 
"مشينا الإخوان والأحوال تدهورت"
 
وقال "رضا"، وهو أحد العمال البسطاء في فندق شهير: "مشينا الإخوان عشان السياحة تتحسن، لكن بقالنا 3 سنين والأوضاع تدهورت أكثر من الأول، أحوال السياحة كانت أفضل كثيرا قبل تولي عبد الفتاح السيسي السلطة".
 
وتشكل السياحة أحد أهم مصادر النقد الأجنبي لمصر، وبسبب تراجع السياحة شهد اقتصاد البلاد تدهورا غير مسبوق وانخفاضا قياسيا في قيمة العملة المحلية.
 
ومضى عام على تحطم الطائرة الروسية، ومقتل 224 شخصا كانوا على متنها، بعدما غادرت مطار شرم الشيخ الدولي بفترة قصيرة، وأعلن تنظيم الدولة في سيناء مسؤوليته عن تفجيرها، الأمر الذي دفع الدول الغربية إلى وقف رحلاتها إلى المقاصد السياحية المصرية.

ومنذ أسبوعين استأنفت الخطوط الجوية التركية رحلاتها إلى منتجع شرم الشيخ، وأعادت بريطانيا خط الطيران بين لندن والأقصر، إلا أن هذه الرحلات لم تحمل على متنها سوى عشرات السياح فقط حتى الآن.
 
لا بديل عن السياحة الأجنبية
 
من جانبه، قال "محمد عبد السلام"، إن الفندق الذي يعمل فيه يعمل بنصف طاقته فقط، وأصبح يعتمد كليا على النزلاء المصرين منذ أكثر من عام، عقب كارثة الطائرة الروسية في أكتوبر 2015.
 
لكنه أوضح أن وجود المصريين لا يعوض بأي حال غياب السياح الأجانب، فالعائد المالي من ورائهم أقل بكثير، فضلا عن سلوكيات بعض المصريين التي تضر بسمعة السياحة المصرية في الخارج.
 
كذلك أكد "بهاء" وهو وكيل سفر تابع لإحدى شركات السياحة المصرية، أن شركته تحولت إلى تنظيم رحلات داخلية للمصريين بسبب عزوف الأجانب عن القدوم إليها، بدلا من إغلاق الشركة.
 
ولسنوات طويلة كانت الأكمنة الأمنية المتعددة التي كان زوار الغردقة يمرون عليها قبل دخول المنتجع تشتهر بصرامتها ودقتها، ويفحص ضباطها هويات القادمين للتأكد من أنهم لا يمثلون أي تهديد أمني على السياح، لكنها أصبحت الآن مهتمة فقط بفحص رخص القيادة وضبط السيارات المتجاوزة للسرعات المقررة؛ بسبب عدم وجود سياح يخشى عليهم من الخطر.
0
التعليقات (0)

خبر عاجل